-A +A
فاطمة العبدالله
لم أؤمن إلى فترة قصيرة أن الحياة عبارة عن مطبخ ــ إذا صح التعبير ــ وأن بعض الحيل التي يستخدمها الشيف قد تعكس نظريات علمية وتمثل واقع المجتمع، فكل ما دار في ذهني حين صرخ أحدهم العالم يغلي ونحن في حالة طوارئ إلا بأن الانفجارات من حولي مع سحب من الرماد وأشخاص كثيرون تحت الركام وأشلاء متناثرة وثياب ممزقة وخطى متثاقلة تسير ببطء لمحاولة النجاة وموسيقى تصويرية لفيلم حرب العوالم تخيلت العالم يغلي فوجدت الرابط العجيب بين غليان العالم السياسي والمطبخ، ففي إحدى التجارب التي طبقناها في حصة الكيمياء أحضرنا بيضا ووضعناه في ماء مغلي لنستنتج نظرية الضغط الأسموزي، وهي محاولة قشرة البيض معادلة ضغط الماء الخارجي بضغط الماء داخلها مما يؤدي إلى نضوجها إذا نجحت في معادلة الضغط أو انفجارها كما انفجر الشعب التونسي ومن بعده الشعب المصري، فطوال عدة عقود استمر رؤساء هذه الدول بالضغط والغليان على الشعب ودعوتهم للرقي حفاظا على أمن الدولة وترابط المجتمع، فكثير من الأحلام عشناها مع هؤلاء الشعوب ولم يتحقق منها شيء سوى الهم في ظل فساد وكساد وتوريث للمناصب والسلطه قادها أخيرا إلى الانفجار، فكثرة الضغط تؤدي إلى الانفجار ولو أن الرئيس مبارك ومن قبله زين العابدين سألوا عن طريقة نضج البيض قبل أكله لاستلذوا به وحققوا المعادلة التي يبدو أن حلها استعصى على الرئيس اليمني والذي لم تفلح محاولاته لتهدئة الشباب وامتصاص طاقتهم المهدرة التي تفاعلت مع المجتمع العربي وأنذرت سحب الدخان والشظايا المتطايرة باحتمالية حصول انفجار كارثي.
همسة
الحياة مسرح كبير نصول فيه ونجول، البعض منا له دور عظيم والآخر دوره تافه حقير، فعجب العجاب عندما يغضب الممثلون بعدما تنتهي أدوارهم.

Mok.555@hotmail.com