يعتقد كارتر أن القيم الأمريكية بدأت في التساقط تباعا منذ 11 سبتمبر 2001، وحيث ظل الشعب الامريكي مغموساً بشكل يومي بالادعاءات التي كان يروجها مسؤولو الادارة حول التهديدات التي تشكلها اسلحة الدمار الشامل العراقية أو من الجماعات الارهابية «التي تختبئ في مجتمعاتنا»- على حد قوله. وهو ما نفته «اجهزتنا الاستخباراتية وحلفاؤنا الأجانب بشكل قاطع، وحيث اتضح أن برنامج التسليح العراقي كان قد أضعف قبل بدء الحرب التي كانت تهدف الى إزالتها» ويدلل كارتر مرة أخرى على حرصه على الحفاظ على السلام والأمن الدوليين ضمن القيم التي كانت تؤمن بها إدارته وتعمل على تطبيقها في سياستها الخارجية وهو في سبيل ابراز هذه الحقيقة يقدم مقارنة بين التهديدات السوفيتية الحقيقية التي كانت تستهدف الأمن القومي الامريكي في عهده، وبين التهديدات العراقية التي لم يكن لها أساس من الصحة لكنها دفعت أمريكا إلى التورط في حربها في العراق وتعريض المصالح الأمريكية للمخاطر. ويقول بهذا الصدد (ص148 وما بعدها) بأن احد أهم الحقائق التي كان عليه أن يعيها منذ اليوم الأول في ولايته تلخصت في أن بوسع الصواريخ العابرة للقارات التي يمتلكها الخصم (الاتحاد السوفيتي)، بوسعها، الوصول الى واشنطن وإلى نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية الأخرى في غضون 26 دقيقة من إطلاقها، وأنه كان يدرك بأنه يتعين عليه في غضون هذه الفترة الزمنية القصيرة أن يقرر - باعتباره المسؤول الأول والقائد الأعلى للقوات المسلحة- الكيفية التي ستكون عليها الاستجابة للرد على مثل هذا العمل.
ويقرر كارتر بأنه لم يكن ثمة وسائل مؤثرة لاعتراض وتدمير الصواريخ العابرة للقارات إذا قرر العدو اطلاقها، خاصة في ظل الحقيقة بأن معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية نصت صراحة على منع اتخاذ أي من الدول الموقعة عليها اي محاولات تهدف الى تطوير مثل هذا النوع من الصواريخ الدفاعية، وهو ما كان يعني ببساطة وجود خيار واحد: الرد على مثل هذا الهجوم بهجوم مضاد أو القبول بما يمكن أن ينجم عن تلك الضربة النووية من دمار.
وهنا يؤكد كارتر ان خياره تركز على تجنب امكانية حدوث هذا السيناريو الذي يمكن وضعه تحت مسمى (التدمير المتبادل الأكيد) Mutual assured destruction «من خلال اقناع السوفيت بقدراتنا على الردع والاستجابة، ومن خلال الدبلوماسية الفاعلة لحفظ السلام وحماية المصالح الأمريكية»
يقرر كارتر دون أدنى مواربة بان الحرب الامريكية ضد العراق التي تمت دون غطاء ودعم دوليين تعتبر انتهاكا صريحا للقيم الأمريكية التي تبلورت عبر قرنين من الزمان وكانت السر وراء عظمة الولايات المتحدة.
ويقول كارتر في ختام كتابه (ص198) انه كمسيحي متدين وكرئيس تعرض لاستفزازات العديد من الأزمات الدولية خلال فترة ولايته، أصبح ملماً بالمبادئ والمعايير التي تشن بموجبها الحروب والتي تغيب بشكل كامل في حالة الحرب العراقية، وبما يشكل ادانة دولية لمثل اولئك الحكام الذين يتمسحون بمسوح الدين خاصة في ظل الحقيقة المؤلمة التي خلفتها تلك الحرب- ولاتزال- والتي اعترف الجنرال تومي فرانكس نفسه بإحدى مظاهرها العديدة عندما صرح بأنه يجب التفرقة في الحرب بين المقاتلين وغير المقاتلين، وذلك في الإشارة الى القصف الامريكي الجوي العنيف الذي طال المدنيين، بالرغم من الدقة المفترضة والتي ثبت انها غابت في احيان كثيرة عندما اخطأت القنابل الامريكية الضخمة اهدافها العسكرية لتسقط بجوار المستشفيات والمدارس والمباني السكنية مخلفة مئات بل آلاف الضحايا من المدنيين الابرياء- على حد اعتراف الجنرال تومي فرانكس نفسه.
يخلص كارتر في استنتاجاته الى ان الامريكيين ظلوا فخورين دوما بوطنهم بدءا من وثيقة إعلان الاستقلال التي نصت على ان ابناء البشر ولدوا جميعاً سواسية وأن الله اختصهم بحقوق غير قابلة للاستلاب من الآخرين يأتي على رأسها حق الحياة والحرية والسعى طلباً للسعادة. ومنذ ذلك الحين «استخدم شعبنا مصادره الطبيعية الضخمة، والدخول الى المياه الدافئة، وبناء علاقات الصداقة مع الجيران، والتعددية في المجتمع والروح الرائدة لتكوين وحدة حقيقية، وهو ما تفتقر إليه الولايات المتحدة الآن أكثر من اي وقت مضى»!
ويقرر كارتر بأنه لم يكن ثمة وسائل مؤثرة لاعتراض وتدمير الصواريخ العابرة للقارات إذا قرر العدو اطلاقها، خاصة في ظل الحقيقة بأن معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية نصت صراحة على منع اتخاذ أي من الدول الموقعة عليها اي محاولات تهدف الى تطوير مثل هذا النوع من الصواريخ الدفاعية، وهو ما كان يعني ببساطة وجود خيار واحد: الرد على مثل هذا الهجوم بهجوم مضاد أو القبول بما يمكن أن ينجم عن تلك الضربة النووية من دمار.
وهنا يؤكد كارتر ان خياره تركز على تجنب امكانية حدوث هذا السيناريو الذي يمكن وضعه تحت مسمى (التدمير المتبادل الأكيد) Mutual assured destruction «من خلال اقناع السوفيت بقدراتنا على الردع والاستجابة، ومن خلال الدبلوماسية الفاعلة لحفظ السلام وحماية المصالح الأمريكية»
يقرر كارتر دون أدنى مواربة بان الحرب الامريكية ضد العراق التي تمت دون غطاء ودعم دوليين تعتبر انتهاكا صريحا للقيم الأمريكية التي تبلورت عبر قرنين من الزمان وكانت السر وراء عظمة الولايات المتحدة.
ويقول كارتر في ختام كتابه (ص198) انه كمسيحي متدين وكرئيس تعرض لاستفزازات العديد من الأزمات الدولية خلال فترة ولايته، أصبح ملماً بالمبادئ والمعايير التي تشن بموجبها الحروب والتي تغيب بشكل كامل في حالة الحرب العراقية، وبما يشكل ادانة دولية لمثل اولئك الحكام الذين يتمسحون بمسوح الدين خاصة في ظل الحقيقة المؤلمة التي خلفتها تلك الحرب- ولاتزال- والتي اعترف الجنرال تومي فرانكس نفسه بإحدى مظاهرها العديدة عندما صرح بأنه يجب التفرقة في الحرب بين المقاتلين وغير المقاتلين، وذلك في الإشارة الى القصف الامريكي الجوي العنيف الذي طال المدنيين، بالرغم من الدقة المفترضة والتي ثبت انها غابت في احيان كثيرة عندما اخطأت القنابل الامريكية الضخمة اهدافها العسكرية لتسقط بجوار المستشفيات والمدارس والمباني السكنية مخلفة مئات بل آلاف الضحايا من المدنيين الابرياء- على حد اعتراف الجنرال تومي فرانكس نفسه.
يخلص كارتر في استنتاجاته الى ان الامريكيين ظلوا فخورين دوما بوطنهم بدءا من وثيقة إعلان الاستقلال التي نصت على ان ابناء البشر ولدوا جميعاً سواسية وأن الله اختصهم بحقوق غير قابلة للاستلاب من الآخرين يأتي على رأسها حق الحياة والحرية والسعى طلباً للسعادة. ومنذ ذلك الحين «استخدم شعبنا مصادره الطبيعية الضخمة، والدخول الى المياه الدافئة، وبناء علاقات الصداقة مع الجيران، والتعددية في المجتمع والروح الرائدة لتكوين وحدة حقيقية، وهو ما تفتقر إليه الولايات المتحدة الآن أكثر من اي وقت مضى»!