-A +A
فاطمة العبدالله
فاطمة.. فاطمة.. فأزحت الغطاء عن وجهي وفتحت عيني الناعستين عنوة استرق فيها النظرات لأخي بعد أن وضعت يدي على عيني لأخفف من حدة الضوء وهو يقول: البسي عباءتك بسرعة لننهي إجراءات المحكمة وإن لم تريدي الذهاب سأصطحب أي امرأة لتحل مكانك فرفضت ذلك قطعيا فيكفي عدد الأشخاص المنتحلين لشخصيتي على الفيس بوك والمنتديات، ارتديت عباءتي وحملت جواز سفري الأخضر ليكون كإثبات لهويتي أمام سيدي القاضي، ودخلت قاعة المحكمة بخطى تتوق للقاء القاضي وخوض تجربه لأنقل الواقع كما بدا لي، كنت نقطة سوداء أمام حشد من النقاط البيضاء أو العسكرية جلست أنتظر في صالة الانتظار لمدة ساعة وانتهى انتظاري بسجل مد لي من قبل الموظف ومعه محبرة بحثت عن القلم فلم أجده فسألت عنه متغابية ولقطع الشك باليقين، فكانت الإجابة لا يا أختي ابصمي الله يجزاك الخير (هو نظام البصمة لسا عايش؟) بعد لحظات استدعاني القاضي وسألني فاطمة ما هو اسمك الرباعي؟ تماما كما كانت تتعرف علينا المعلمة الجديدة في فصول المدرسة، فارتعش صوتي خوفا من قول اسمي كاملا بصوت مسموع ولأول مرة أمام رجل وضحكا فهكذا تم تحديد هويتي؟ لطالما تعجبت كيف تسهل عمليات تزوير الوكالات وعقود البيع والشراء وغيرها، فهي نقطة سوداء، إثباتها لهويتها هو مسألة تحكيم ضمير في زمن موت الضمائر. خرجت من المحكمة متأملة جواز سفري وابتسمت .. فلماذا لا يكون إصدار البطاقات الشخصية شيئا إلزاميا يفرض على الفتاة قبل دخول المرحلة الجامعية؟ أو لماذا لا توظف نساء للتأكد من هوية المراجعات في قاعات المحاكم ويكون ذلك تحت ضوابط شرعية ولحل مشكلة انتهاك خصوصية وانتحال شخصية؟
همسة ..
قد أكون نقطة سوداء وأعني نهاية السطر..
ولكني حتما سأكون بداية لسطر جديد..

Mok.555@hotmail.com



للتواصــل ارسـل رســالـة نصيـة sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة