تدور هذه الأيام أحاديث حول السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، وهذا موضوع يثار ثم ينوم. ولو أننا عاملناه بموضوعية وناقشناه بهدوء وقارنا إيجابياته بسلبيات عدم السماح به ثم ــ في ضوء ذلك ــ قررنا اتخاذ ما هو في صالح المجتمع وبخاصة أن هناك عددا هائلا من السائقين الوافدين الذين كثيرهم استقدموا لتوصيل البنات وأمهاتهن، والمعلمات والطالبات.
بل إننا كثيرا ما نرى في الطرقات سيارة يقودها وافد وليس معه فيها إلا امرأة واحدة. فهل هذا أفضل من أن توضع قواعد لقيادة المرأة تقوم على حمايتها من مخاطر المتهاونين بالأنظمة؟
نحن مررنا بتجارب عددية رفضناها في البداية مثل تعليم المرأة ثم بعد ذلك جربناها واسترحنا لتطبيقه بل تسابق المعارضون في السماح لبناتهم وإخواتهم في الالتحاق بالتعليم في مستوياته المختلفة ولم نجد ما يبرر الرجوع عنه؛ لأنه اتضح لنا أن ذلك عين الصواب.
بل إننا نرى في البراري نساء (بدويات) يقمن بقيادة سيارات النقل ولم نعترض على ذلك على اعتبار أننا تعودنا على رؤيته، بل إن أحد الإخوة الملتزمين سمعته يقول: (اهبي يا أم شعيبة تسوقين وايت).
وهو يقصد بذلك أنها تؤدي عملا لم نتعود على رؤيته. ولم تعبر جملته التي قالها عن رفض للمبدأ وإنما تعجبا وإعجابا بتلك السيدة التي تقوم في ما كان من خصائص الرجل. وتؤدي دورا مهما في حياتها وأسرتها.
وغير ذلك كثير مما رفضناه، ومن ذلك رفضنا لتدريس علم الجغرافيا لدرجة أنه جرى تعديل مسماه إلى «تقويم البلدان» وعندئذ تنازل معارضوه وصاروا يرونه بالمحتوى السابق (عندما كان جغرافيا) يدرس من غير تعديل للمحتوى والاكتفاء بتعديل العنوان.
إذن فإن الموضوع يحتاج إلى دراسة موضوعية يقوم علماء شريعة، وعلماء الاجتماع ويتحاورون بهدوء ثم في ضوء ذلك توضع ضوابط زمنية، وأخرى أخلاقية وثالثة لحماية المرأة من أن تكون عرضة لبعض الطائشين من الشباب الذين قد يتعرضون للبعض ممن يقدن سياراتهن.
ولنأخذ من تطبيق نظام ساهر على عملية المرور كيفية نجاحه بشكل يفوق ما كان متوقعا، ففيه انضبط المتهورون وقلت الحوادث بشكل كبير.
وكذلك تطبيق منع التدخين في الأماكن العامة والذي كانت أخطاره الصحية كبيرة جدا وخاصة على غير المدخنين وإنما يتعرضون لنتائجه من خلال ما يسمى «التدخين السلبي» فعندما صدر نظام منع التدخين منذ ما يزيد على عشرين عاما لم نر جدية في تطبيق النظام ولذلك لم يأبه أي من المدخنين عن الامتناع في مكان تملأه لوحات «ممنوع التدخين» في المطارات مثلا وفي المدارس والجامعات.
لكن الأمر انقلب إلى النقيض من ذلك عندما بدأ هذا العام تطبيق النظام (الذي شبع من النوم على الرفوف) ومن أمثلة ذلك المطارات التي أصبحت خالية من الدخان والمدخنين. وكذلك الجامعات التي تصدرت حماية البيئة والسكان مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز وغيرهما، والمدارس التي أدركت خطر التدخين فبدأت بتحجيمه.كل ما أخشاه أن نضطر إلى السماح بقيادة المرأة بدون ضوابط تحميها من المنفلتين، أو تشجع بعض الفتيات غير المنضبطات بتخطي الحدود.
لذا فإنني أعود لأقول دعونا ندرس الموضوع بشكل علمي يقارن المصالح بالمفاسد ومن ثم يضع أنظمة تعزز المصالح وتقضي على المفاسد.
ولن يتم ذلك ذلك بالتمني وحده، وإنما يتم بنظام متكامل وتطبيق حازم.
لذا أتوجه لإخوتي الذين يقفون بوجه الفكرة بشكل قاطع بأن يهيئوا أنفسهم للحوار مع السيدات اللائي تقدمن بطلب السماح للمرأة بالقيادة وكذلك الرجال الذين يرون أن من المصحلة تجنب مخاطر وجود السائق الأجنبي في منزل لا يكون فيه الرجال في كل الأوقات وكذلك تجنب مخاطر وجود فتاة مع سائقها من المنزل إلى السوق أو إلى مقر عملها فإن هذه الخلوة قد تكون فاتحة لما لا تحمد عقباه.
أرجو الله أن يعيننا على حل مشكلات مجتمعنا بما لا يتعارض مع شريعتنا وأن يهدينا إلى الأفضل للمرأة والمجتمع. والله الموافق.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة
بل إننا كثيرا ما نرى في الطرقات سيارة يقودها وافد وليس معه فيها إلا امرأة واحدة. فهل هذا أفضل من أن توضع قواعد لقيادة المرأة تقوم على حمايتها من مخاطر المتهاونين بالأنظمة؟
نحن مررنا بتجارب عددية رفضناها في البداية مثل تعليم المرأة ثم بعد ذلك جربناها واسترحنا لتطبيقه بل تسابق المعارضون في السماح لبناتهم وإخواتهم في الالتحاق بالتعليم في مستوياته المختلفة ولم نجد ما يبرر الرجوع عنه؛ لأنه اتضح لنا أن ذلك عين الصواب.
بل إننا نرى في البراري نساء (بدويات) يقمن بقيادة سيارات النقل ولم نعترض على ذلك على اعتبار أننا تعودنا على رؤيته، بل إن أحد الإخوة الملتزمين سمعته يقول: (اهبي يا أم شعيبة تسوقين وايت).
وهو يقصد بذلك أنها تؤدي عملا لم نتعود على رؤيته. ولم تعبر جملته التي قالها عن رفض للمبدأ وإنما تعجبا وإعجابا بتلك السيدة التي تقوم في ما كان من خصائص الرجل. وتؤدي دورا مهما في حياتها وأسرتها.
وغير ذلك كثير مما رفضناه، ومن ذلك رفضنا لتدريس علم الجغرافيا لدرجة أنه جرى تعديل مسماه إلى «تقويم البلدان» وعندئذ تنازل معارضوه وصاروا يرونه بالمحتوى السابق (عندما كان جغرافيا) يدرس من غير تعديل للمحتوى والاكتفاء بتعديل العنوان.
إذن فإن الموضوع يحتاج إلى دراسة موضوعية يقوم علماء شريعة، وعلماء الاجتماع ويتحاورون بهدوء ثم في ضوء ذلك توضع ضوابط زمنية، وأخرى أخلاقية وثالثة لحماية المرأة من أن تكون عرضة لبعض الطائشين من الشباب الذين قد يتعرضون للبعض ممن يقدن سياراتهن.
ولنأخذ من تطبيق نظام ساهر على عملية المرور كيفية نجاحه بشكل يفوق ما كان متوقعا، ففيه انضبط المتهورون وقلت الحوادث بشكل كبير.
وكذلك تطبيق منع التدخين في الأماكن العامة والذي كانت أخطاره الصحية كبيرة جدا وخاصة على غير المدخنين وإنما يتعرضون لنتائجه من خلال ما يسمى «التدخين السلبي» فعندما صدر نظام منع التدخين منذ ما يزيد على عشرين عاما لم نر جدية في تطبيق النظام ولذلك لم يأبه أي من المدخنين عن الامتناع في مكان تملأه لوحات «ممنوع التدخين» في المطارات مثلا وفي المدارس والجامعات.
لكن الأمر انقلب إلى النقيض من ذلك عندما بدأ هذا العام تطبيق النظام (الذي شبع من النوم على الرفوف) ومن أمثلة ذلك المطارات التي أصبحت خالية من الدخان والمدخنين. وكذلك الجامعات التي تصدرت حماية البيئة والسكان مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز وغيرهما، والمدارس التي أدركت خطر التدخين فبدأت بتحجيمه.كل ما أخشاه أن نضطر إلى السماح بقيادة المرأة بدون ضوابط تحميها من المنفلتين، أو تشجع بعض الفتيات غير المنضبطات بتخطي الحدود.
لذا فإنني أعود لأقول دعونا ندرس الموضوع بشكل علمي يقارن المصالح بالمفاسد ومن ثم يضع أنظمة تعزز المصالح وتقضي على المفاسد.
ولن يتم ذلك ذلك بالتمني وحده، وإنما يتم بنظام متكامل وتطبيق حازم.
لذا أتوجه لإخوتي الذين يقفون بوجه الفكرة بشكل قاطع بأن يهيئوا أنفسهم للحوار مع السيدات اللائي تقدمن بطلب السماح للمرأة بالقيادة وكذلك الرجال الذين يرون أن من المصحلة تجنب مخاطر وجود السائق الأجنبي في منزل لا يكون فيه الرجال في كل الأوقات وكذلك تجنب مخاطر وجود فتاة مع سائقها من المنزل إلى السوق أو إلى مقر عملها فإن هذه الخلوة قد تكون فاتحة لما لا تحمد عقباه.
أرجو الله أن يعيننا على حل مشكلات مجتمعنا بما لا يتعارض مع شريعتنا وأن يهدينا إلى الأفضل للمرأة والمجتمع. والله الموافق.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة