-A +A
هادي الفقيه
ليست نكتة بل حقيقة صرفة، رصدها ضابط برتبة مقدم في الحرس الوطني يوم السابع من ذي الحجة الماضي إبان خروجه من مدينة الملك خالد الطبية التابعة للحرس الوطني على الطريق السريع، مكة المكرمة ــ جدة.
يروي الضابط الموقف وهو يقهقه ويتعجب : «لمحت وجود الكاميرا وتجهيزات السيارة فعرفت أنها من سيارات نظام ساهر المروري، استغربت السرعة التي تسير بها، بينما كان مقيم يقودها، ساقني الفضول إلى معرفة السرعة التي يسير بها فاقتربت إلى أن بلغت سرعتي 160 كيلو مترا في الساعة ولم أستطع أن أسرع أكثر»..

ظل الضابط يتابع السيارة حتى بلغت مدخل جدة وعادت من منطقة تستخدمها سيارات أمن الطرق قبل نقطة التفتيش ليعود إلى الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة كي يأخذ موقعا جديدا، توقف الضابط عند النقطة وأبلغ العاملين بما رصد وداعبهم قليلا ثم أكمل سيره.
أعلم جيدا أن سائق سيارة ساهر ليس ملاكا ولكن يجب أن يعلم بأن واجب الالتزام عليه أكثر من غيره، وينطبق عليه قول الشاعر الصحابي الأسود بن الأسود رضي الله عنه : «لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم».
شخصيا لست ضد نظام ساهر بل على العكس ولكن أعتقد أن على الإدارة العامة للمرور مسؤولية اجتماعية مهمة، فالنظام سبق أن قلت هذا في ندوة مع الإخوة في المرور اهتم بالجباية أكثر من التوعية.
ولذلك من الضروري أن تكثف الأذرعة التوعوية، فإذا كان الهدف الحد من الحوادث والمخالفات المرورية وإشاعة النظام في شوارعنا التي تئن من تصرفات بعض الفوضويين، إذا لابد من التوعية ثم التوعية والقرب من الناس لأن جيوبهم أحرقتهم بسبب هذا النظام وهو طريقة فاعلة لمن وضع في أذن طين والأخرى عجين، ولكن لغيرهم فيه ظلم خصوصا الواعين القابلين للنصح، ويجب على المرور مرة أخرى أن يرفع الحرج عليه كإدارة مهمة في البلاد بعد أن يوعي ويستمر دون توقف.
الناس تريد أن تقول شيئا لمسؤولي ساهر أتمنى عليهم أن يفتحوا قنوات للحديث مع الشارع ليستمعوا إلى رأيه، وفي هذا الجانب أعجبني تحقيق الزميل عبد الله الداني الذي نشر على صفحات ملحق الدين والحياة في «عكاظ» الخميس الماضي، لذا أتنمى على قيادات المرور أن تنصت أكثر ولا تنساق وراء النجاحات التي حققها النظام والتي بالفعل أفرحتنا بأن الحوادث تراجعت جراء تطبيق النظام ولكن لكل نجاح سلبيات يجب أن تقرأ جيدا.. مرة أخرى اسمعوا صوت الشارع.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة