-A +A
خالد قماش
صديقي خالد..
الليلة سأتحدث عن صديقي الذي أحترمه جداً ولا أدري ما صنعت به الأقدار بعد ثلاث سنوات من افتراقي عنه. إنه الجميل في وعيي: شوقي عريف.
شاب تونسي هرب لبريطانيا، ربما اختلفت معه، ولكنني كنت على الدوام أحترم خياراته.
كان يمضي أسبوعه على كيس بطاطس يتفنن في طبخه، وبضعة باوندات يحتال عليها، ويشعر أنه بهزيمته لها يهزم الرأسمالية ومن وراء الرأسمالية.
غادرته وهو على أعتاب الدكتوراة، غادرته وهو يصنع غده على عينه، ورحلت عن عالمه وهو يمثل في عيني صورة الإنسان الذي بوسعه أن يختار حماقاته ويمارسها ويهمس ويجهر بها دون خوف من رقيب أو قبيلة أو دولة.
لشوقي وحده أقول: لازلت أحترم روحك، لازلت أتمنى صادقاً أنك لم تعد لعالمنا العربي وأنك صنعت الصورة التي تشتهي وعلى عينك.
لا يعنيني ماذا كنت وماذا ستكون، ولكن يعنيني أنك نجحت في أن تتجاوز الوطن العربي ناحية الكون الواسع الفسيح الذي يمكن أن يهبنا نسمة رقيقة وفكرة شفيفة وروحاً صادقة بريئة.
صباحك يا صاحبي وعذراً لو استخدمت اسمك لأبوح ببعض خيبة وكدر في صباح عربي بائس في كل حين!
التوقيع: مواطن عربي

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة