-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
إذا كان تجار الأراضي وأصحاب المنح القديمة الضخمة والمساحات الشاسعة الخالية التي تظهر أكثر ما تظهر في مدينة الرياض، حتى أنني أسميتها ذات مقال قديم بالبهاق الذي يشوه صورة مدينة الرياض الجميلة وكثير من مدن أخرى، أقول إذا كان هؤلاء التجار وأصحاب المنح القديمة السخية لا يريدون الإسهام في بناء المدن وحل أزمة السكن ولا يريدون أيضا بيع تلك المساحات التي جاءتهم إما (ببلاش) أو بأبخس الأثمان ليتمكن غيرهم من بنائها وسكنها أو تأجيرها، فإنه آن الأوان ليسمح لمدينة الرياض وسائر المدن أن تتمدد رأسيا ببناء عدة أدوار في الشوارع الرئيسة والتجارية حتى تلك التي عرضها 30 مترا ويمنع فيها حاليا بناء أكثر من ثلاثة أدوار، فما الذي يمنع من حل أزمة غلاء الأراضي والامتناع عن بيعها بالسماح بالتمدد الرأسي مثل سائر خلق الله.
عندما سمحت أمانة مدينة الرياض ببناء دور ثالث في شوارع الثلاثين مترا وسمحت بإضافة 50 % من المسطحات كدور ثالث في الفلل زاد عدد الشقق في الشوارع التجارية (عرض 30 وما فوق) بنسبة 30 % عن السابق حينما كانت دورين فقط، فما الذي يمنع من أن تكون أكثر من ذلك لتكون حلا جادا لأزمة الفقراء المستأجرين بزيادة العرض مقابل الطلب والحد من ارتفاع أسعار الأراضي التي امتدت أفقيا بشكل غير طبيعي أرهق مقدمي الخدمات والأجهزة الأمنية وباعد المسافات وكلف الدولة البلايين لإيصال الخدمات لمخططات في صحاري؟!، كما أدى السماح بإضافة 50 % للدور العلوي للمباني السكنية إلى اكتفاء الابن بالسكن في نفس سكن والديه وباستقلالية تامة واكتفاء عن البحث عن أرض وقرض وبناء جديد، على الأقل مؤقتا وحتى يقف على قدميه.
يجب أن نقتنع أن الجيل الحالي من الشباب في غالبه جيل غير قادر ماديا على بناء فلة ناهيك عن شراء أرض والسكن في شقق هو الأنسب لمن هم في سن الزواج حاليا، وهو الأكثر أمنا من الفلل خصوصا إذا فرضت جميع وسائل السلامة والأمن على بناء العمائر السكنية بدلا من مجرد دورين أو ثلاثة تحتها مواقف تؤجر مستودعات!!.
أنا لا أرى سببا لعدم ضرب أسعار الأراضي الشاسعة المتروكة تشوه جمال المدن بكل ما أوتينا من حلول وتغييرات فلن نكون أكثر حنية على أهل الأراضي منا على من لا يملك سكنا، وخلاف ذلك فإن علينا أن نترك أراضيهم ونتمدد عموديا في الهواء.
www.alehaidib.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة