-A +A
حمود البدر
كعادته، سارع أبو متعب قائدنا وحبيبنا وملك الإنسانية، كما وصفته الهيئات الدولية التي قدرت جهوده المتواصلة للتوفيق بين الدول والهيئات والمؤسسات التي لم تستطع جهودها الذاتية تحقيق ما هو مهم لتحقيق أهدافها إلى أن جاءت جهود أبي متعب فتحققت الأهداف.
كان رائدا في إصلاح ذات البين في القضية الفلسطينية عندما تنازع زعماء الطوائف فيما بينهم. وقد استضافتهم المملكة في أقدس بقعة على وجه الأرض (مكة المكرمة)، وحجمت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ساحة الخلافات فيما بينهم، نرجو الله أن يعينهم على الوفاق الدائم.
وفعل ــ حفظه الله ورعاه ــ الشيء نفسه في لبنان ومن حولها ممن أدى تنازعهم إلى فرقة كادت تتحول إلى معارك نارية، لكن الله أكرمنا وإياهم حينما سعى ــ حفظه الله ــ إلى الإصلاح.
وغير ذلك جهود كثيرة هنا وهناك، في الشمال والجنوب والشرق والغرب، قام بها خادم الحرمين الشريفين، وأدت دورها في تحجيم النزاعات.
وآخر ما قام به ــ حفظه الله ورعاه ــ دعوته الحنونة لإخوتنا في العراق الذين أدى تنازعهم إلى عدم القدرة على تشكيل حكومة لمدة تزيد على سبعة أشهر، ما قد يؤدي إلى نتائج لا يعلم مداها إلا الله فيما لو لم تحل مشكلة الخلافات حلا جذريا لصالح الجميع.
إن دعوة أبي متعب زعماء العراق إلى اجتماع تستضيفه المملكة لكي يجري التناقش والتسامح، ومن ثم وضع الأسس الضرورية لحفظ الأمن في هذا البلد الذي صار أمنه مهزوزا لدرجة كبيرة بسبب اختلاف وجهات النظر، ما أدى إلى أن يتمسك كل فريق برأيه، وما لم يأتِ طرف مخلص في إتاحة الفرصة لهذه الفرق كي تتناقش وتتحاور أمام شخص ثالث ليس له مصلحة إلا أن يرى جيرانه العراقيين ينعمون بالأمن والأمان، وذلك لا يتحقق إلا إذا جرى تحجيم الخلافات، وجمع الكلمة.
ومن هو الذي يملك القدرة على الاستماع بإخلاص إلى وجهة نظر هذا الفريق وذاك إلا أبو متعب الذي له قدر من الاحترام والتقدير لدى الأطراف المتنازعة من خلال جهوده المتعددة لإصلاح ذات البين.
إن العرب والمسلمين جميعهم ــ إلا ما ندر ــ يتطلعون إلى انعقاد اجتماع يضم كل الفرق المتنازعة، ولو أن البعض منها سرب معلومات توحي بعدم تشجيعهم لمثل ذلك المؤتمر الذي دعا إليه ملك الإنسانية، والذي ليس له ولا لمواطنيه مصلحة أو مصالح شخصية إلا أن يروا الوئام واتحاد الكلمة، وسيادة الأمن والأمان في معبر نهري دجلة والفرات، وكلهم يعلمون أن عدم اتحاد الكلمة سيؤدي إلى تدخل فئات خارجية أخرى بهدف تجزئة ذلك البلد العريق.
لقد أصبحت الدعوة للاجتماع في الرياض حديث المجالس وعلى صفحات الوسائل الإعلامية المتنوعة، ترقبا لما سيؤول إليه الأمر عندما يجتمعون. وإن اختلفت التوقعات إلا أن فكرة تحقيق اجتماع أطراف النزاع هي التي جعلت المتفائلين والمتشائمين والمؤيدين والمعارضين يتبادلون الآراء فيما بينهم، وهذا هو حال البشر الذين لا يجمعون على رأي واحد مهما كان كماله وصلاحيته ونتائجه.
كما أن الدول العربية رحبت بدعوة المصالحة التي يؤمل أن تؤدى إلى إنهاء مآسي الشعب العراقي التي ما زالت مستمرة منذ سبعة أعوام. وما تسعى إليه السعودية من هذا اللقاء (المرجو التئامه بعد الحج) إنما هو لعلاج الصدع (الذي إن تم) سوف يحفظ للعراق هويته العربية والإسلامية، مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية من قبل أي طرف خارجي، وكذلك احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله. بل إن الدعوة السعودية تسعى إلى احترام الإرادة العراقية وإعادته إلى أحضان العرب والمسلمين مستقلا متكاملا بناء وآمنا.
إن الخلافات والتنازعات بين الفئات مشكلة لا يحلها إلا وسيط مخلص وأطراف لديها قدر من الاستعداد للتضحية لصالح المجتمع، وما لم يحدث هذا فإن الشيطان وأعوانه سوف يشعلون الفتيل أكثر فأكثر إلى أن يحدث ما لا تحمد عقباه، ولا يفيد إلا الأعداء.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة