إن المؤامرة لتفجير عدد من الطائرات الامريكية والبريطانية فوق المحيط الاطلسي، هي بالتأكيد إشارة لأمور سوف تحصل في المستقبل. ولحسن الحظ، نجحت اجهزة «سكوتلانديارد» ومكافحة الارهاب البريطانية، في إفشال هذه المؤامرة، التي لو نجحت لكانت اسفرت عن مصرع عدد اكبر من الناس، مما اسفرت عنه هجمات 11 سبتمبر 2001. اما الأمثولة التي يجب ان نتعلمها فهي ان الارهاب هو تكتيك ولا تستطيع انت شن حرب ضد تكتيك، لانك اذا نجحت في رد «لكمة» فإن هذا لا يعني عدم توجيه «لكمات» اخرى جديدة ضدك. ان السبب الاساسي للارهاب هي السياسة فالناس الذين يشعرون بالاهانة، والاستغلال وسوء المعاملة بسبب سياسات القوى الكبرى. وليس لديهم جيوش يستطيعون بواسطتها الدفاع عن انفسهم، يلجأون غالبا الى الارهاب. انه السلاح الوحيد المتوفر للضعيف. وعندما يجد المرء نفسه هدفاً لتكتيكات ارهابية لا يستطيع الابتعاد بنفسه عنها، لانها اذا تركت على حالها، فان السياسات التي انتجتها سوف تواصل انتاجها وهذا يعني، انك كلما قتلت اعدادا اكثر من الارهابيين، ازدادت اعدادهم وخاصة في المجتمعات ذات الثقافات التي يشكل الثأر عنصراً اساسيا فيها.
إن ما نحتاج إليه إذن، هي إعادة نظر وتقييم لسياستنا الخارجية وهنا نتساءل: لماذا يكرهنا الكثيرون من الفلسطينيين؟
الجواب سهل: لقد كنا ظالمين كثيرا لهم فمهما كان يتمنى الاسرائيليون فعله بهم، مثل التقتيل وتدمير المنازل، وتخريب المزروعات، ومصادرة الاراضي، والتعريض لكافة انواع الاذلال، كان يلقى ترحيباً وموافقة من جانب الحكومة الامريكية.
وآخر رئيس امريكي لم يكن يخشى اغضاب اسرائيل والاسرائيليين كان «ايزنهاور» الذي أمرهم في عام 1956 بالخروج من سيناء، والا سيجمد جميع ممتلكاتهم، فخرجوا صاغرين.
اما اليوم، فنحن امام مشكلة، حكومتنا مشلولة بالكامل، وغير راغبة في اصدار اي قرار، مهما كان بسيطاً، من شأنه اغضاب اسرائيل، وبغض الطرف عن مدى سوء تصرفها. لماذا؟ لان اللوبي الصهيوني قوي، ولان السياسيين الامريكيين يخافون منه. ولكننا نحن لا ننتخب سياسيين لكي يخدموا دولة اجنبية، بل ننتخبهم لكي يخدموا مصالح الشعب الامريكي. وعلى السياسيين ان يتعلموا كيف يقولون «لا» عندما تتضارب مصالحنا مع مصالح اسرائيل.
ان الاجتياح الامريكي للعراق قد ولد مزيدا من الكراهية للولايات المتحدة ولا يمكننا ان نتصور قراراً اكثر حماقة من هذا القرار فنحن ازحنا عبئا عن كاهل ايران، وقوضنا الاستقرار كلياً في العراق، بحيث يشارف اليوم على التفجر من الداخل، والتقسيم والانهيار.
ولكن المشكلة الاعظم هي ان الهيمنة على العراق اليوم هي لايران اكثر بكثير مما هي لامريكا.
ان السبيل الوحيد للفوز في الحرب على الارهاب يمر عبر العودة الى جذورنا الجمهورية، والتخلي عن التطلعات الامبريالية. ويجب ان تنحصر سياستنا الخارجية في الاطار الذي حدده لها الرئيس جورج واشنطن، اي: التجارة والتعامل مع الجميع، وعدم عقد الاحلاف مع احد، والابتعاد كلياً عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
وهذا لن يحصل الا اذا قام الامريكيون بتنظيف منزلهم في واشنطن. اما ماذا سيحدث اذا لم ينظفوا المنزل فهو ان اولادنا واحفادنا سوف يعيشون في ظل خطر الارهاب، بسبب حماقة وفساد وجبن المؤسسة السياسية الامريكية.
* كاتب امريكي
ترجمة: جوزيف حرب
إن ما نحتاج إليه إذن، هي إعادة نظر وتقييم لسياستنا الخارجية وهنا نتساءل: لماذا يكرهنا الكثيرون من الفلسطينيين؟
الجواب سهل: لقد كنا ظالمين كثيرا لهم فمهما كان يتمنى الاسرائيليون فعله بهم، مثل التقتيل وتدمير المنازل، وتخريب المزروعات، ومصادرة الاراضي، والتعريض لكافة انواع الاذلال، كان يلقى ترحيباً وموافقة من جانب الحكومة الامريكية.
وآخر رئيس امريكي لم يكن يخشى اغضاب اسرائيل والاسرائيليين كان «ايزنهاور» الذي أمرهم في عام 1956 بالخروج من سيناء، والا سيجمد جميع ممتلكاتهم، فخرجوا صاغرين.
اما اليوم، فنحن امام مشكلة، حكومتنا مشلولة بالكامل، وغير راغبة في اصدار اي قرار، مهما كان بسيطاً، من شأنه اغضاب اسرائيل، وبغض الطرف عن مدى سوء تصرفها. لماذا؟ لان اللوبي الصهيوني قوي، ولان السياسيين الامريكيين يخافون منه. ولكننا نحن لا ننتخب سياسيين لكي يخدموا دولة اجنبية، بل ننتخبهم لكي يخدموا مصالح الشعب الامريكي. وعلى السياسيين ان يتعلموا كيف يقولون «لا» عندما تتضارب مصالحنا مع مصالح اسرائيل.
ان الاجتياح الامريكي للعراق قد ولد مزيدا من الكراهية للولايات المتحدة ولا يمكننا ان نتصور قراراً اكثر حماقة من هذا القرار فنحن ازحنا عبئا عن كاهل ايران، وقوضنا الاستقرار كلياً في العراق، بحيث يشارف اليوم على التفجر من الداخل، والتقسيم والانهيار.
ولكن المشكلة الاعظم هي ان الهيمنة على العراق اليوم هي لايران اكثر بكثير مما هي لامريكا.
ان السبيل الوحيد للفوز في الحرب على الارهاب يمر عبر العودة الى جذورنا الجمهورية، والتخلي عن التطلعات الامبريالية. ويجب ان تنحصر سياستنا الخارجية في الاطار الذي حدده لها الرئيس جورج واشنطن، اي: التجارة والتعامل مع الجميع، وعدم عقد الاحلاف مع احد، والابتعاد كلياً عن التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
وهذا لن يحصل الا اذا قام الامريكيون بتنظيف منزلهم في واشنطن. اما ماذا سيحدث اذا لم ينظفوا المنزل فهو ان اولادنا واحفادنا سوف يعيشون في ظل خطر الارهاب، بسبب حماقة وفساد وجبن المؤسسة السياسية الامريكية.
* كاتب امريكي
ترجمة: جوزيف حرب