-A +A
خالد قماش
في لقاءات عابرة عبرت عبر قناة اليمن، كان المذيع يهنئ النساء الجالسات في استاد رياضي بمدينة أبين بعيد الأضحى المبارك، ويسألهن عن تمنياتهن للمنتخب اليمني في البطولة الخليجية، وعن توقعاتهن للبطولة، الأسئلة كانت بدائية والأجوبة كانت أكثر بدائية.
ورغم أن النساء كن محجبات ومهذبات على الطريقة التي يوجه بها الشرع وتقرها العادات والتقاليد، إلا أنه لم يكن هناك مانع من أن يخصص لهن مكان جميل في استاد رياضي دون تدخل من وصي يفرض عليهن نظرية (المرأة جوهرة مكنونة) في (علبة تونة) على رأي صاحبنا الساخر/ الفاخر خلف الحربي !
وطبيعة إخوتنا اليمنيين الاجتماعية لا تفرق عنا كثيرا، بل يبدو لي أن هناك مناطق لديهم أكثر تشددا، ومع ذلك نجد المرأة اليمنية العاملة في المجال العسكري، ومجالات مدنية مختلفة، ورغم الفقر الذي يعاني منه الشعب اليمني ، إلا أنه استطاع أن يوجد مكانا متقدما للمرأة العاملة امتددا لدورها الريادي في العمل الريفي والمدني منذ عهود قديمة.
لن أتباكى كثيرا كغيري من الكتاب على عدم تأنيث المحال النسائية، أو على الهجمة المرتدة على كاشيرات المتاجر التموينية، أو على حصر وظائف النساء على معلمات نفقد ربعهن على طرق الموت المتفرقة هنا وهناك، أو ممرضات يواجهن نظرات وانتقادات المجتمع المتناقض، بل سأسأل سؤالا بسيطا: لماذا لا تخصص أماكن للنساء في ملاعبنا الرياضية؟!
سيتطوع العشرات من إخواننا المحتسبين والمحسوبين، ليطرح السؤال العريض: وهل انتهت مشاكل مجتمعنا الرئيسية، حتى نتفرغ لهذه التفاهات؟!
لأقول لكم سادتي: إذا كنا عجزنا عن تخصيص أماكن للنساء في ملاعبنا شأنها كشأن الأندية الأدبية أو المهرجانات السياحية، فكيف لنا أن نخرج المرأة من تفكير الرجل العربي الشرقي الغارق في أعرافه الأيدلوجية البالية؟! ويكفي.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة