-A +A
محمد الصالحي
إن صدقت الأخبار التي تحدثت أمس عن إقالة رئيس جمعية حماية المستهلك، فلا أظن «النكت» التي يطلقها البعض ويطالب فيها بـ (جمعية مستقلة) هدفها حماية جمعية حماية المستهلك ستظل نكتا، وستتحول عما قريب إلى خيار جدي لمعالجة وضعها المتأزم منذ أن ولدت.
يقول الواقع في كل مكان: إن المواطن العادي حين يعاني من تحكم المؤسسات التجارية معاناة شديدة تزداد بازدياد أسعارها، فإنه تلقائيا يتجه إلى مؤسسة «مستقرة» تكون مزيجا من الحكومة والمجتمع لتدافع عنه ويشعر معها أن حقه لن يهضم. إلا عندنا، فحين تبحث عمن ينصفك فإنك لن تجد سوى جمعية تبحث عن مأواها ووجودها منذ عامين، ولا يعلم إلا الله متى سيستقر حالها. ستجد جمعية يشتغل أعضاؤها في تصفية حساباتهم علنا في الصحف. وستجدها، هي هي، مشغولة في حساب التاريخ المتوقع لجمعيتها العمومية، ومن تدعو ومن تترك، والأهم من ذلك: من تسقط من الأعضاء ومن تعين. والمواطن يأتي لاحقا في ذيل اهتماماتها إن كان في الذيل مكان له.
ليت الأخوة أعضاء الجمعية يجلسون ليحسبوا كم موجة ارتفاع صعدناها منذ أن اجتمعوا على الطاولة للمرة الأولى قبل عامين، ويتركوا التفكير في الأخريات التي تنتظرنا في الأشهر المقبلة. يحسبوا كم من الوقت انتظرهم المواطنون ليتكرموا عليهم بالظهور علنا، وكم من الخيبة أكلها المواطنون حين اكتشفوا أن غياب الجمعية كان أجمل وأرحم من حضورها. والآن وبعد كل ذلك هل يتوقع الأعضاء أن حضورهم بهذا الشكل المؤسف، لتصفية الحسابات علنا، سيدفع المواطن للتفاؤل بقدومهم مستقبلا؟
آخر الكلام: لا تقفوا مع المواطن لحمايته من شر الأسعار والتجار، ولكن احموه من حضوركم الذي لم يأت إلا بشيء واحد: التمادي في تلك الحملة، فالوجود الهزيل يمنح الطرف الآخر القوة. فقط: اكفونا شركم.
ALSALHI@GMAIL.COM


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة