-A +A
خالد قماش
وأنا عائد من مطار الملك خالد إلى جدة بعد حضور فعاليات ومسرحيات ومفارقات وتناقضات معرض الرياض الدولي للكتاب في مدينة الرياض أخيرا .. التقيت مصادفة بأحد الأصدقاء القدامى وهو من المحاربين القدامى في مجال الدعوة، فقد رأس عدة مراكز للهيئة متنقلا بين الطائف وجدة وأقاصي الجنوب.
كان لطيفا ولينا كما عهدته سابقا في زمن التشدد والانغلاق، وكان يمثل الصورة الأجمل بالتعامل وتقبل الآراء والتحاور المتحضر، حدثني عن نقله من الطائف إلى جدة ، وذكر أن المسؤولين هناك أبلغوه بأن لكل منطقة خصوصيتها الاجتماعية، فما نراه محظورا في الطائف مثلا قد يكون مسموحا في جدة لأسباب عرفية لا أخالها تخفى على الكثير ممن عاش متنقلا بين هاتين المدينتين المبهجتين على سبيل المثال.
وتحاورنا حول ما حدث في معرض الكتاب من فوضوية وغوغائية صدرت ممن أسموا أنفسهم بالمحتسبين أو (المحتبسين) نفسيا، وكان رأيه يشرق وعيا ونضجا برفضه لكل هذه التصرفات ألا مسؤولة، وتساءلت ماذا لو كان معرض الكتاب الدولي يقام أيضا في جدة أو في الدمام ؟!
في تصوري البسيط أن مدينة مفتوحة على البحر والثقافات المتعددة كمدينة جدة ستكون خير ملاذ للفكر والعلم والمعرفة، خلاف القوة الشرائية المرتفعة التي سيجنيها الناشرون والمؤلفون، وسيكون هناك ارتفاع في عدد زوار المعرض كون
منطقة مكة المكرمة مأهولة بالسكان، وتحتضن عدة مدن كبيرة ومحافظات ومراكز وقرى كثيرة..
إن جدة مدينة مهيأة لاحتضان كل ثقافات العالم، وجل مناشط الحياة الجميلة، ولكنها تحتاج لمن يلتفت إليها، ويعيد ريادتها في مجالات الفن والثقافة والسياحة كما كانت سابقا، وأعتقد أن هذا ليس مستحيلا على أمير يتمتع بالوعي والفكر والإبداع كأميرها وناسج حريرها .. الأمير خالد الفيصل .. ويكفي.
New91@hotmail.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة