عبد الناصر شاب حزم حقائبه وطموحه من بادية بين الرياض ومكة المكرمة وحط بها عند جامعة الملك عبد العزيز في جدة طالبا، وبين معارض السيارات يجمع قوته وسيطا بين باعة المركبات.
لم تغير الأيام جينات الشهامة والرجولة عند عبد الناصر المحتفظ بقيم شربها منذ نعومة أظافره وسكنت خلايا جسده.
ذات فجر وقبل أن يرتفع الأذان إلى السماء استغرب عبدالناصر وجود فتاة في الشارع تمشي مترنحة تارة وتجلس القرفصاء تارة أخرى تبكي بحرقة.
ركض الشاب إلى الفتاة عارضا المساعدة، إلا أنها ردت عليه بأنه لا فائدة وعليه أن يرحل. وجد عبد الناصر الشابة في وضع نفسي وصحة متدهورة إذ لم تأكل لمدة زادت على الثلاثة أيام. أقسم الشاب للفتاة أنه سيساعدها وكأنها أخته فتحدثت وانهمرت رغم التعب، فأبلغته أنها ارتكبت جرما مع شاب أخبرها عقب شهر من معرفتها بأنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وعليها مفارقته. سأل عبد الناصر الفتاة إن كانت أجرت فحوصات من قبل، فأكدت أنها لم تفعل وأصر عليها أن تعود إلى منزلها وتذهب في اليوم التالي لإجراء فحوصات على حسابه ووافقت عقب تطمينات من الشاب. وظهرت الفحوصات سريعا بأن الشابة لا تحمل أي مرض فلم تصدق، وطلبت أن يساعدها في أن يجرى التحليل في مستشفى حكومي وبجهود وسطاء خير استطاع أن يجري الفحص وتأكد خلوها فلم تقتنع، فما كان من عبد الناصر إلا أن طلب رقم الشاب الذي كانت تعرفه والتقاه وأفهمه وضع الفتاة النفسي والصحي وفكرة الانتحار التي كانت تراودها فرد ببساطة: «يا أخي كنت أبغى أتخلص منها وما لقيت غير هذه الكذبة.. وقلت لها أنا عندي إيدز».
انهارت الفتاة عندما عرفت التفاصيل الحقيقية، وانتهت ثلاثة أشهر من العذاب والمرارة والضياع والتفكير آلاف المرات في الانتحار، وعادت إلى الحياة بعهد مع الله ثم مع عبد الناصر أن تبتعد عن العلاقات المشبوهة والمحرمة.
عشت لحظات من الذهول عندما انتهى الشاب من رواية القصة، والسؤال الأول الذي دار في ذهني كم فتاة مثل هذه وكم شابة من الممكن أن تكون بالفعل مصابة. لن أتحدث مثل الكثيرين عن الحساب والعقاب والجزاء... فنحن أكثر الشعوب معرفة بالعقاب الديني والاجتماعي.
لا أطالب بالمثالية وأن نكون شعبا بلا عيوب وأخطاء، فالصح والخطأ سنة كونية من الرب الرحيم، ولكن أتمنى أن نقف مع أنفسنا ونتأمل وندرك ونفهم أكثر مما نعرف، عسى أن تتغير سلوكيات بعض ممن يعيشون بيننا، وفي النهاية هم منا ونحن منهم لذا يجب أن نخاف على بعضنا ونطمح للتغيير إلى الأفضل.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
لم تغير الأيام جينات الشهامة والرجولة عند عبد الناصر المحتفظ بقيم شربها منذ نعومة أظافره وسكنت خلايا جسده.
ذات فجر وقبل أن يرتفع الأذان إلى السماء استغرب عبدالناصر وجود فتاة في الشارع تمشي مترنحة تارة وتجلس القرفصاء تارة أخرى تبكي بحرقة.
ركض الشاب إلى الفتاة عارضا المساعدة، إلا أنها ردت عليه بأنه لا فائدة وعليه أن يرحل. وجد عبد الناصر الشابة في وضع نفسي وصحة متدهورة إذ لم تأكل لمدة زادت على الثلاثة أيام. أقسم الشاب للفتاة أنه سيساعدها وكأنها أخته فتحدثت وانهمرت رغم التعب، فأبلغته أنها ارتكبت جرما مع شاب أخبرها عقب شهر من معرفتها بأنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وعليها مفارقته. سأل عبد الناصر الفتاة إن كانت أجرت فحوصات من قبل، فأكدت أنها لم تفعل وأصر عليها أن تعود إلى منزلها وتذهب في اليوم التالي لإجراء فحوصات على حسابه ووافقت عقب تطمينات من الشاب. وظهرت الفحوصات سريعا بأن الشابة لا تحمل أي مرض فلم تصدق، وطلبت أن يساعدها في أن يجرى التحليل في مستشفى حكومي وبجهود وسطاء خير استطاع أن يجري الفحص وتأكد خلوها فلم تقتنع، فما كان من عبد الناصر إلا أن طلب رقم الشاب الذي كانت تعرفه والتقاه وأفهمه وضع الفتاة النفسي والصحي وفكرة الانتحار التي كانت تراودها فرد ببساطة: «يا أخي كنت أبغى أتخلص منها وما لقيت غير هذه الكذبة.. وقلت لها أنا عندي إيدز».
انهارت الفتاة عندما عرفت التفاصيل الحقيقية، وانتهت ثلاثة أشهر من العذاب والمرارة والضياع والتفكير آلاف المرات في الانتحار، وعادت إلى الحياة بعهد مع الله ثم مع عبد الناصر أن تبتعد عن العلاقات المشبوهة والمحرمة.
عشت لحظات من الذهول عندما انتهى الشاب من رواية القصة، والسؤال الأول الذي دار في ذهني كم فتاة مثل هذه وكم شابة من الممكن أن تكون بالفعل مصابة. لن أتحدث مثل الكثيرين عن الحساب والعقاب والجزاء... فنحن أكثر الشعوب معرفة بالعقاب الديني والاجتماعي.
لا أطالب بالمثالية وأن نكون شعبا بلا عيوب وأخطاء، فالصح والخطأ سنة كونية من الرب الرحيم، ولكن أتمنى أن نقف مع أنفسنا ونتأمل وندرك ونفهم أكثر مما نعرف، عسى أن تتغير سلوكيات بعض ممن يعيشون بيننا، وفي النهاية هم منا ونحن منهم لذا يجب أن نخاف على بعضنا ونطمح للتغيير إلى الأفضل.
hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة