ستجد نفسك مضطرا للتفكير مليا لإيجاد كلمات توازي حجم نجومية اللاعب المخضرم محسن خلف نجم السلة السعودية والخليجية والآسيوية، وربما تستغرق الكثير من الوقت لتحدد من أين تبدأ مع هذا النجم الذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية وهو يتخطى سن الـ48 عاما ولا يزال النجم الأول للعبة، علاوة على ذلك فإن مبارياته الدولية مع المنتخب والتي تخطت 400 مباراة دولية كفيلة بدخوله التاريخ من أوسع أبوابه، مسيرة 31 عاما في ملاعب السلة جعلته ظاهرة لن تتكرر مهما كان حجم نجومية الآخرين، فمحسن خلف يختلف عن أي نجم سابق أو حالي أو قادم بطبعه الهادئ وإمكانياته الهائلة التي جعلته يعاصر سبعة أجيال منذ أن عزم على بدء مشواره الرياضي منذ العام 1399هـ، بل فرض اسمه على التشكيل الأساسي لفريقه والمنتخب الوطني على مدار العقود الثلاثة التي قضاها في اللعبة؛ نظرا لإخلاصه المتفاني للعبة التي أصبحت جزءا من حياته كما يقول، وشاءت الأقدار أن تكون الإصابة التي لحقت به في مواجهة الأنصار على نهائي بطولة النخبة آخر عهده بمعشوقته، إذ اضطرته لإجراء عملية جراحية أنهت مشواره وهو في عز عطائه بالرغم من تقدمه في السن، محسن خلف يضع النقاط على الحروف في هذا الحوار المطول، ويكشف عن تفاصيل دقيقة عن مشواره، حيث كشف عن بداية عهده باللعبة وأبرز المدربين الذي اكتشفوا موهبته، إلى جانب معاناته مع المواصلات في بداياته، كما عرج بالحديث عن إهمال إدارة أحد له في وقت كان بحاجة دعمها المعنوي، أيضا تطرق للعمل الجبار الذي يقوم به اتحاد السلة برئاسة الأمير طلال بن بدر لتطوير اللعبة، ودور الأندية في تدهور المستوى العام لها، في الوقت الذي أشاد فيه بدور الإعلام في بروزه وتقديمه للجماهير الرياضية، كاشفا عن أهم المراحل التي مر بها، نستعرض ذلك في ثنايا السطور التالية:
• هل لك أن تقدم لنا بطاقتك الشخصية؟
ــ عبدالمحسن خلف المولد من مواليد المدينة المنورة 1383هـ، حاصل على درجة البكالوريوس في التربية البدنية من جامعة الملك عبدالعزيز 1410هـ، وحاليا مدرس تربية بدنية، وأب لثلاثة أبناء هم: رنين وعبدالرحمن والرنواء.
• كيف كانت بدايتك مع كرة السلة؟
ــ تختلف بدايتي عن أي لاعب، حيث كانت في المرحلة الابتدائية من خلال مشاركتي مع منتخب المدرسة في كرة اليد، وكنت حينها أدرس في مدرسة الفيصلية التي كانت تنافس بقوة في كرة السلة، وكنا بعد كل مباراة نعمل أبراجا لكرة السلة في الحارة ونتدرب على اللعبة، وعشقت اللعبة من هذا المنطلق.
عمالقة أحد
• كيف نما عشقك لكرة السلة لتصبح أشهر لاعبيها في السعودية والخليج؟
ــــ بدأ عشقي للعبة عندما شاهدت مباراة كرة سلة تجمع بين أحد والأهلي على ملعب نادي أحد القديم في سلطانة، وكانت المباراة قمة في الإثارة ويلعب في أحد جيل من العمالقة منهم الشرقي، لال، المولد، الأبو، والأخوان معاذ وأسعد، ومن الأهلي نعيم عبدالخالق وبلال سعيد، وشاهدت عشق وارتباط جماهير سلة أحد باللعبة وحبهم للاعبين، إلى جانب أن اللعبة ممتعة في اللعب والتسجيل.
• لماذ اتهجت إلى أحد وليس للأنصار؟
ــ أولا نادي أحد كان في ذلك الوقت متسيدا اللعبة وصاحب جماهيرية كبيرة، وأرتبطت بحب وعشق النادي وتعرفت على الرياضة من خلال نادي أحد.
بطولة المدارس
• كيف تم تسجيلك في اللعبة؟
ــ كنت أمارس لعبة كرة اليد في متوسطة القعقاع بن عمرو، وكنت أشارك في دوري الفصول في المدرسة وحصلت على أفضل لاعب، بعد ذلك طلب مني بعض منسوبي أحد الالتحاق بالنادي ورحبت بالفكرة وسجلت فيه بشكل رسمي، وبدأت التدريب في ملعب النادي وكان منزلي بعيدا في العوالي، إلا أن ذلك لم يثنيني عن الانتظام في التمارين.
• جيل محسن خلف أين هو الآن، ومن تتذكر منهم؟
ــ ضحك، وقال: لازلت أتذكر منهم «محمد حامد، عبدالرحمن الأحمدي، شوقي، عبدالصمد، عبدالله الشنقيطي، قاسم محمد، وغيرهم من النجوم» وهم الآن بعيدون عن الساحة الرياضية.
• متى كانت أول مباراة لعبتها مع أحد؟
ــ كانت أمام ناشئي مضر والصفا، وللأسف خسرنا المباراتين، وكان ذلك بسبب شرود اللاعب ذهنيا، إذ كنا مبهرين من الأحداث التي مررنا به، حيث كانت أول مرة نخوض فيها مباراة خارج المدينة المنورة، إلى جانب أن اللاعبين كانوا مبهورين من تنظيم مدينة الخبر في الشرقية وركوب الطائرة، ولم يكن تركيزنا منصبا بشكل مباشر على المباراة، بعد ذلك لعبت مع الفريق الأول أمام الجبلين على الكأس ولم تكن مباراة قوية.
• كيف استطعت حجز مقعد لك وسط عمالقة سلة أحد في تلك الفترة؟
ــ لا شك أي لاعب حتى لو كان يمتلك إمكانيات جيدة من الصعب أن يحصل على مقعد في سلة أحد بحكم كثرة النجوم، وسيطرتهم على الوضع في الفريق، وكان مدرب الفريق الأول يختار ثلاثة لاعبين، وكنا ننتظر الإشارة من المدرب لدخول التدريبات، كنت الاختيار الثالث أو الرابع للمدير الفني، ولكن أصبحت بعد ذلك الاختيار الأول.
مواجهة كاظمة
• مشاركتك مع نادي أحد في بطولات الخليج متى بدأت؟
ــ البطولة الخليجية الأولى لم أشارك فيها، وكنت مع الجماهير في المدرجات، والبطولة الثانية شاركت نظرا لوجود بعض اللاعبين الذين انقطعوا عن الفريق بسبب أعمالهم، وكانت أول مباراة شاركت فيها أمام كاظمة الكويتي في الكويت، وسجلت أول أهدافي أمام السد القطري في المدينة المنورة.
3 مدربين
• من المدربين الذين لهم الفضل بعد الله في بروزك وتعلمت منهم كرة السلة؟
ــ جميع المدربين الذين تدربت على أيديهم أستفدت منهم لكن الذي منحني الفرصة كاملة والثقة هو المدرب التونسي علي الكرابي، وفي المنتخب منحني المدرب الأمريكي توني كوين الفرصة في البطولة الخليجية في الكويت وحقق المنتخب المركز الثاني، ومن ثم المدرب الأمريكي فالتون سيلي، حيث كنا أنذآك جيل من العمالقة وأصبحت القائد في الملعب بحكم أني صانع ألعاب ويتطلب مني ذلك تطبيق جمل من الخطط التي تبدأ من مركزي.
• هل وجدت محاربة من اللاعبين في تلك الفترة، خاصة أن هناك لاعبين كبارا يخشون فقدان مراكزهم في الفريق؟
ــ لا بالعكس وجدت كل ترحيب ودعم من اللاعبين، وأتذكر جيدا نجم الفريق الكابتن عبدالرحيم لال كان يعملنا في أوقات خارجة عن التدريب مهمات صانع الألعاب وتطبيق بعض الجمل الفنية، رغم أنه كان صانع الألعاب الأساسي في الفريق، وكان يدرك أني قد ألعب مكانه، وكذلك كان للاعب عبدالعزيز الشرقي ومعاذ أبو جبل والمولد دور في دعمي في بداية مشواري، ولم أشارك أساسيا في الفريق الأول إلا بعد اعتزال النجم عبدالرحيم لال.
• ماهي قصة رقم 6 وارتباطك به طوال السنوات الطويلة في النادي والمنتخب؟
ــــ في بداية مشواري ارتديت الفانيلة التي تحمل رقم 4 بعد ذلك رقم 5 وعند صعودي للفريق الأول طلب الكابتن عبدالرحيم لال ارتداء الفنيلة رقم 6، وقال إن صانعي الألعاب يحملون رقم 6 وهي مناسبة لك، رغم أنه كان يحمل هذا الرقم، بعد اعتزاله حملت هذا الرقم وارتبط معي حتى الآن ويحمل مكانة خاصة في قلبي.
رفض المساومة
• ما هي قصة رفضك اللعب مع الفريق عندما تعينت معلما في أبها؟ وهل صحيح أنك ساومت الإدارة؟
ــــ لم تكن هناك مساومة، ولكن كان يحز في القلب أن أعول على إدارة النادي بنقل العمل إلى المدينة، وكانت الإمكانيات متاحة في تلك الفترة قبل 20 عاما، ولكن للأسف الإدارة لم تعمل على نقلي رغم أني كنت أحد اللاعبين المؤثرين في الفريق، وكنت أواجه مشكلة كبيرة في المواصلات واللعب مع الفريق، وأتذكر في تلك الفترة أني شاركت مع المنتخب في أولمبياد بكين، وعدت مصابا وفوجئت بقرار تعييني في أبها، وتم حل المشكلة بعد أن تم نقلي دون تدخل الإدارة، ورفضت اللعب والمشاركة مع الفريق بعد نقلي، لكن تم حل الموضوع بعد تدخل الوسطاء.
• لكن في فترة ما ابتعدت عن الفريق رغم الحاجة الماسة لك في بطولات مجمعة؟
ــ أعتبر نفسي مثل أي لاعب في الفريق، لكن من الصعب ألا تجد المساواة والعدل والتقدير بعد المشاركات الطويلة، وفي فترة شعرت بالظلم وعدم الإنصاف لذلك حاولت الابتعاد بدون ضجيج وبدون تصريحات وانتقاد للإدارة، وبعد ذلك يقال إن محسن ساوم الفريق هل يعقل هذا؟.
مرحلة صعبة
• ابتعدت البطولات عن أحد بعد اعتزال كوكبة من النجوم أمثال: الشرقي، محمد السالك، عبدالرحمن سعيد، وأحمد خليفة وبقيت وحيدا في الساحة، ألم يكن ذلك محبطا لك وأنت متعود على صعود المنصات؟
ــــ لاشك كانت مرحلة صعبة من مشواري، خاصة أن الفريق يمتلك النجوم (أبطال في اللعبة) وكانت المباريات محسومة للفريق، لكن صدقني كان هناك تصميم ورغبة قوية وطموح من اللاعبين رغم أن الفريق لم يصل للنهائي، لكن ما ميز ذلك جمهور أحد الذي لديه صبر ويدعم الفريق رغم ابتعاده عن البطولات، وكان الجمهور يغضب عندما يخسر الفريق لكن في اليوم الثاني تشاهد الجمهور راضيا على أمل العودة للبطولات، وعلى الرغم من ذلك كان الفريق يحصل على المركز الثاني أو الثالث، وكانت مرحلة صعبة جدا بعد ابتعاد جيل العمالقة، لكن ظهر جيل جيد أعاد الأمل من جديد لسلة أحد بوجود الكابتن وليد المدني الذي لا زال مستمرا ويقدم عطاء كبيرا مع الفريق.
• ما هي الأسباب الرئيسة التي أبعدت الفريق عن البطولات؟
ــ هناك أسباب متعددة منها عدم الاهتمام بالقاعدة ولم تستطع سلة أحد تعويض الجيل السابق، وكان ضياع البطولات أحيانا بسببنا وأحيانا أخرى بسبب أخطاء فادحة من التحكيم، وهنا لا أحمل التحكيم المسؤولية بالدرجة الأولى وإن كان له بعض الهفوات التي تسببت في خسارتنا وأسباب أخرى تتعلق بالمدربين، أيضا إدارات أحد السابقة تتحمل ضياع وفقدان كثير من البطولات بسبب إهمال القاعدة، وأتحسر على ضياع تلك بطولات بسهولة، حيث نكون أحيانا متقدمون بفارق 20 نقطة ويعود الفريق يخسر بسبب أخطاء مشتركة بين التحكيم والمدرب واللاعبين، ولا أحبذ مشاهدة هذه المباريات، بل وصل الأمر إلى التخلي عن أشرطة كثيرة لتلك المباريات لأني أتألم بشدة لضياعها، كان المفترض أن تدرج ضمن السجل الخاص لبطولات سلة أحد.
درس مستفاد
• تسببت شخصيا في فقدان عدد من البطولات المهمة، منها البطولة الخليجية التي أقيمت في المدينة المنورة، ألم يشكل ذلك ضغطا نفسيا عليك وفكرت في هجر كرة السلة؟
ـــ تأثرت كثيرا؛ لأن الفريق كان متقدما بخمس نقاط ورغم بقاء عشر ثوان عن النهاية خطف لاعب الأهلي البحريني الكرة وسجل ست نقاط من الثلاثيات، وكانت هذه إحدى المباريات المؤثرة جدا لكن هذا حال كرة السلة، ويجب أن تلعب حتى الثواني الأخيرة من المباراة التي قد تتغير نتيجتها في أية لحظة، وهذه من ضمن الدروس التي تعلمتها في مسيرتي الرياضية التي لا يمكن نسيانها بطبيعة الحال.
• في الفترة الأخيرة كنت تلعب «جناح» وتركت مركزك الأساسي كصانع ألعاب، هل أحسست أن مجهودك قل بعد وصولك لسن 40 عاما؟
ــ صانع الألعاب يحتاج إلى مجهود كبير والنادي في الفترة الأخيرة تعاقد مع صانع ألعاب، وعند خروج اللاعب المحترف كنت أضطر للعودة إلى مركزي القديم وأقوم بدور صانع الألعاب، في أوقات حرجة من المباراة تحتاج إلى لاعب خبرة.
دور القائد
• هل شكل ضياع البطولات ضغطا نفسيا لديك؟
ــ بالطبع واجهت ضغطا نفسيا كبيرا بحكم أني القائد وصانع ألعاب الفريق، وكانت مسؤوليتي أن أعيد الفريق لمستواه المعهود وبالشكل الذي يرضي جماهير أحد التي تعتبر الداعم الأساسي للفريق في السنوات الأخيرة، وفي الفترة الحالية يوجد نجوم في الفريق كان لهم الأثر في استمرار منافسة الفريق على البطولات، لكن ما يميز الجيل السابق أن جميع اللاعبين يمكنك الاعتماد عليهم في إنهاء المباريات في أية لحظة، ولو غاب نجم عن الظهور كان يعوض ذلك آخرون، وبغض النظر عن النجوم فإن جماهير أحد السبب وراء استمرار توهج الفريق، وكانت خير داعم لي لتجنب تلك الضغوط، والإدارة التي كانت تحرص على توفير جميع الإمكانيات.
• هل فكرت في الانتقال من أحد، وما هي قصة العروض التي قدمت لك؟
ــــ أولا لم تكن عروض بشكل فعلي، وهي بدأت قبل ثماني سنوات أي عندما تجاوزت 40 عاما، ولا يوجد ناد يفكر في تقديم عرض للاعب بعد هذا السن، ولو جاءني عرض حقيقي لم أكن لأفكر نهائيا في الانتقال ولا أتصور وجودي في نادي غير أحد؛ لأني أرتبط بقصة عشق وحب وانتماء لهذا النادي الذي تكالبت عليه الظروف من كل الجوانب.
• هل وجدت صعوبة في التأقلم مع الجيل الحالي من الشباب في اللعب، خاصة أن هناك أكثر من جيل لعبت معه؟
ــ لم أجد صعوبة بحكم أني كابتن للفريق وأقدم لاعب فيه وأجد كل التقدير والاحترام، وفي نفس الوقت لا يوجد لدي في الفريق لاعب غير ملتزم، وكنت أجلس مع اللاعبين الشباب وأحاول مشاركتهم في تفكيرهم ولم أحاول التعالي عليهم، بل كنت الأب والأخ والصديق لهم، وكنت أتمنى أن يستفاد من تجاربي في السنوات الطويلة، وحقيقة معظم لاعبي أحد منضبطين ولديهم رغبة في تطوير مستواهم.
• لماذا لم يظهر نجوم في سلة أحد بعد الجيل السابق باستثناء محسن والمدني؟
ــ ظهر جيل أكمل النجومية منهم محمد السالك، عبدالرحمن سعيد، وأحمد خليفة لكن اختفوا بعد ذلك وقد يكون كما ذكرت سابقا بسبب إهمال القاعدة ولا يوجد ثبات للمدربين الشباب والناشئين، لكن في الفترة الحالية الإدارة أصبحت تولي اهتماما كبيرا بالسلة وتعاقدت مع أربعة مدربين للفريق الأول، الشباب، الناشئين، والبراعم وهذا سيكون له مردود كبير على اللعبة.
خذلان الأندية
• لماذا تراجع مستوى كرة السلة السعودية بهذا الشكل؟
ــ لنكن منصفين وواقعيين فيما يتم طرحه عن أسباب التراجع الواضح للعبة، نحن لا نحمل اتحاد السلة المسؤولية بقدر تحميل الأندية ذلك فهي تتحمل 90 في المائة من الإخفاق، بسبب اهتمامها بكرة القدم وكأنه لا يوجد ألعاب أخرى، انظر إلى ميزانيات كرة القدم وتلك المخصصة للسلة تجد الفارق شاسع ولا يصل إلى 5 في المائة، نحن لا نقارن أو نطالب بنفس الميزانية أو الدعم، لكن أتمنى أن تأخذ 15ــ 20 في المائة من نفس الميزانية، كيف تتطور اللعبة ورؤساء الأندية لا يفكرون أو حتى يتذكرون وجود لعبة اسمها كرة السلة، للأسف الشديد الأندية خذلت الأمير طلال بن بدر، الذي جاء بطموح وفكر رائع لتطوير اللعبة، لكن الأندية لم تساعده رغم البرامج والخطط التي وضعت من قبل الاتحاد، وهل يعقل أن يتولى مدرب واحد أو اثنين مسؤولية إعداد جميع الدرجات، إضافة إلى أن معظم الأندية تعتمد على اللاعبين المعتزلين في التدريب، وليس شرطا أن كل لاعب يستطيع أن يكون مدربا، لذلك تجد مدربي المنتخب يعانون كثيرا من نقص المهارات الأساسية للعبة لدى اللاعبين، ولا يستطيع بعضهم أن يؤدي المطلوب منه في المباراة لأنه يفتقد العناصر المهارية المؤثرة في اللعبة.
إخفاق المنتخب
• هل معنى ذلك أنك لا تحمل اتحاد السلة مسؤولية تراجع اللعبة؟
ــــ أحمل الاتحاد تراجع مستوى المنتخب فقط لعدم تعاقده مع مدرب أجنبي والاكتفاء بالمدرب الوطني، وهذا ساهم في النتائج المتواضعة للمنتخب في الفترة الأخيرة، وهل نادي أحد استطاع أن يعيد نجوم الجيل الذهبي، كذلك بالنسبة للاتحاد هل استطاع تعويض غياب نجم بحجم حسن عطا الله، أو الهلال في تعويض غياب محمد طاهر، أيضا النصر بعد رحيل إبراهيم البصيص، والأهلي بغياب يوسف سلطان؟ أعتقد أن الأندية لم تستطع إحلال أو تعويض النجوم، وأعتقد أن اتحاد السلة ليس معنيا في تعويض النجوم.
• هل السلة السعودية قادرة على العودة للساحة الآسيوية، وماذا يحتاج المنتخب؟
ــ المنتخب كان ترتيبه قبل 20 سنة الـ13 آسيويا، وهذا الجيل الذي ضم حسن عطا الله، البصيص، طاهر، وخليفة (شاركت معه)، بعد ذلك تحسن مستوى المنتخب وقفز إلى العاشر ثم مع الستة الأوائل في آسيا ثم مع الأربعة الكبار، وحققنا المركز الثالث رغم البداية الصعبة، وكان ذلك بسبب المعسكرات الطويلة ووجود مدربين على مستوى عال جدا، خاصة المدرسة الأمريكية التي تناسب اللاعب السعودي بحكم التنوع في الأطوال وفي المراكز، بحيث يلعب كل لاعب حسب طوله في المركز عكس مدرسة شرق أوروبا التي لا تناسب اللاعب المحلي، وفي إعتقادي تلك العوامل ساهمت في تميز اللعبة، ويمكن العودة بشرط أن يبدأ التصحيح من الأندية وتخصيص ميزانيات جيدة للعبة، والاتحاد السعودي قدم كل شيء للبراعم، الناشئين، الشباب، والأولمبي، لكن للأسف الأندية لم تعط أي اهتمام باللعبة.
عوامل النجاح
• جيل سلة أحد الحالي، هل تعتقد أنه قادر على تحقيق البطولات؟
ــ أولا هم بحاجة لتوفير جميع العوامل التي تساعده على النجاح كتوفير وظائف مناسبة لهم، إلى جانب تأمين مقاعد دراسية لهم في الجامعة ومساعدتهم على البقاء في المدينة المنورة، وهناك كثير من اللاعبين فقدهم النادي بسبب العمل خارج المدينة منهم عبدالعزيز المولد، يسار مختار، محمد موسى، وغيرهم، واللاعب لا يستطيع أن يحصل على مقعد دراسي إلا في حالة أن يكون لديه مجموع جيد في الثانوية العامة، عكس الدول الأخرى مثال على ذلك الجامعة تبحث عن لاعب وتطلب منه أن يدرس وتقدم له امتيازات عديدة، بل تقوم بتقديم عروض مناسبة له.
• طوال مشوارك الذي امتد لـ31 عاما، هل استفدت ماديا من الرياضة؟
ــ لا أخفيك أو أقول لم أستفد رغم أن المردود المادي قليل جدا، ولا يمكن مقارنة ذلك مع لاعب كرة قدم، وكنت أدرك أن لعبة كرة السلة لا تدر مالا، لذلك كان تركيزي منصبا على الدراسة والعمل، والفترة الأخيرة أصبحت هناك عروض ومقدمات لم تكن خلال العشر سنوات السابقة، وتأتي كرة السلة في مقدمات العقود بعد كرة القدم وكان النادي يقدم لي عرضا مع بداية كل عام.
• هل استمرارك خلال العشر سنوات السابقة بسبب العروض التي تقدم لك من النادي؟
ــ كانت (العروض) عاملا مساهما في الاستمرار، إلى جانب أني كنت قادرا على العطاء، وبخلاف هذا رغبة الجماهير والإدارة وحتى المسؤولين في اتحاد السلة برئاسة الأمير طلال بن بدر بعدم اعتزالي، وقال لي الأمير طلال ذات مرة: متى ما رغبت في حفل الاعتزال سنساهم في تكريمك تكريما لائقا، إلى أن بعض الجماهير هددت بالعزوف عن حضور المباريات في حالة اعتزالي، كل ذلك كان دافعا لي بالاستمرار.
• ما هي قصة تكريمك من قبل الاتحاد الآسيوي؟
ــ أولا أحب أن أشكر الاتحاد الآسيوي على المبادرة الجميلة من خلال منحي شهادة تكريم في نشر لعبة كرة السلة في آسيا، من خلال مشاركتي الطويلة مع المنتخب سواء في المباريات الدولية أو الأولمبية أو البطولات القارية، وكنت أقدم مستويات جيدة ومشرفة ولم أتغيب عن كثير من البطولات وكنت اللاعب السعودي الوحيد المستمر في المشاركات لذلك تم منحي الشهادة.
400 مباراة
• هل لديك إحصائية لمشاركاتك الدولية مع المنتخب والنادي؟
ــ ليس لدي إحصائية رسمية، لكن أتوقع أن تتجاوز 400 مباراة دولية خلال أكثر من 18 عاما مع المنتخب.
• محمد طاهر من جيلك وكان نجما لا يشق له غبار، لماذا اعتزل مبكرا؟
ـــ كان المفترض أن يستمر، إلا أنه لم يكن يعطي اللعبة أهمية كبيرة ودائما يتغيب حتى في المباريات.
• هل تعتقد أنك ظاهرة في ملاعب السعودية والخليج وآسيا لن تتكرر بحكم وصولك لسن 49 عاما وأنت لا زلت نجم في فريقك؟
ـــ صعب في هذا الوقت أن يصل لاعب إلى 49 عاما وهو يلعب، بل من الصعب ذلك عند سن الـ40 عاما، لا أعتقد يوجد لاعب سعودي وصل سن 40 عاما يلعب أساسيا في فريقه، ولا تتخيل ماذا قدمت من تضحيات حتى أستمر لهذا السن الذي أعتبره توفيقا من الله سبحانه وتعالى، سواء في النوم المبكر، الأكل، الشرب، الابتعاد عن التدخين، والانضباط والالتزام في التدريبات، حيث أجد لاعبين في الناشئين والشباب يسهرون حتى ساعات متأخرة من الليل، وكنت أتدرب قبل بداية التدريب الأساسي بنصف ساعة على التصويب، بالإضافة إلى تقوية عضلات القدمين واليدين بالحديد.
• هل الإعلام الرياضي أنصفك في مشوارك الطويل مع أحد والمنتخب؟
ــ نعم أنصفني، والدليل وجود أكثر من حوار صحافي في كل عام خلاف لقاءات التلفزيون، وحقيقة أشكر كل الإعلاميين الذين أشادوا بخلف، حيث كانت وقفتهم داعما لي في الاستمرار وقد أكون أكثر لاعب خدمه الإعلام في الألعاب المختلفة.
• ما هي قصة لقبي «الإسطورة ــ الأستاذ»؟
ــــ ضحك، وقال: لا يمكن تتخيل سعادتي عندما يتم إطلاق أي لقب علي، وأشعر أني مقصر مع هذه الجماهير وأخجل منها، لذلك تجدني أعطي كل ما عندي، ولقب «الإسطورة» مسمى أفتخر به، إلى جانب الألقاب الأخرى منها: «أستاذ محسن ــ ذهب ــ الجوهرة ــ المخضرم ــ الدكتور»، وأشكر كثيرا من الإعلاميين لإطلاق بعض الألقاب التي تعتبر وساما وفخرا لي.
• كيف تقيم مشرفي سلة أحد الذين مروا على النادي؟
ــ المشرف يجب أن يكون له دور إيجابي في اللعبة، وما يميز سلة أحد أن الذين أشرفوا على اللعبة ثلاثة فقط هم الوالد فائز، محمد العنبر، ومصطفى القبلي، وجميعهم أدوا الدور المطلوب منهم، ولم يكن هناك تغيرات كثيرة لذلك كان هناك استقرار.
معاناة مستمرة
• هل كانت أسرتك تعاني من غيابك عن المنزل بسبب المعسكرات الطويلة والبطولات؟
ــ نعم كانت تعاني بشكل مستمر، وأشكر زوجتي على تحملها غيابي، وكانوا محرومين من السفر والاستمتاع بالإجازة، بل تعدى الأمر لمعاناة يومية بسبب عدم قضاء التزاماتهم ومتطلبات المنزل.
• هل إعلان اعتزالك جاء بسبب الإصابة وإهمال الإدارة؟
ــ يعرف الجهاز الإداري أني أصبت في نهائي نخبة السلة مع الأنصار وتحديدا قبل نهاية اللقاء بأربع دقائق، وخرجت من الملعب وأفكر أن الإصابة لا تحتاج إلى تدخل جراحي، ووعدت الأمير طلال بالاستمرار بعد استلام الكأس، لكن شعرت بالآم الإصابة وعدم القدرة على اللعب ولم أتدرب خلال تلك الفترة، ولم يسأل أحد من الجهاز الإداري عن أسباب غيابي، رغم أنهم يعرفون أني أتدرب في النادي خلال نفس الفترة من كل عام، وسافرت إلى جدة وكشفت عند طبيب مختص وأجريت لي أشعة الرنين المغناطيسي التي كشفت عن وجود غضروف يتطلب إجراء عملية جراحية، وللأسف لم أجد أي سؤال من الجهاز الإداري، حقيقة أحزنني هذا الموقف من الإدارة.
• هل قرار اعتزالك نهائي؟
ــ بالطبع؛ لأن العملية تحتاج إلى وقت ومن ثم إعادة تأهيل والدوري أصبح قريبا، وأعتقد حان موعد الرحيل وترك اللعبة.
كلمات حق
• ماذا تقول عن هذه الأسماء الأمير طلال بن بدر ــ فائز عائش الأحمدي ــ عبدالرحمن المسعد؟
ــ الأمير طلال بن بدر، أحدث قفزة نوعية في كرة السلة على مستوى الأنشطة الداخلية، وكانت لديه طموحات بنقل السلة إلى عالم الاحتراف، وأصبحت اللعبة الشعبية الثانية، لكن إدارات الأندية خذلته وطبق نظام الإعارات وجلب العقود للاعبين وأخذت دول الخليج تطبق نفس هذه المنهجية.
فائز عائش الأحمدي، رمز كرة السلة الأحدية ويظل المؤسس الحقيقي لسلة أحد وكانت له وقفات صادقة معي شخصيا.
عبدالرحمن المسعد: مهما تحدثت عن الرجل لن أعطيه حقه، وهو صديق جميع اللاعبين وكانت له وقفات صادقة وإنسانية مع الجميع وله دور كبير في الاتحاد والكلمات لن تفيه حقه.
الالتزام بالتدريبات
• هل ترغب أن يخلفك ابنك (عبدالرحمن) في اللعبة؟
ــ بالطبع، هو يلعب الآن مع فريق البراعم وعليه أن يلتزم بالتدريبات ليصقل موهبته جيدا.