-A +A
أسماء الغابري ــ جدة
أكد لـ «عـكاظ» عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم والمشرف على (جوال كون) المتخصص في الطقس والمناخ الدكتور عبد الله المسند، أنه لا خوف من وقوع كوارث أمطار تشبه التي حدثت في أوائل العام الجاري والتي شملت جدة والرياض.
وأوضح الدكتور المسند أن التنبؤات الجوية لموسم الوسم لعام 2010 -ووفقا للموقع الأوروبي ECMWF والموقع البريطاني Met Office، إضافة إلى النماذج العددية الرياضية، فإن احتمالية بقاء الأمطار في السعودية هذا الموسم حول معدلها أقل، مشيرا إلى عدم وجود تقرير رسمي روسي بشأن هطول أمطار غزيرة على المملكة.

وبين الدكتور المسند أن النماذج الرياضية المناخية العالمية قد تعطي تنبؤات جوية لفترة قد تصل من ثلاثة إلى أربعة أشهر لأجواء المملكة، إلا أنه لا يمكن الركون إليها لأمور عدة منها؛ عدم ثبات التنبؤات بعيدة المدى لأجواء المملكة، حيث ما زالت عصية وخفية وفيها الكثير من الثغرات والقصور، إضافة إلى موقع المملكة البعيد عن المؤثرات البحرية الفاعلة كالمحيط الأطلسي على سبيل المثال، وبالتالي التغيرات والتقلبات بل والمفاجآت سمة المناخ الصحراوي، وما كارثة سيول جدة 2009 عنا ببعيد.
وأشار عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا إلى أن السبب الحقيقي خلف أمطار جدة والرياض، يعود إلى التدخل البشري السلبي في تعمير وتدمير بطون الأودية، إذ إن التدخل الإنساني الخاطئ الطامع في البيئة أفضى إلى كوارث وفواجع إنسانية لا حصر لها، ولعل لجنة التحقيق التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين تضع النقاط على الحروف، وأن تشفي نتائجها قلوب قوم مكلومين.
ويزعم المسند أن سبب كارثة سيول جدة التغير الاجتماعي الذي قاد إلى التغيير الجغرافي، وتساءل «هل ضاق بنا أكثر من مليوني كيلومتر مربع (مساحة السعودية) حتى نتوسد الخطر ونلتحف الموت في تخطيط بطون الأودية والشعاب؟».
وأبان عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا إلى أن المملكة ليست في منأى عن الآثار السلبية للتغير المناخي العالمي، ووفقا لإحصائية (جوال كون) فإن عدد ضحايا الأمطار والسيول والتقلبات الجوية في السعودية في الموسم المنصرم نحو 414 نسمة. وطالب الدكتور المسند من الجهات المعنية مثل الدفاع المدني، وزارات التربية والتعليم، الصحة، النقل، والمواصلات التعاطي مع التنبؤات الجوية قصيرة وطويلة المدى بجدية، حتى إن أخطأت النماذج أربع مرات فقد تصيب في الخامسة.