كان صباحا شاعريا تهمس فيه النسمات في آذان سعفات النخيل وتغازل ذؤابات أغصان الشجر.. الغيمات الداكنة تتراكض في الفضاء الرحب كقطعان شياه أغرتها كثافة العشب.. رذاذ خفيف يبلل وجه رداء الأرض فتزداد طراوة ممزوجة بعذوبة الأمل وتفتح زهرات الحياة.
كان صباحا جميلا ــ بكل ما في الكلمة من معنى ــ عندما رن جرس هاتفي النقال ليأتيني ــ من خلاله ــ صوت أحد أبنائي على مقاعد دراسة المرحلة الابتدائية سابقا الذي أقرأ كتابته في إحدى صحفنا المحلية. دار الحديث بيني وبينه حول موضوعه الأخير الذي كتبه عن «نظام التقاعد» الذي يشترط ضمن بنوده للتقاعد المبكر عشرين عاما حيث يرى ــ في رأيه ــ أنه شرط فيه تحد يلغي حرية الإنسان الذي من حقه أن يعمل بحرية ويغادر بحرية وعلى النظام أن يتعامل مع رغباته بالطريقة التي تخدم الطرفين، كما يرى أنه ليس من حق المؤسسة العامة للتقاعد أو القائمين عليها أن يسقطوا من حسبانهم حقوق الإنسان أو الإنسانة العاملة وأن يختصروا الراتب ويحولوه ــ بعد الوفاة ــ إلى رقم ضئيل وتصبح الأسرة التي فقدت عائلها تعيش على الفتات رغم أن ذلك حق من حقوق والدهم قامت المؤسسة باستثماره، كما تعرض للأنظمة المتعلقة بالزوجة العاملة وقد أسهب في الطرح بما فيه الكفاية. لقد سألني عن رأيي في طرحه فقلت له: إنه منطقي وأنه موضوع حساس ومهم ومن هذا المنطلق يجب أن يطرح على طاولة أعضاء مجلس الشورى والأكثر أفضلية أن يطرح على طاولة رئاسة مجلس الوزراء.. تشعب الحديث بيني وبين تلميذي ليصل إلى أني كنت ــ ذات ليلة ــ مدعوا إلى حفل تكريم أحد طلابي السابقين من زملائه على مقاعد الدراسة الابتدائية بمناسبة إحالته إلى التقاعد بعدما يزيد على الثلاثين عاما من الخدمة وأني أثناء كلمتي اعتذرت منه عن ذلك العقاب الخفيف الذي كنت أعاقبه به على أصابعه الغضة عندما كان يخطئ إملائيا أو عندما كان يكتب الحرف بطريقة خاطئة .. عندها قال لي تلميذي ــ الزميل حاليا ــ : ليس زميلي وحده الذي ما زالت أطراف أصابعه تتذكر طعم عقابك، فأنا لا أخفيك أن هذا الطعم قد تسبب في سوء علاقة بيني وبين اسم الإشارة
«ذلك» عندما كنت أكتبها بـ «ألف» بعد «الذال». قلت له: معذرة .. فأنا أطلب منك العفو الآن ولو كنت في ذلك الوقت أعرف أن شيخنا ــ علامة الجزيرة العربية ــ حمد الجاسر رحمه الله كان لا يعترف بما اتفق عليه الإملائيون لما عاقبتكم لأن شيخنا كان يكتب في مجلته «العرب» هذا الاسم وأمثاله كما تنطق «ذالك» .. «هاذا» .. «هاؤلاء» .. «أولائك» ... إلخ.
ولكني أحمد الله أني كنت أعاقبكم قبل زمن منع العقاب، وأن ما يريح ضمائرنا ــ أنا وزملائي من المعلمين في ذلك الزمن ــ أننا أنجبنا طلابا نجباء من أمثالك وأمثال زميلك وهذا كفيل بأن تسامحونا.
للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة
كان صباحا جميلا ــ بكل ما في الكلمة من معنى ــ عندما رن جرس هاتفي النقال ليأتيني ــ من خلاله ــ صوت أحد أبنائي على مقاعد دراسة المرحلة الابتدائية سابقا الذي أقرأ كتابته في إحدى صحفنا المحلية. دار الحديث بيني وبينه حول موضوعه الأخير الذي كتبه عن «نظام التقاعد» الذي يشترط ضمن بنوده للتقاعد المبكر عشرين عاما حيث يرى ــ في رأيه ــ أنه شرط فيه تحد يلغي حرية الإنسان الذي من حقه أن يعمل بحرية ويغادر بحرية وعلى النظام أن يتعامل مع رغباته بالطريقة التي تخدم الطرفين، كما يرى أنه ليس من حق المؤسسة العامة للتقاعد أو القائمين عليها أن يسقطوا من حسبانهم حقوق الإنسان أو الإنسانة العاملة وأن يختصروا الراتب ويحولوه ــ بعد الوفاة ــ إلى رقم ضئيل وتصبح الأسرة التي فقدت عائلها تعيش على الفتات رغم أن ذلك حق من حقوق والدهم قامت المؤسسة باستثماره، كما تعرض للأنظمة المتعلقة بالزوجة العاملة وقد أسهب في الطرح بما فيه الكفاية. لقد سألني عن رأيي في طرحه فقلت له: إنه منطقي وأنه موضوع حساس ومهم ومن هذا المنطلق يجب أن يطرح على طاولة أعضاء مجلس الشورى والأكثر أفضلية أن يطرح على طاولة رئاسة مجلس الوزراء.. تشعب الحديث بيني وبين تلميذي ليصل إلى أني كنت ــ ذات ليلة ــ مدعوا إلى حفل تكريم أحد طلابي السابقين من زملائه على مقاعد الدراسة الابتدائية بمناسبة إحالته إلى التقاعد بعدما يزيد على الثلاثين عاما من الخدمة وأني أثناء كلمتي اعتذرت منه عن ذلك العقاب الخفيف الذي كنت أعاقبه به على أصابعه الغضة عندما كان يخطئ إملائيا أو عندما كان يكتب الحرف بطريقة خاطئة .. عندها قال لي تلميذي ــ الزميل حاليا ــ : ليس زميلي وحده الذي ما زالت أطراف أصابعه تتذكر طعم عقابك، فأنا لا أخفيك أن هذا الطعم قد تسبب في سوء علاقة بيني وبين اسم الإشارة
«ذلك» عندما كنت أكتبها بـ «ألف» بعد «الذال». قلت له: معذرة .. فأنا أطلب منك العفو الآن ولو كنت في ذلك الوقت أعرف أن شيخنا ــ علامة الجزيرة العربية ــ حمد الجاسر رحمه الله كان لا يعترف بما اتفق عليه الإملائيون لما عاقبتكم لأن شيخنا كان يكتب في مجلته «العرب» هذا الاسم وأمثاله كما تنطق «ذالك» .. «هاذا» .. «هاؤلاء» .. «أولائك» ... إلخ.
ولكني أحمد الله أني كنت أعاقبكم قبل زمن منع العقاب، وأن ما يريح ضمائرنا ــ أنا وزملائي من المعلمين في ذلك الزمن ــ أننا أنجبنا طلابا نجباء من أمثالك وأمثال زميلك وهذا كفيل بأن تسامحونا.
للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة