-A +A
حوار: عبد الله العريفج

وسط مخاوف من فقدان السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد، وهواجس انتشار القاعدة، خصوصا بعد الاستيلاء أخيرا على أحد مستودعات السلاح جنوب البلاد، في ظل هذه الأوضاع غير المطمئنة، يسعى النظام السياسي للخروج من الأزمة، خصوصا بوساطة سعودية تنتشل اليمن من حالة الفوضى السياسية.

وفي هذا الإطار، أكد وزيرالخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أن المخرج الحقيقي من الأزمة اليمنية يكمن في الحوار بين جميع الأطراف، والخروج باتفاق على خارطة طريق وفقا للنقاط الخمس التي قبل بها رئيس الجمهورية وصولا إلى ضمان أمن واستقرار البلاد في المستقبل.

وأوضح القربي في حوار هاتفي أجرته معه «عكاظ» أن ما يجري في بلاده شأن داخلي، لكنه شدد على أن دول مجلس التعاون الخليجي تدرك أهمية استقرار اليمن والحفاظ على وحدته مبينا أنه لم تتبلور أية وساطة سعودية لمعالجة الأزمة التي يعيشها الشارع اليمني.

ورأى الوزير اليمني أن المطالبة في الإصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة الحديثة أمور ليست مطالب للمتظاهرين ولكنها مطالب قديمة للشعب اليمني، مشيرا إلى أن المماحكات السياسية أرجأت تحقيق تلك المتطلبات.

حكمة اليمنيين

• إلى أين يتجه اليمن في هذه المرحلة التي تشهد فيها البلاد مظاهرات أدت إلى غليان شوارع الجمهورية؟

ــ أعتقد أن الشارع العربي كله يغلي وليس الشارع اليمني وهذا جزء من الظاهرة التي نراها في العالم العربي اليوم أما في ما يتعلق باتجاه الشارع اليمني فإن ذلك يعتمد على حكمة القيادة السياسية وحكمة الأحزاب السياسية في المعارضة في كيفية إطفاء هذا الغليان وأن نوجد الحلول والمعالجات للأزمة السياسية بما يحقق مطالب الشعب اليمني والشباب ويضمن الأمن والاستقرار في اليمن.

بقاء وحوار

• ولكن قسما كبيرا من الشعب اليمني يريد رحيل نظام الرئيس علي عبدالله صالح؟

ــ لكن في الوقت ذاته، هناك وكما شاهدت قسما كبيرا من اليمنيين الذين يريدون بقاء النظام وعدم رحيل الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.

• إذن ما هي السيناريوهات المتوقعة لأزمة اليمن خلال الأيام المقبلة ؟

ــ بالحوار الجاد والمسؤول الذي تغلب فيه مصلحة اليمن على أي مصالح أخرى.

• وهل تعتقد أن هناك أيادي خارجية وراء ما يجري في الشارع اليمني؟

ــ الأيادي الخارجية دائما موجودة في كل مكان وهي تستغل الظروف الداخلية في ما يحدث في اليمن.

معالجة الأزمة

• وما المخرج برأيك من نفق الأزمة الراهنة في بلادكم؟

ــ الحل أن يسير اليمنيون في اتجاه المعالجة، فالتواصل لم ينقطع وكذلك الجهود الخيرة والحكمة اليمنية ستسود في النهاية.

• وماذا عن دور الولايات المتحدة حيال الوضع المتصاعد في اليمن؟

ــ الدور الأمريكي والأوروبي كلاهما يحاول أن يرعى الحوار بين الحكومة والحزب الحاكم وأطراف المعارضة في البلاد.

عقبات الحوار

• وما العقبات التي تعترض الحوار بين أطراف الأزمة في اليمن؟

ــ العقبات تتمثل في الاتفاق على وضع خارطة طريق وفقا للنقاط الخمس التي قبل بها الرئيس علي عبدالله صالح وهو الذي قد أعلن قبوله بها واستعداده للحوار حول الآليات المتعلقة بتنفيذها، وأعتقد أن هذا هو المخرج الحقيقي الذي يضمن لليمن الأمن والاستقرارفي المستقبل.

الوساطة السعودية

• يدور حديث عن وساطة سعودية وربما عربية بين أطراف الأزمة في اليمن بما يضمن سلامة ووحدة الجمهورية.. ماذا تقولون؟

ــ لم يتبلور شيء محدد ولكننا نتأمل في أن يتحقق شيء نحو الوساطة.

• ولكن ما يجري في اليمن يعد شأنا داخليا صرفا.. أليس كذلك؟

ــ نعم هو شأن داخلي، لكنني أعتقد أن الإخوة في دول مجلس التعاون الخليجي يدركون أهمية استقرار اليمن والحفاظ على وحدته ويمكن أن يلعبوا دورا مهما مثلما يلعب الأوروبيون حاليا نحو تقريب وجهات النظر. مطالب اليمنيين

• دعني أسألك عن أبرز مطالب المتظاهرين في اليمن إذا ما استثنينا المطالبة بإسقاط النظام أورحيله؟

ــ المطالب ليس للمتظاهرين ولكنها مطالب قديمة للشعب اليمني وتتلخص في قضايا الإصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة الحديثة حيث يجب أن نبني الحقيقة على ما هو موجود وأن لا ندمر ما هو قائم لكي نبدأ من جديد..

• ولماذا لم يتحرك النظام اليمني لمعالجة وتلبية الحد الأدنى على الأقل لتحقيق مطالب الشعب اليمني كما تقول تجنبا لأزمة طاحنة يعيشها اليمن الشقيق؟

ــ لم يتحقق ذلك نتيجة للمماحكات السياسية، والحكومة على مدى سنتين في حوار مع أحزاب المعارضة لكي نتفق على إصلاحات في الدستور وإصلاحات في قانون الانتخابات ولم نتوصل إلى شيء.. أعتقد أننا الآن في الطريق وصولا إلى توافق.