-A +A
حسن الحارثي
لو قدر لدعاة الحرية والإصلاح في القرون الوسطى أن يكون لديهم إنترنت وشبكات تواصل اجتماعي لما احتاجوا لقرون متتابعة حتى يحدثوا الثورة في عقول العامة وشوارعهم، وينقلبون على الحكم الإقطاعي وظلامية الكنيسة، إلا أنها الحكمة الإلهية التي نستنبطها من التاريخ البشري، «النصرة دائما للعقل».
هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في مجابهة الانغلاق والظلم ودعوا إلى التسامح والإيمان بالعلم، كانوا سببا رئيسا في وجود هذه الميكنة الحديثة التي جعلت للناس نوافذ يلتقون من خلالها وغرفا تدار فيها الأفكار والرؤى وترسل منها الأحداث.
الشبكة المعلوماتية ما هي إلا امتداد لجهود من وضع العلوم والرياضيات التي قادت لصناعة هذا الفضاء المنتظم والدقيق، في وقت كان فيه الأصوليون يحرمون العلم ونقد السلوك البشري ويعتبرونه تعديا على قدرة الخالق.
العالم الإلكتروني يدير العالم الواقعي، هذه حقيقة لا جدل فيها، وأصبحت الشوارع تتحرك وفق اتفاقيات شعبية توقع من خلف الشاشات، في شبكات التفاعل الاجتماعي ومواقع التواصل في الثورة المعلوماتية التقنية وتسريبات ويكيليكس، محدثة كل هذا الغليان في شوارع المدن.
وعلى مستوى الدول والحكومات، تستعر الحروب الإلكترونية الباردة، من خلف الكيبوردات وتتفاقم عمليات القرصنة، وتنشغل الدول الكبرى في تطوير أدواتها الحربية إلكترونيا، وتقول المعلومات إن الهجمات التي تشن على أجهزة الكمبيوتر في العالم تنذر بالتحول إلى أحد أكبر التهديدات الأمنية في العقد المقبل.
ودخلت الصين مؤخرا بعدتها وعتادها إلى الشبكة، وأصبحت مصدر قلق كبير للولايات المتحدة الأمريكية صانعة هذا العالم، وحذر مسؤولون أمريكان من قدرات الصين العسكرية المتطورة، واتهمت بتنفيذ هجمات على أمريكا وألمانيا والهند، لكنها تنفي ذلك.
وقال تقرير أمريكي إن 120 دولة تطور استخدامات الإنترنت كسلاح لاستهداف أسواق المال ونظم الكمبيوتر والخدمات التابعة للحكومات، وتواصل أجهزة المخابرات اختبار شبكات الدول الأخرى بصورة روتينية بحثا عن ثغرات بأساليب جديدة في كل عام.
harthy555@gamil.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة