-A +A
حتى لا تحقق اسرائيل اهدافها الاستراتيجية من وراء خطة تدمير لبنان.. بحجة القضاء على المقاومة اللبنانية واستئصال شأفة الخطر الذي يتهددها.

ولكيلا تجدها اسرائيل فرصة للبقاء طويلا وفرض سياسة الامر الواقع وتكريسها حتى يصبح لبنان بلدا محتلا ايضا.

ومن اجل ان لا يكون لبنان في مواجهة مع الشرعية الدولية ان هو تلكأ في تنفيذ نصوص القرار (1701).

فان لبنان الدولة.. ولبنان حزب الله.. وكل اللبنانيين مطالبون فورا بالعمل من اجل لبنان.. والاتفاق دون تردد على جميع الخطوات التي تحقق الالتزام اللبناني بالموافقة على القرار والمضي في تنفيذه.

ذلك ان الخلاف بين نظرة حزب الله،، ورؤية الحكومة لن يخدم لبنان.. ولن يمكنه من التفرغ لاعادةبناء ما دمرته الحرب.. واجلاء جميع القوات الاسرائيلية من كامل اراضيه.. وممارسة سيادته،، والتمتع باستقلاله كدولة ذات ارادة كاملة.

والا فاننا نُعرّض لبنان لخطر اكبر حين نمكن اسرائيل من اقناع المجتمع الدولي بأن لبنان غير قادر على الوفاء بالتزاماته.. وان حكومته لا تستطيع ان تطبق نصوص القرار الدولي لان لحزب الله سطوته وتأثيره ومواقفه التي ترفض الامتثال للارادة الدولية والتعاون مع الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار الامر الذي يُعزز دعوى اسرائيل بأن خطر حزب الله مازال مستمرا.. وان سياساته وتوجهاته تشكل تهديدا حقيقيا لها.. ومن ثم فان خروجها من جنوب لبنان يُعرضها لاخطار لا قبل لها بها.

فأين تكمن مصلحة لبنان.. اذا استمر حزب الله على موقفه.. وتعطل مجلس الوزراء عن الاجتماع.. وعجزت الدولة عن المضي في تنفيذ ما التزمت به..؟

ان الحكمة اللبنانية والمصلحة اللبنانية العليا.. تفرض تفويت الفرصة على اسرائيل.. وتوجب بذل جهود مخاصة من قبل عقلاء لبنان للحيلولة دون تمكين اسرائيل من نقل المعركة المواجهة معها الى الصراع داخل لبنان.. وبين حكومته وبين حزب الله تحديدا؟

لقد تفاءلنا باتفاق جميع الاطراف على قبول القرار الدولي بما فيها حزب الله.. لكن ما يجري الآن لا يُبشر بخير.. ولا يسعد أحداً يريد تعافي لبنان وتحريره من كل اشكال التهديد المرتقبة.

وكم نتمنى الا يستمر هذا الخلاف لكيلا يتفجر الموقف من جديد.. وتكون عاقبته اكبر وأبعد من كل ما حدث حتى الان مع كل اسف.