كم سارة بيننا ؟!

(سارة) لن أنسى ذلك الوجه ما حييت كانت تحكي لي قصتها في رمضان حيث التقيت بها قبل أربعة أعوام، هي طالبة تدرس في الكلية الأدبية ولديها ثلاث أخوات يدرسن في الكلية العلمية ليس حبا في القسم العلمي ولكن لأن المكافأة الشهرية للقسم العلمي أكثر من مكافأة القسم الأدبي وهذا الفرق الطفيف يشكل نسبة فارقة لديهن ولدى أسرتهن التي تعيش على المكافأة، والمذهل أن أسرة سارة ليست الأسرة الوحيدة في السعودية ولا عجب في ذلك، فالآباء متقاعدون والشباب عاطلون أو أن الراتب الشهري لا يكفي لإعالة العائلة .. لم أتعجب حين رأيت الهاربين على سكة الحديد من الولايات المتحدة الأمريكية لتخطي الحدود والخروج للعالم، فأمريكا حين وفرت محصول القمح ترمي الفائض منه في المحيط بدل أن توزعه على فقرائها أو المجاعات الأفريقية حتى لا يقل سعره في السوق فيؤثر على اقتصادها.
أنا لن أحمل أية جهة مسؤولية هذا الوضع، فقبل عدة أيام تباهى (المطانيخ) منا في مزايين الإبل وفي ليلة واحدة أنفق أحدهم مبلغا ضخما فنصبوه شيخا عليهم، ولو سأله أحدهم ربع هذا المبلغ لعلاج أو سد حاجة لاستكثر عليه إجابة سؤاله، ولأن مليكنا ملك الإنسانية أكرمنا وحفظ كرامتنا لم يقصر في حق شعبه وقد عاهد الله أن نكون في المقام الأول لديه فأوفى بعهده، وما يعلمه القليل منا وعلمته من إيميل معد أحد البرامج هو أن ملك الإنسانية قد خصص رواتب لفئات يضيق على حصرها وكذلك أراضي ومنحا سكنية مساعدة لشعبه وليس هذا غريبا عليه حفظه الله .. وسأرسل الإيميل لكل من أراد الاطلاع عليه..
همسة..
لتكن جميلة أو لا تكون فهي بلادي، وليكن قريبا أو بعيدا فهو ابن وطني.
ولكن من يأكل الفقير حتما سيختنق بعظمة..
Mok.555@hotmail.com