اعتبر عبدالعزيز العنقري رئيس النادي الأهلي المستقيل، أن فوز فريقه اللافت في مباراتي الحزم والاتفاق ماهي إلا خطوة تصحيح أولية رافضا وصفها بالعودة الحقيقية.
مشيرا في أول حوار إعلامي عقب استقالته من منصبه نهاية الموسم الماضي إلى أن فريقه بدأ ملامسة الاستقرار الذي فقده منذ بداية الموسم. واصفا التصريح الأخير الذي أدلى به رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله وأكد فيه حاجة الأهلي لـثلاثة أشهر للتصحيح بأنه «روشتة علاج» قدمت من داعم وخبير شخص الداء ووضع الدواء.
وكشف العنقري خلال حديثه لـ «عكاظ» بأنه لا ينوي العودة مجددا لرئاسة الأهلي لكونه أخذ فرصته لمدة عامين، معتبرا أن ناديه حقق نتائج سيئة بفعل ما أسماه بـ «النحس» وسوء الطالع الذي أخل بمعادلة الاستقرار.
وفيما يلي محصلة ما خرجنا به من رئيس الأهلي المستقيل..
• نبارك لك أولا فوز الأهلي الكبير على الاتفاق ونود أن تكشف لنا مسببات هذه العودة القوية؟
ــ أتصور أن الفوز الكبير على الاتفاق جاء نتيجة الاستقرار الفني الذي بدأت ملامحه تظهر تدريجيا على الفريق بعد التعاقد مع المدرب الصربي مليوفان الذي يعتبر مدربا جديدا على عناصر لم يسبق له مشاهدتها أو حتى متابعتها وبالتالي كان يحتاج لوقت حتى يتعرف أكثر على مستويات اللاعبين والأندية المنافسة .. وبصراحة تذكرت بعد الست نقاط التي أحرزها الأهلي بعد فوزي الحزم والاتفاق التصريح الأخير لرمز الأهلي وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله الذي أكد خلاله لكافة الأهلاويين بأن الفريق سيعود لاستقراره الفني بعد نحو ثلاثة أشهر وهو الأمر الذي بدأنا نلمسه في الفترة ذاتها التي حددها؛ الأمر الذي يدعونا بأن نطمئن أنصار النادي بأن الأهلي سيظل بخير طالما أنه يحظى بدعم هذا الرمز والداعم والطبيب الذي يشخص الداء ويضع الدواء للأهلي.
• وهل الفوز في المباراتين الماضيتين يعد عودة صريحة للأهلي؟
ـــ الأهلي لم يعد بعد، بل وضع قدمه على الخطوة الأولى لطريق العودة الذي من المفترض أن يصل بنا إلى الصفوف الأولى التي تنافس على البطولات وتحقيقها وهذا طموح الإدارة وكافة الأهلاويين.
• قبل مباراتي الحزم والاتفاق الكل كان يتساءل، ماذا يحدث في الأهلي؟
ـــــ الظروف التي سبقت جولتي الحزم والاتفاق لا يمكن أن نختزلها في مبرر واحد؛ لأن الحقيقة تؤكد أن هناك العديد من التراكمات التي لم تكن وليدة الموسم الحالي ولكنها تراكمات مواسم عدة تداخلت مع بعضها البعض وأفرزت النتائج السلبية.
• هل لنا أن نعرف خلفية هذه التراكمات؟
ــ الاستقرار الفني يتربع فوق هذه التراكمات، فكل الأهلاويين قبل غيرهم يدركون عدد المدربين الذين عملوا في المواسم الماضية، وعلى سبيل المثال سأستشهد بالعام الماضي الذي بدأ خلاله الفريق الموسم بالأرجنتيني ألفارو ومن ثم بالفرنسي ألن ثم البرازيلي فارياس ووصولا في الموسم الحالي سوليد وأخيرا مليوفان، وأعتقد أن هذا الكم الكبير من المدربين يساهم في التأثير على الهوية الفنية والتكتيكية وبالتالي يلقي بظلاله على الشكل العام لمنظومة العمل الفنية وأجزم أن مباراتي الحزم والاتفاق دليل قاطع على حجم تأثير الاستقرار.
• لا أدري، هل أنت الآن تدين هذه التغييرات أم تنتقدها أم ماذا؟
ــ أنا أقيم الوضع من وجهة نظري الشخصية، رغم إيماني بأن هناك ظروفا فرضت تغيير المدربين كاستقالة الفارو وفارياس، وحينما أقول ظروفا لا يعني هذا أن أدافع عن قرار الإدارة بقدر ما ألخص حالة يعيشها النادي، فمسألة تغيير المدير الفني تعد أكثر الأمور حساسية وتأثيرا، فضلا عن العامل الثاني الذي يمثله اللاعبون الذين لم يظهروا في مباريات عدة بروح عالية تتغلب على مساحة التأقلم والانسجام التي تلي مرحلة التعاقد مع أي مدرب جديد.
