… سألني مراقبا انفعالاتي: ألا يفترض أن تكون في كل مجتمع نخبة تقوده؟.
هذا شكل من أشكال الأسئلة المعلنة عن تأجير العقل، واحتكار الحل والربط في التغيير الاجتماعي عند فئة محددة، وسلب هبة التفكير وتعطيلها من الفئات التي لا تجري في عروقها دماء النخبة الزرقاء.
على مدار التاريخ ومنذ أن ابتدع «أفلاطون» جمهوريته التي قسم فيها المواطنين إلى ثلاث طبقات متمايزة: الملوك الفلاسفة، والعسكر، والعامة من تجار وصناع وزراع... وجعلها مبنية على التمايز في القدرات الطبيعية بين الأفراد، فكانت الحظوة للطبقتين الأولى «الملوك الفلاسفة والعسكر» كحراس للدولة، وأوصياء عليها، بينما حرم العامة ــ المشكلة للأغلبية ــ من أي حق فكري أو سياسي ممارس؛ أما الأقلية «النخبة» فهي التي تسيطر وتوجه وتتحكم، وما على الأغلبية إلا الطاعة والخضوع؛ وإن حاولت «الفعل» فإنها ستجد نفسها محاطة بقيود السيطرة التي تفرضها عليها النخبة!.
جاءت الثقافة العربية فيما بعد متخمة بالتميز الطبقي في ممارسة الفعل الاجتماعي، ومنطلقة من مدرسة أفلاطون ذاتها مع تبديل في لغة الخطاب وإضافة مفردات الانتقاص من العامة، من أشهرها مقولة واصل بن عطاء (ما اجتمعوا إلا ضروا ولا تفرقوا إلا نفعوا، فقيل له: قد عرفنا مضرة الاجتماع فما منفعة الافتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى طينه والحائك إلى حياكته والملاح إلى ملاحته والصائغ إلى صياغته)، ويزيد في الإمعان فضل البرمكي (إن الناس أربع طبقات: ملوك قدمهم الاستحقاق، ووزراء فضلتهم الفطنة والرأي، وعلية أهلهم اليسار، وأوساط ألحقهم بهم التأدب، والناس بعدهم جفاء)، وهذه المقولات تبين منهجية التفكير الطبقي في بعض الأجزاء المستوردة من ثقافتنا العربية، وهذا لسان حال السابقين، وأما اللاحقون فهم على ذات منهج الأبراج العاجية في التعامل مع غيرهم، أما وصلتكم مصطلحات الحط من قيمة النفس البشرية وهي تملأ خطاباتهم ومؤلفاتهم وهم يصفون الأفراد بالدهماء والرعاع والأوباش، ولغتهم لغة «شارع»!.
النخب في واقعها تعيش أزمة التغيير وهي تنظر انفكاك الناس من حولها، وغالبية أطروحاتهم تفتقد إلى تحديد محطة الخطاب النهائية كمناط حكم عليه، ففرق شاسع بين من يقول من هؤلاء: إن خطابي موجه إلى المعنيين بالأمر من المتخصصين، وبين القائل: إن خطابي موجه إلى «الناس»، ليتضح لاحقا في ثقافة «النخبة» اختزالها الناس إلى «ثلة» من الناس، من هواة هز الرؤوس.
يا معشر النخبويين: ادفنوا بقايا «هياطكم» في قبر الخيار الأوحد، إما أن تكونوا «واحدا» من الناس، أو استمروا بنزع ردائكم على قارعة الطريق، واللي ما يشتري يتفرج!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
هذا شكل من أشكال الأسئلة المعلنة عن تأجير العقل، واحتكار الحل والربط في التغيير الاجتماعي عند فئة محددة، وسلب هبة التفكير وتعطيلها من الفئات التي لا تجري في عروقها دماء النخبة الزرقاء.
على مدار التاريخ ومنذ أن ابتدع «أفلاطون» جمهوريته التي قسم فيها المواطنين إلى ثلاث طبقات متمايزة: الملوك الفلاسفة، والعسكر، والعامة من تجار وصناع وزراع... وجعلها مبنية على التمايز في القدرات الطبيعية بين الأفراد، فكانت الحظوة للطبقتين الأولى «الملوك الفلاسفة والعسكر» كحراس للدولة، وأوصياء عليها، بينما حرم العامة ــ المشكلة للأغلبية ــ من أي حق فكري أو سياسي ممارس؛ أما الأقلية «النخبة» فهي التي تسيطر وتوجه وتتحكم، وما على الأغلبية إلا الطاعة والخضوع؛ وإن حاولت «الفعل» فإنها ستجد نفسها محاطة بقيود السيطرة التي تفرضها عليها النخبة!.
جاءت الثقافة العربية فيما بعد متخمة بالتميز الطبقي في ممارسة الفعل الاجتماعي، ومنطلقة من مدرسة أفلاطون ذاتها مع تبديل في لغة الخطاب وإضافة مفردات الانتقاص من العامة، من أشهرها مقولة واصل بن عطاء (ما اجتمعوا إلا ضروا ولا تفرقوا إلا نفعوا، فقيل له: قد عرفنا مضرة الاجتماع فما منفعة الافتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى طينه والحائك إلى حياكته والملاح إلى ملاحته والصائغ إلى صياغته)، ويزيد في الإمعان فضل البرمكي (إن الناس أربع طبقات: ملوك قدمهم الاستحقاق، ووزراء فضلتهم الفطنة والرأي، وعلية أهلهم اليسار، وأوساط ألحقهم بهم التأدب، والناس بعدهم جفاء)، وهذه المقولات تبين منهجية التفكير الطبقي في بعض الأجزاء المستوردة من ثقافتنا العربية، وهذا لسان حال السابقين، وأما اللاحقون فهم على ذات منهج الأبراج العاجية في التعامل مع غيرهم، أما وصلتكم مصطلحات الحط من قيمة النفس البشرية وهي تملأ خطاباتهم ومؤلفاتهم وهم يصفون الأفراد بالدهماء والرعاع والأوباش، ولغتهم لغة «شارع»!.
النخب في واقعها تعيش أزمة التغيير وهي تنظر انفكاك الناس من حولها، وغالبية أطروحاتهم تفتقد إلى تحديد محطة الخطاب النهائية كمناط حكم عليه، ففرق شاسع بين من يقول من هؤلاء: إن خطابي موجه إلى المعنيين بالأمر من المتخصصين، وبين القائل: إن خطابي موجه إلى «الناس»، ليتضح لاحقا في ثقافة «النخبة» اختزالها الناس إلى «ثلة» من الناس، من هواة هز الرؤوس.
يا معشر النخبويين: ادفنوا بقايا «هياطكم» في قبر الخيار الأوحد، إما أن تكونوا «واحدا» من الناس، أو استمروا بنزع ردائكم على قارعة الطريق، واللي ما يشتري يتفرج!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة