-A +A
أحمد عبدالله ــ القاهرة
دعت قيادة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر أمس إلى التهدئة والالتزام بالقانون أثناء أداء صلاة الجمعة اليوم وبشكل لا يعرض أمن المصلين للخطر، كما رفض رئيس مجلس الشعب فتحي سرور مطالب قوى المعارضة بحل البرلمان.
وأتت دعوة الحزب بعد اجتماع طارئ لقيادته لم يحضره الرئيس حسني مبارك الذي يتزعم الحزب وخصص للبحث في الأزمة التي فجرتها مظاهرات الغضب التي انطلقت في العديد من المدن المصرية منذ الثلاثاء.

وقال الحزب في بيان قرأه الأمين العام للحزب صفوت الشريف إن الهيئة القيادية «استعرضت وتابعت القضايا التي أثيرت في المظاهرات»، مؤكدا على أن الحزب «يقدر حرية الرأي والتعبير، ويؤمن بحق شباب مصر أن يعبر بكل الوسائل عن وجهة نظره ومطالبه واحتياجاته، ويقدر التزام الشباب التعبير بالطرق السلمية».
وأضاف البيان أن «الحزب يؤكد انحيازه الدائم والمستمر لمطالب الجماهير وتبنيه السياسات التي تخفف من معاناتهم في عدد من القضايا المرتبطة بالحياة اليومية، واستمرار دعم الحريات العامة وتوسيع المشاركة السياسية للشباب ليساهموا بشكل فعال في صنع المستقبل».
واتهم من سماها بعض القوى التي حاولت استغلال مناخ الحرية والديمقراطية الذي تعيشه مصر بإثارة الفوضى ونشر الشائعات.
وجزم الشريف: «لا يمكن للأقلية المعارضة أن تفرض وصاية على المجتمع، لأن الحوار يتم دائما بالطرق السلمية والشرعية التي تتبعها الدول المتحضرة».
وبخصوص شائعات هروب جمال مبارك نفى الشريف بالقول: «قيادات الحزب الوطني لا تعرف الهروب، ونحن نحمي الوطن عن إيمان راسخ وسنقف شامخين من أجل الوطن».
وعن دعوة قوى المعارضة لوقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، أعرب عن أمله في أن تتم شعائر صلاة الجمعة بشكل هادئ وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت أية دعاوى، مشددا على أن «مصر دولة مؤسسات ولها تاريخها، وواجهت دائما أية محاولات للنيل من وحدتها الوطنية وأمنها، وأن أصحاب المصالح الخاصة ودعاة الفوضى لن يستطيعوا التأثير على شباب مصر والمواطنين في أنحاء البلاد للخروج على الشرعية».
من ناحية ثانية، أعلن رئيس مجلس الشعب فتحي سرور أن رئيس الوزراء أحمد نظيف سليقي الأحد المقبل بيانا أمام المجلس بشأن الاحتجاجات الاخيرة.
وقال سرور للصحافيين «سنعرف رأيه فيما يثيره الناس والشباب على وجه الخصوص».
وأضاف «لا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، ونعمل على حل المشكلات التي تنحصر في البطالة وارتفاع الأسعار وعدم تناسبها مع الأجور والفساد ونزاهة الانتخابات».
وحول انعكاس أزمة تونس على مصر قال سرور إن «مصر دولة كبيرة، وهي لا تقلد الآخرين بل هم الذين يقلدون مصر. وهي عرفت الإصلاح السياسي والاقتصادي منذ أمد بعيد، وتشبيه مصر بتونس عملية غريبة وظالمة وغير حقيقية».
ورفض مطالب حل البرلمان التي رددتها قوى المعارضة قائلا «ليس من المعقول المطالبة بحل البرلمان ليأتي برلمان آخر وفق إرادتها».