• ولماذا لا تكتمل معادلة الاستقرار في الأهلي وتتركز الجهود لتوفير أدوات النجاح لمسابقة الدوري التي تعتبر المعيار الأهم في مواصفات الأندية المؤهلة للمنافسة؟
ــ بصراحة السبب يشعرنا بعض الوقت بأن هناك «نحس» يلازمنا لاسيما في الموسمين الماضيين تحديدا، وعلى سبيل المثال أتذكر أن الأهلي في موسم 2008م كان يعيش حالة استقرار فني بوجود مدرب (مالدينوف) منذ وقت مبكر قادته لإحراز المركز الثالث في الدوري وكأس الخليج قبل نهاية عقد المدرب البلغاري نهاية الموسم، وأتذكر أننا كنا وقتها لم نوفق في التعاقد مع لاعبين أجانب بعكس الوقت الراهن الذي أجد فيه الأهلي يملك أفضل لاعبين أجانب في المسابقة ولكنه لا يملك استقرارا فنيا في ظل التغيير الدائم للمدربين.
أما بالنسبة لتركيز الجهود على مسابقة الدوري، فأنا أتفق معك على أهميتها ولكن لو كان هذا هو معيار النجاح والفشل فقد يعتبر البعض أن كافة إدارات الأهلي فاشلة؛ طالما أن الدوري لم يحقق منذ 25 عاما وهذا معيار غير منصف طالما تحدثنا عن منظومة عمل لا تقتصر على لعبة أو بطولة واحدة.
• وهل هذا النحس وليد اليوم، أم له تراكمات أخرى؟
ــ المسألة لا تقاس على الدوام بهذه الطريقة؛ لكوني أقصد أن الأهلي يعيش حالة سوء الطالع تؤثر على الجهود التي تبذل وعلى الملايين التي يتم صرفها طالما تحدثنا عن معادلة فرض النحس عدم اكتمالها فحينما يتواجد الاستقرار الفني لا يوفق النادي في لاعبين أجانب وحينما تتم الاستعانة بأجانب بارزين لا يتوافر الاستقرار الفني أو الإداري.
• تطرقت للاعبين الأجانب في الفريق، هل أنت راض عن أدائهم وهل الفريق بحاجة إلى المراكز التي تم تطعيمها بخدماتهم؟
ــ نعم راض تمام الرضا، وللمعلومة فقط الأهلي سجل قبل الجولة الماضية 29 هدفا سجل اللاعبون الأجانب 24 منها وهذا يعد تأكيدا ودليلا حيا على أن الأهلي يتصدر الأندية التي استفادت من محترفيها الأجانب في الدوري، وأتصور أن الأهلي بحاجة إلى تواجد مهاجمين أجنبيين حتى في ظل وجود مالك معاذ وحسن الراهب أولا من حيث التنافس وثانيا لأن الثنائي الأجنبي الحالي أكدا أهمية تواجدهما بالأرقام وهذا لا يقلل أبدا من نجومية مالك أو الراهب، وأجد أن الفريق بحاجة إلى تغيير لاعب أجنبي واحد في مركز متوسط الدفاع أو المحور.
• وحاجة الفريق هل تتصور أنها تنتظر مدافعا أجنبيا أم محورا أو صانع ألعاب؟
ــ ذكرت لك وجهة نظري في مواصفات صناعة اللعب، وأعود وأقول لك: إن المدرب يملك الجواب الشافي الخاص بحاجته إلى لاعب محور أو متوسط دفاع، ولكني أتصور أن التعاقد مع لاعب واحد سيكون كافيا ليس على الصعيد الفني ولكن حتى على الصعيد المالي.
• هل تتفق معي أن إجابتك السابقة لم تضع يدها على جرح الأهلي ولكنها لامست بعضا منه، بمعنى أنك انتقيت عباراتك لدرجة تبسط الوضع الراهن للفريق الكروي؟
ــ قد ترى أنت ذلك، ولكني أرى أن إدارة الأهلي والأجهزة الفنية والإدارية بحاجة إلى دعم معنوي كبير، دعم يساهم في فرض الاستقرار في كل الأجهزة نظير أهميته، وبصراحة أتمنى استمرار الإدارة لأربع سنوات مقبلة مهما كانت النتائج، رغم إيماني أن النتائج لن تسوء أكثر مما ساءت قبل مباراتي الحزم والاتفاق وهذا لا يمنع أن ننادي بعقلانية وهدوء؛ كون الأهلي يحتاج فعلا بقاء الإدارة الحالية بقيادة الأمير فهد بن خالد طوال المدة النظامية الكاملة لها وأكرر جملة ضرورة بقاء الإدارة مهما كانت النتائج، والأخطاء في عالم الكرة هي دليل على العمل، ومن الطبيعي أن تخطيء الإدارة الحالية مثلما أخطأت إدارتي قبل ذلك ومثل ما أخطأت غالبية الإدارات.
• وهل الضغوطات الإعلامية والجماهيرية أو العاطفية بات لها تأثير بالشكل الذي يعيشه الأهلي الآن؟
ــ الضغوطات موجودة طالما تم الحديث عن ناد جماهيري له قاعدة كبيرة ويملك إعلاما قويا كإعلام الأهلي، أما مسألة التأثير فهي موجودة ولا يمكن أن تتوارى وهذه حقيقة، أما بالنسبة للتأثير فأنا أناشد الكل (جماهير وإعلام) بأن يجعلوا التأثير إيجابيا وليس سلبيا لاسيما وأن لاعب الأهلي في هذا الوقت تحديدا بحاجة ماسة إلى الدعم وكلمة تحفيزية من أي مشجع.
* الكل تساءل عن عبدالعزيز العنقري بعد أن استقال من منصب رئاسة النادي.. أين أنت؟
ــ متواجد وقريب من الأهلي، وإن كنت بعيدا فأنا بعيد عن الإعلام فقط.
• في الأهلي يرى البعض أن ابتعاد الإدارات التي ترحل عن النادي بات قاعدة، هل هذه القاعدة تنطبق على إدارتكم؟
ــ لا يحق لي أن أتحدث باسم إية إدارة سابقة، ولكني بالفعل متواصل مع رئيس النادي الأمير فهد بن خالد ومع جهاز الكرة وأعضاء الشرف، كما أني حضرت للنادي وتابعت الكثير من التدريبات والمباريات الودية وعلاقتي بالأهلي لا يحكمها أي منصب.
• وكيف تقيم تجربتك كرئيس للإدارة السابقة؟
ــ فيها من الإيجابيات أكثر من السلبيات، إدارتي اجتهدت وسعت بأن تقدم الأفضل ووفقت في أشياء ولم توفق في أخرى، وهنا ولإحقاق الحق لابد أن أنوه بالدعم الذي حظيت به إدارتي من قبل الرمز الأمير خالد بن عبدالله والذي كان خير معين وسند لي ولكل الأهلاويين.
• هل تتوقع أن تكرر تجربة الترشح مستقبلا لكرسي رئاسة النادي؟
ــ لا أتصور ذلك ولا علاقة لهذا القرار بتجربتي السابقة؛ لكوني بالفعل أعيش ظروفا عملية تحول دون أن أعود بعد أن كانت سببا في استقالتي، وحتى أكون أكثر واقعية أنا أخذت فرصتي لمدة عامين وأتصور أنها مدة كافة بالنسبة لي على الأقل.
• هناك من يعتبر أن ألعاب الأهلي بدأت تبتعد وتعيش تراجعا بعد أن تعودت أن تحصد منذ أمد بعيد الكثير من البطولات؟
ــ هذا الكلام غير صحيح، ولماذا لا يقولون أن تنس الطاولة عادت في عهد إدارة الأمير فهد بن خالد بعد غياب تجاوز الثماني سنوات، ولماذا لم يذكروا اكتساح ألعاب القوى لكافة البطولات، والبطولات التي لم تبتعد عن كرة الماء واليد التي لازالت حاضرة بطوليا والكل لازال يتذكر كمية ونوعية البطولات التي أحرزها النادي قبل موسمين كآسيوية اليد وبطولات الخليج، ويكفينا درع التميز الذي ناله النادي من خادم الحرمين الشريفين (شفاه الله)، ومع ذلك أقول من الصعب أن تحقق ألعاب الأهلي كل شيء.
• بصفتك عضوا في لجنة أندية كرة القدم في «الفيفا»، ما طبيعة عمل هذه اللجنة ودوركم فيها وما هي آخر نشاطاتها؟
ــ بالمناسبة أنا متواجد الآن في أبو ظبي لعقد اجتماع لجنة أندية كرة القدم في «الفيفا» الخامس المقرر أن يعقد الخميس (أمس)، وتعد لجنة أندية «الفيفا» إحدى اللجان الدائمة التي تمثل مصالح الأندية وأنا أمثل الأندية الآسيوية بجانب عضوين آخرين من اليابان وأستراليا، وتم طرح جدول أعمال هذا الاجتماع مسبقا على أن تتم مناقشة النظام الجديد لانتقالات اللاعبين إلكترونيا، حماية اللاعبين الصغار، توصيات وكلاء اللاعبين، ومواضيع أخرى، وبودي أن أشكر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل على الثقة التي منحاها لشخصي بأن أكون ممثلا عن المملكة في هذه اللجنة.
• هل من كلمة أخيرة؟
ــ كلمتي موجهة لجماهير الأهلي، وأقول: إن ناديكم ينتظر مواصلة دعمكم؛ لأن هذا الدعم سيولد جهدا إضافيا لدى الإدارة واللاعبين وهذا جزء مما تعلمناه من رمز النادي وقلبه النابض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله، الذي يترجم لنا في كل عام مساحة الحب الكبير الذي يكنه لهذا الكيان نظير دعمه اللا محدود للإدارة الحالية وإدارتي ومختلف من عمل في النادي، سواء بالصفقات المحلية أو مع المدربين واللاعبين الأجانب أو بالعمل الاحترافي في الفئات السنية، وأنا متفائل بقادم أجمل للأهلي في الدور الثاني من منافسات الدوري والبطولات المتبقة.