في قصة شهيرة للكاتب الروسي تشيكوف «لمن أشكو أحزاني» يحاول صاحب عربة الأجرة أن يتحدث لكل من ركب معه، ولكن الجميع مشغولون بنفوسهم، فيلجأ لحصانه، وقد كرر إنتاج هذه القصة في معظم الأعمال الفنية العالمية، وآخرها المشهد الجميل في مسلسلة الفنانة سعاد عبد الله هذا العام بعد طلاقها في آخر العمر من زوجها، حيث حاولت الشكوى لأناس لا تعرفهم، ولم يستمع إليها إلا عامل لا يدري ما تقول، وهو مشهد إنساني مؤثر رغم تكراره، فأحيانا نكون بأمس الحاجة للكلام لأحد لنتخفف من أعبائنا النفسية.
مقدمة طويلة لأقول إني كنت في استراحة شبابية مليئة بالعاطلين من حملة الشهادة الجامعية والدبلومات الفنية، والعلوم الإنسانية، وكلهم بحاجة ماسة لمن يشكون له أحزانهم مع البطالة، طبعا هو الحديث اليومي عن العمل والبطالة عندهم، وأنا القادم الغريب الذي تعاد له الحكايات، والألم والتشنجات، ليستمع مع أن الجميع يعرفون أنه لا حول لي ولا قوة، فأنا متقاعد بعد العمل، وهم متقاعدون قبل العمل، حسب وصفهم الجميل، وكان أبرز الموضوعات الحديث عن فشل كثيرين منهم في أعمال توفرت لهم، وجربوها لمدد تقصر أو تطول وشرحوا أسباب تسربهم منها لضغوط مختلفة معظمها تطرحه الصحف، بعضهم يتحدث بعصبية من أقفلت بوجهه الطرق، وبعضهم يخطط للتأهل في تدريب أو علم لأن مؤهله الحالي لا ينفعه في الوظيفة، والبعض قرر أن يعود للوظيفة ولو بدون راتب، حسب قوله، لأنه مل الفراغ، هذا ملخص أحاديث ليلة كاملة مليئة بالضجيج حرضها وجودي غير المتوقع بينهم، فكأن كل واحد منهم وجد من يستمع لهمومه، ويعلم الله أني مهموم مثلهم وأتمنى من يسمع همومي، لكنها وظيفة قمت بها لأخرج بنتائج بسيطة.. إن الشباب السعوديين ناضجو العقول ويدركون معنى الحياة، لكنهم فقدوا الكثير من ملهمات سلوك العمل والإصرار بسبب قلة صدامهم مع الواقع ورفعهم لتطلعاتهم المستمد من التربية والتعليم. إن هناك عوائق روتينية، واجتماعيه كثيرة سردها المنظرون وجدتها في تلك الجلسة المباشرة، والأهم أن الموضوع يبدو لي أنه موضوع متغير زمني يحتاج وقتا في ظرف شخصي لكل واحد منهم في عمره لا يحتمل الانتظار وهو معذور، وكلنا منفعلون بهذه الحالة المستعصية من بطالة بعض التخصصات، في وقت تمتلئ بلادنا بالقادمين على نفس التخصصات، وبكفاءة أقل.
سأختم بنكتة قالها أحدهم وهي لما لا نذهب لبعض البلاد العربية ونشتري تأشيرات عمل فتستقدمنا الشركات، وسيكون الأمر سهلا جدا بما لا يقاس بالعناء في البحث عن وظيفة.
alqulam2@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة
مقدمة طويلة لأقول إني كنت في استراحة شبابية مليئة بالعاطلين من حملة الشهادة الجامعية والدبلومات الفنية، والعلوم الإنسانية، وكلهم بحاجة ماسة لمن يشكون له أحزانهم مع البطالة، طبعا هو الحديث اليومي عن العمل والبطالة عندهم، وأنا القادم الغريب الذي تعاد له الحكايات، والألم والتشنجات، ليستمع مع أن الجميع يعرفون أنه لا حول لي ولا قوة، فأنا متقاعد بعد العمل، وهم متقاعدون قبل العمل، حسب وصفهم الجميل، وكان أبرز الموضوعات الحديث عن فشل كثيرين منهم في أعمال توفرت لهم، وجربوها لمدد تقصر أو تطول وشرحوا أسباب تسربهم منها لضغوط مختلفة معظمها تطرحه الصحف، بعضهم يتحدث بعصبية من أقفلت بوجهه الطرق، وبعضهم يخطط للتأهل في تدريب أو علم لأن مؤهله الحالي لا ينفعه في الوظيفة، والبعض قرر أن يعود للوظيفة ولو بدون راتب، حسب قوله، لأنه مل الفراغ، هذا ملخص أحاديث ليلة كاملة مليئة بالضجيج حرضها وجودي غير المتوقع بينهم، فكأن كل واحد منهم وجد من يستمع لهمومه، ويعلم الله أني مهموم مثلهم وأتمنى من يسمع همومي، لكنها وظيفة قمت بها لأخرج بنتائج بسيطة.. إن الشباب السعوديين ناضجو العقول ويدركون معنى الحياة، لكنهم فقدوا الكثير من ملهمات سلوك العمل والإصرار بسبب قلة صدامهم مع الواقع ورفعهم لتطلعاتهم المستمد من التربية والتعليم. إن هناك عوائق روتينية، واجتماعيه كثيرة سردها المنظرون وجدتها في تلك الجلسة المباشرة، والأهم أن الموضوع يبدو لي أنه موضوع متغير زمني يحتاج وقتا في ظرف شخصي لكل واحد منهم في عمره لا يحتمل الانتظار وهو معذور، وكلنا منفعلون بهذه الحالة المستعصية من بطالة بعض التخصصات، في وقت تمتلئ بلادنا بالقادمين على نفس التخصصات، وبكفاءة أقل.
سأختم بنكتة قالها أحدهم وهي لما لا نذهب لبعض البلاد العربية ونشتري تأشيرات عمل فتستقدمنا الشركات، وسيكون الأمر سهلا جدا بما لا يقاس بالعناء في البحث عن وظيفة.
alqulam2@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة