أبدى مواطنون قلقهم تجاه العقارات التي يملكونها في مصر وسط الأحداث العصيبة التي تمر بها منذ 13 يوما، وتساءلوا عن مصير تلك الاستثمارات وثبات ملكيتها، سيما العقارات مؤجلة التسليم، التي ما زال عقد المبايعة فيها مفتوحا لحين تسديد كافة الأقساط ومن ثم التسليم النهائي للوحدة السكنية، وتسجيل العقار كاملا باسم المشتري.
وأبرز تقرير رسمي صادر عن وزارة السياحة المصرية أخيرا، أن السعوديين يملكون أكثر من مليون و600 ألف شقة ووحدة سكنية في مصر، بين القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي، وأنهم يعدون أكبر جالية عربية مالكة للعقارات المحلية المصرية، تليها الجالية الكويتية، وأن 60 في المائة من العقارات التي يملكها السعوديون في القاهرة، و20 في المائة في الإسكندرية، و10 في المائة في منتجعات الساحل الشمالي، ومثلها في بقية المحافظات.
«عكـاظ» التقت بعض ملاك العقارات في مصر، فقال المواطن مسلط العتيبي إنه يملك شقة في شارع فيصل في القاهرة منذ ستة أعوام، وتقدر قيمتها في الوقت الراهن بنحو مليون جنيه، وأضاف أنه لجأ لتأمينها منذ أسبوع من قبل المكتب ذاته الذي أبرم معه عقد المبايعة، مؤملا أن تؤمن هذه الخطوة عقاره.
وأثار حمد الجهني قضية العقارات مؤجلة التسليم، إذ ذكر أنه اشترى شقة في مشروع «مدينتي» بنظام الأقساط، وسلم دفعة أولى (30 ألف ريال)، مع الوعد بالتسليم في بداية سنة 2013م، وقال «أخشى أن تؤثر هذه التغييرات والأحداث في أحقية المبالغ التي تم تسليمها، خاصة أنه لن يحق لي تملك العقار إلا بعد تسديد كافة المبالغ المستحقة».
والحالة ذاتها تتكرر لدى يوسف الرحيمي، حيث تعاقد لشراء شقة في مرسى مطروح في الساحل الشمالي مع الوعد بالتسليم في منتصف 2011م، ولم يتبق عليه سوى أربعة أقساط والدفعة النهائية، بعد أن أتم سداد الدفعة الأولى ودفعة العقد والأقساط منذ عامين.
«عكـاظ» واجهت المتحدث باسم سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة ورئيس قسم الشؤون الإعلامية حسن محمد البحيري بتلك المخاوف التي يثيرها المواطنون تجاه عقاراتهم واستثماراتهم، فاكتفى في جوابه بعبارة «الحامي هو الله عز وجل، أنا لا أضمن حياتي أن أخرج للشارع وأعيش ساعة، فلا سمح الله قد تدهسني سيارة عابرة، فأمر العقارات لا بد أن نؤمن إيمانا جازما بأن الله هو المتكفل بحمايتها، وهو الذي يسير كل شيء».
وبشأن مصير الاستثمارات الضخمة التي يديرها سعوديون في مصر، خصوصا في قطاعي الصناعة والسياحة، قال البحيري «لا نستبق الأحداث، دعنا نرى إلى أين يستقر الأمر، عندها يمكن التحدث بشأن الاستثمارات السعودية، ومع ذلك لا أرى أن الأوضاع الجارية تمثل عوامل قلق تجاه الاستثمارات، فكل هذا التوتر متمركز في وسط العاصمة، فأنا أقطن في مدينة نصر ولا أرى ما أراه في القنوات الفضائية إطلاقا».