-A +A
حامد عباس
** دفع سكان جدة في جنوبها وشرقها ثمن استشراء فساد الأخلاق والذمم، ودفع سكان الشمال ثمن التقصير والإهمال وشبهة الفساد بالتأكيد؟! وشتان بين هذا وذاك؟! أرسل لي رسالة على صفحتي في الـ «فيس بوك» يطلب صداقتي مشكورا، وعندما تجاوبت مع الرغبة الكريمة رد بشكل سريع شاكرا، وطالبا منى كتابة مقال ناري عن جدة؟! رددت عليه فورا أن المدينة العروس التي عنست بفعل فاعل لا تحتاج إلى مقال ناري، وإنما إلى عمل إبداعي ونزاهة تنقذ المدينة من بعض مسؤوليها! ولعلي لا أتجاوز حين أقول: بل أغلب مسؤوليها ليس من الآن وإنما على امتداد عقود من الزمن توزعوا المهام، أقلهم شهد وشاهد فأغمض عينيه ومضى ولم يعلم أنه سيدفع وغيره ثمنا باهظا لهذا التغاضي، ليس عن الفساد وما دبر بليل للمدينة الحالمة بدءا من حجب البحر، واستلاب المساحات الخضراء داخل وجوانب المدينة ونصب الكمائن لعموم الناس الغلابى خارجها، من خلال مخططات مشبوهة على مجاري السيول لتصب في جيوب الفاسدين وشركاتهم وتحفر القبور للذين دفعوا أعمارهم لتضمهم وأسرهم بيوت على حافة الحياة، فكانت قبورا جاهزة للدفن! ليس لكل هذا، وإنما قتل كل أمل في أن يعيش سكان جدة فرحة الأمطار دون خوف، وكأنهم يستعيدون طفولتهم وأمهاتهم يرددن في أسماعهم: يا مطرة حطي حطي..؟!
يبدو أنني تفاعلت مع رغبة الصديق الجديد لا شعوريا، فأعدت كتابة مقال بديل عن مقال سبق وأن أرسلته للصحيفة في الموعد المحدد، لكن الحافز الأهم هو قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الجديد عن جدة، وقد تألم ــ حفظه الله ــ لواقع السكان والمدينة، وهو الذي يعيش فترة نقاهة. تألم للمدينة التي كانت عروسا، فحولها البعض إلى أرملة تلبس السواد على ضحايا الفساد والتقصير والإهمال، والذين لا يملكون إلا الدموع على الضحايا الذين يذهبون في كل مرة تبكي فيه السماء، فينتحب الجميع، ويردد أهل جدة العبارة الشهيرة: اللهم حوالينا ولا علينا؟! وكأنهم في كل حين، ومع هذه العبارة يهمسون لبعضهم بما لا يستطيع أحد أن يرفع صوته، لأن الفساد دائما ما يتخفى تحت لحاف النافذين ليخاف الضعاف فيسكتوا بعد أن يأكلوا الحصرم؟!. نحن نحتاج هذه المرة أن تأمرهم يا خادم الحرمين الشريفين بشفافية كاملة للحقائق، بدءا من كارثة جدة للسيول، إلى ما هو أسوأ منها، نحتاج إلى أسماء الفاعلين الذين تخصصوا في وأد الفرحة في نفوس الناس، بعضهم امتلأت جيوبهم بالمال الحرام، وبعضهم استهتارا وتقصيرا في أداء مسؤولياتهم التي كلفوا بها فكان الإهمال والتقصير، والبعض الثالث لا يرون ولا يسمعون ولا يتحدثون، وكل طرف يتحمل جزءا من مسؤولية الإجرام في حق جدة وسكانها في تراكم تضخم عبر السنين.؟! نريد إعلان أسماء الفاعلين على مر السنين على الأقل ليكونوا عبرة لغيرهم..؟!

* مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة