-A +A
إبراهيم عبدالله مفتاح
في الآونة الأخيرة واستنادا إلى ما تنشره وتكشف مستوره الصحف من وقائع مؤلمة وخلل وسوء تنفيذ في المشاريع الحيوية والخدمية التي ترصد لها الدولة الملايين بل المليارات من الريالات من أجل إيجاد خدمات ترتقي بمستوى هذا الوطن ومواطنيه في مختلف المجالات التعليمية والصحية والإنشائية من طرق وكهرباء وتوفير مياه وبناء موانئ بحرية وجوية.. و.و.و.و .. إلى آخر الواوات التي تهدف الدولة من ورائها إلى أن تصبح خدماتنا تتناسب ومستوى عتبات السلم الحضاري والنهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في هذا العهد الميمون. وعلى الرغم مما تحقق من تطور محسوس وملموس في مختلف السبل وحرص الدولة على أن يكون المقاول «الوطني» هو المستفيد الأول مما يضخ من أموال لبناء هذه المشاريع وتنفيذها بحس وطني إلا أن بعض هؤلاء المقاولين لا يهمهم سوى وفرة ما يحصلون عليه من فوائد وأرباح مادية حين ترسية هذه المشاريع على شركاتهم ومؤسساتهم وأهم طلباتهم التي يريدون تحقيقها يأتي في مقدمتها الآتي:
• إذا رسا مشروع ما على صاحب مؤسسة فأول شيء يطلبه ويبحث عنه هو ترسية هذا المشروع على صاحب مؤسسة أخرى في عرف ما يسمونه بـ «مقاولات الباطن» وبموجب ذلك فإن صاحب المؤسسة الأولى يربح الملايين وهو في مكتبه يتأرجح على مقعده ذات اليمين وذات الشمال وليت الأمر يقتصر على ذلك بل إن المقاول الثاني يبحث عن مقاول ثالث وهكذا يستمر المسلسل حتى يصل إلى الفتات ويتحول المشروع نفسه إلى فتات من الحصى والرمل.
• المطلب الثاني الذي يطلبه هذا البعض من المقاولين هو أن تترك له الفرصة في التراخي وعدم التنفيذ في المدة المحددة لإنهاء المشروع بحيث تنتهي مدة العقد دون عمل شيء يذكر.
• يكون المقاول في منتهى السعادة إذا لم تقم الجهة – صاحبة المشروع – بمتابعته ومطالبته بالتنفيذ – حسب بنود العقد – جودة وزمنا وتطبيق مواصفات.
• يكون صاحب المؤسسة في منتهى السعادة – أيضا – إذا استلمت منه هذه الجهة المشروع الذي قام بتنفيذه – على علاته – وحصل منها على كل حقوقه ومستخلصاته المادية بموجب محاضر توقعها لجان الاستلام بجميع أعضائها الإداريين والهندسيين وينتهي المشروع بعد أن مر بعدة مراحل يسميها المثل الشعبي «من سيد لسيد لقباض الأرواح» .. كل هذه الأشياء – التي مر ذكرها – وغيرها يبرهن على صحتها ما تنشره الصحف من انهيارات كباري وتساقط سقوف مدارس وحدوث خلل في شبكات الكهرباء والصرف الصحي ودورات المياه وغير ذلك الكثير الكثير.. لكن الذي يبشر بالخير – الآن – أن الحبل لم يعد على الغارب – في ظل ما تشنه الدولة من حرب شعواء على الفساد وأهله ممن يتلاعبون بمقدرات هذا الوطن ومواطنيه في ضوء استشراف مستقبلي مضيء وشفاف.


للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة