عزى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس، محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ في وفاة وزير الزراعة الأسبق عبد الله محمد الدباغ الذي وافته المنية الجمعة الماضية.
كما عزى أسرة آل الدباغ كل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، إضافة إلى جمع من الأمراء والمسؤولين في الإدارات الحكومية والقناصل الأجنبية.
وشيعت جدة البارحة الأولى عبدالله محمد علي الدباغ وزير الزراعة الأسبق عن عمر يناهز الـ 92 عاما، تاركا سجلا حافلا بالإنجازات، بعد سنوات طوال صعد فيها سلم النجاح درجة درجة حتى وصل إلى القمة.
وعبر عدد من المسؤولين ورجال الأعمال عن حزنهم لفقد هذا الرجل الذي يعتبر أحد البيوتات التجارية الرئدة في الاقتصاد السعودي، وله العديد من الأعمال والنشاطات الاقتصادية المتنوعة والمساهمات الجليلة في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والخيرية.
وقال نائب رئيس غرفة جدة ورجل الأعمال مازن بترجي إن الفقيد تقلد عمله في الوزارة من الصفر حتى وصل إلى أعلى قمة في وزارة الزراعة، وحقق نجاحات كبيرة تسجل في سجله الحافل بالتميز والنجاح، ففي عهده أنشئت أول مدرسة زراعية في المملكة في مدينة الخرج لتخريج مساعدين فنيين أكمل بعضهم دراسته العليا في مصر، مشيرا إلى أن الفقيد رجل عصامي ساهم في بناء مجموعة اقتصادية قابضة متنوعة يشار إليها بالبنان والنجاح.
من جانبه قال الدكتور عبدالله صادق دحلان عضو مجلس الشورى سابقا وعضو مجلس غرفة جدة إن الفقيد يعد أحد رجال الأعمال العصاميين والمكافحين في البلاد الذي بنى نفسه بنفسه، وصعد سلم المسؤوليات درجة درجة فكان أول مهندس زراعي، ثم تقلد عدة مناصب في وزارة الزراعة قبل أن يصبح وزيرا، حقق خلال عهده الكثير من الإنجازات التي شكلت أساسا متينا للنجاحات التي حققتها الوزارة والقطاع الزراعي على السواء فيما بعد، معتبرا رحيله خسارة كبيرة للبلاد.
وبدأ الفقيد حياته العملية مبكرا حيث التحق بجامعة فؤاد الأول في الإسكندرية العام 1942م ودرس علوم الزراعة، وتخرج العام 1946م ليكون من أوائل المهندسين الزراعيين السعوديين في المملكة، وبعد تخرجه عمل في مزرعة خاصة في العام 1367هـ، وعندما أنشئت مديرية الزراعة في العام 1368هـ كان أول مهندس زراعي يعمل فيها. وفي العام 1953م أنشئت وزارة الزراعة ليعين فيها مديراً عاماً للشؤون الزراعية، ثم مديراً عاماً للوزارة وفي شهر رجب من العام 1380هـ عين وزيراً للزراعة في الوزارة التي شكلها الملك سعود رحمه الله. وكان خبر تعيينه مفاجئا له لأنه لم تكن لديه سابق فكرة عنه، لاسيما وأنه كان يمثل الرقم الرابع في سلسلة كبار موظفي وزارة الزراعة آنذاك، وبذلك أصبح رابع وزير للزراعة في المملكة بعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان أول وزير لهذه الوزارة لمدة سنتين، ثم تبعه عبد العزيز السديري لفترة وجيزة ثم خالد السديري لمدة 5 سنوات.
وبحكم كونه ابن الوزارة التي صار وزيراً لها، كان عمله استمراراً للوضع السابق ولكن في صورة أكثر تخصصية في مقابلته للمراجعين من أصحاب المصالح الزراعية والعمل على حل مشكلاتهم في إطار الإمكانات المتاحة آنذاك، خصوصا أن الخدمات الزراعية كانت محدودة آنذاك بسبب اتساع المملكة وتباعد مناطقها الزراعية وصعوبة طرق المواصلات أو انعدامها، ومحدودية الموارد المالية والإمكانات المتاحة، ومع ذلك كانت وزارة الزراعة تستخدم عدداً من المهندسين الزراعيين وموظفي الإرشاد الزراعي الذين كانوا ينتقلون من وقت إلى آخر إلى المناطق الزراعية للتعرف على احتياجات المزارعين وتقديم المساعدة الممكنة لهم.
وما يذكره الفقيد أن أهم الشكاوى كانت تدور حول نقص المياه بسبب ندرة الأمطار وغياب المعلومات الكافية عن مصادر المياه الجوفية، ومن ثم كانت الوزارة توزع مكائن سحب المياه على المزارعين وتبيعها لهم بالتقسيط على 4 سنوات بتكاليف شرائها، إلا أنهم كانوا يدفعون القسط الأول فقط، ثم يلتمسون الإعفاء من الملك فيعفيهم. ويذكر أن الوزارة في عهد مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نجحت في وضع خطة شاملة لتطوير الزراعة واستقدمت خبراء من مصر ومن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، كما أنشأت أول مدرسة زراعية في المملكة في مدينة الخرج لتخريج مساعدين فنيين أكمل بعضهم دراسته العليا في مصر.
ومن أهم المشاريع التي تحققت في فترة عمله كوزير للزراعة مشروع تثبيت الرمال في الأحساء، مشروع صرف مياه القطيف الذي افتتحه الملك سعود رحمه الله، مشروع صرف مياه الأحساء، مشروع سد وادي أبها، وإنشاء وكالة الوزارة لشؤون المياه التي بدأت تمارس أعمالها على مستوى المملكة. وبقي الدباغ وزيراً للزراعة حتى العام 1381هـ، وبعدها تحول إلى أعمال خاصة به وأنشأ مؤسسة حملت اسم «مؤسسة التنمية الزراعية»، وكان مقرها في عمارة باخشب باشا في باب مكة في جدة.
وكانت المؤسسة نواة لمجموعة الدباغ القابضة التي تمثل الآن واحدة من الشركات السعودية الرائدة ذات الملكية العائلية، والتي تضم أكثر من 30 شركة تدار ذاتيا، وتمارس أعمالاً متنوعة في 30 قطراً. وتوسعت أعمال المجموعة خلال الـ 42 سنة الأخيرة فأصبحت تغطي 5 قطاعات استراتيجية هي القطاع الزراعي والأغذية، وقطاع الطاقة، وقطاع الاتصالات ووسائل المعلومات والتقنية وقطاع التطوير العقاري وقطاع الخدمات التجارية والمالية.
وفي السنوات الأخيرة عين عبد الله الدباغ ابنه عمرو رئيساً للمجموعة، والذي استمر في منصبه هذا إلى أن صدر مرسوم ملكي كريم في 1/2/1425هـ بتعيينه محافظاً للهيئة العامة للاستثمار في المملكة بمرتبة وزير.
ويذكر أن عبدالله الدباغ ولد في العام 1340هـ في منزل والده في جدة في حارة الشام، والتحق بمدرسة الفلاح التي كانت تمثل آنذاك، المعهد التعليمي الأشهر لأبناء المدينة، ثم التحق بمدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة التي أسسها محمد طاهر الدباغ لتدريس المنهج الثانوي المصري وإعداد الطلاب للالتحاق بالجامعات المصرية التي تخرج فيها الكثير من شباب المملكة الذين عادوا لشغل وظائف حكومية مهمة. وكان الدباغ ضمن أول بعثة من الطلبة المتخرجين في مدرسة تحضير البعثات وذهب بعدها لإكمال دراسته الجامعية في مصر.
كما عزى أسرة آل الدباغ كل من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئيس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، إضافة إلى جمع من الأمراء والمسؤولين في الإدارات الحكومية والقناصل الأجنبية.
وشيعت جدة البارحة الأولى عبدالله محمد علي الدباغ وزير الزراعة الأسبق عن عمر يناهز الـ 92 عاما، تاركا سجلا حافلا بالإنجازات، بعد سنوات طوال صعد فيها سلم النجاح درجة درجة حتى وصل إلى القمة.
وعبر عدد من المسؤولين ورجال الأعمال عن حزنهم لفقد هذا الرجل الذي يعتبر أحد البيوتات التجارية الرئدة في الاقتصاد السعودي، وله العديد من الأعمال والنشاطات الاقتصادية المتنوعة والمساهمات الجليلة في المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والخيرية.
وقال نائب رئيس غرفة جدة ورجل الأعمال مازن بترجي إن الفقيد تقلد عمله في الوزارة من الصفر حتى وصل إلى أعلى قمة في وزارة الزراعة، وحقق نجاحات كبيرة تسجل في سجله الحافل بالتميز والنجاح، ففي عهده أنشئت أول مدرسة زراعية في المملكة في مدينة الخرج لتخريج مساعدين فنيين أكمل بعضهم دراسته العليا في مصر، مشيرا إلى أن الفقيد رجل عصامي ساهم في بناء مجموعة اقتصادية قابضة متنوعة يشار إليها بالبنان والنجاح.
من جانبه قال الدكتور عبدالله صادق دحلان عضو مجلس الشورى سابقا وعضو مجلس غرفة جدة إن الفقيد يعد أحد رجال الأعمال العصاميين والمكافحين في البلاد الذي بنى نفسه بنفسه، وصعد سلم المسؤوليات درجة درجة فكان أول مهندس زراعي، ثم تقلد عدة مناصب في وزارة الزراعة قبل أن يصبح وزيرا، حقق خلال عهده الكثير من الإنجازات التي شكلت أساسا متينا للنجاحات التي حققتها الوزارة والقطاع الزراعي على السواء فيما بعد، معتبرا رحيله خسارة كبيرة للبلاد.
وبدأ الفقيد حياته العملية مبكرا حيث التحق بجامعة فؤاد الأول في الإسكندرية العام 1942م ودرس علوم الزراعة، وتخرج العام 1946م ليكون من أوائل المهندسين الزراعيين السعوديين في المملكة، وبعد تخرجه عمل في مزرعة خاصة في العام 1367هـ، وعندما أنشئت مديرية الزراعة في العام 1368هـ كان أول مهندس زراعي يعمل فيها. وفي العام 1953م أنشئت وزارة الزراعة ليعين فيها مديراً عاماً للشؤون الزراعية، ثم مديراً عاماً للوزارة وفي شهر رجب من العام 1380هـ عين وزيراً للزراعة في الوزارة التي شكلها الملك سعود رحمه الله. وكان خبر تعيينه مفاجئا له لأنه لم تكن لديه سابق فكرة عنه، لاسيما وأنه كان يمثل الرقم الرابع في سلسلة كبار موظفي وزارة الزراعة آنذاك، وبذلك أصبح رابع وزير للزراعة في المملكة بعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان أول وزير لهذه الوزارة لمدة سنتين، ثم تبعه عبد العزيز السديري لفترة وجيزة ثم خالد السديري لمدة 5 سنوات.
وبحكم كونه ابن الوزارة التي صار وزيراً لها، كان عمله استمراراً للوضع السابق ولكن في صورة أكثر تخصصية في مقابلته للمراجعين من أصحاب المصالح الزراعية والعمل على حل مشكلاتهم في إطار الإمكانات المتاحة آنذاك، خصوصا أن الخدمات الزراعية كانت محدودة آنذاك بسبب اتساع المملكة وتباعد مناطقها الزراعية وصعوبة طرق المواصلات أو انعدامها، ومحدودية الموارد المالية والإمكانات المتاحة، ومع ذلك كانت وزارة الزراعة تستخدم عدداً من المهندسين الزراعيين وموظفي الإرشاد الزراعي الذين كانوا ينتقلون من وقت إلى آخر إلى المناطق الزراعية للتعرف على احتياجات المزارعين وتقديم المساعدة الممكنة لهم.
وما يذكره الفقيد أن أهم الشكاوى كانت تدور حول نقص المياه بسبب ندرة الأمطار وغياب المعلومات الكافية عن مصادر المياه الجوفية، ومن ثم كانت الوزارة توزع مكائن سحب المياه على المزارعين وتبيعها لهم بالتقسيط على 4 سنوات بتكاليف شرائها، إلا أنهم كانوا يدفعون القسط الأول فقط، ثم يلتمسون الإعفاء من الملك فيعفيهم. ويذكر أن الوزارة في عهد مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نجحت في وضع خطة شاملة لتطوير الزراعة واستقدمت خبراء من مصر ومن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، كما أنشأت أول مدرسة زراعية في المملكة في مدينة الخرج لتخريج مساعدين فنيين أكمل بعضهم دراسته العليا في مصر.
ومن أهم المشاريع التي تحققت في فترة عمله كوزير للزراعة مشروع تثبيت الرمال في الأحساء، مشروع صرف مياه القطيف الذي افتتحه الملك سعود رحمه الله، مشروع صرف مياه الأحساء، مشروع سد وادي أبها، وإنشاء وكالة الوزارة لشؤون المياه التي بدأت تمارس أعمالها على مستوى المملكة. وبقي الدباغ وزيراً للزراعة حتى العام 1381هـ، وبعدها تحول إلى أعمال خاصة به وأنشأ مؤسسة حملت اسم «مؤسسة التنمية الزراعية»، وكان مقرها في عمارة باخشب باشا في باب مكة في جدة.
وكانت المؤسسة نواة لمجموعة الدباغ القابضة التي تمثل الآن واحدة من الشركات السعودية الرائدة ذات الملكية العائلية، والتي تضم أكثر من 30 شركة تدار ذاتيا، وتمارس أعمالاً متنوعة في 30 قطراً. وتوسعت أعمال المجموعة خلال الـ 42 سنة الأخيرة فأصبحت تغطي 5 قطاعات استراتيجية هي القطاع الزراعي والأغذية، وقطاع الطاقة، وقطاع الاتصالات ووسائل المعلومات والتقنية وقطاع التطوير العقاري وقطاع الخدمات التجارية والمالية.
وفي السنوات الأخيرة عين عبد الله الدباغ ابنه عمرو رئيساً للمجموعة، والذي استمر في منصبه هذا إلى أن صدر مرسوم ملكي كريم في 1/2/1425هـ بتعيينه محافظاً للهيئة العامة للاستثمار في المملكة بمرتبة وزير.
ويذكر أن عبدالله الدباغ ولد في العام 1340هـ في منزل والده في جدة في حارة الشام، والتحق بمدرسة الفلاح التي كانت تمثل آنذاك، المعهد التعليمي الأشهر لأبناء المدينة، ثم التحق بمدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة التي أسسها محمد طاهر الدباغ لتدريس المنهج الثانوي المصري وإعداد الطلاب للالتحاق بالجامعات المصرية التي تخرج فيها الكثير من شباب المملكة الذين عادوا لشغل وظائف حكومية مهمة. وكان الدباغ ضمن أول بعثة من الطلبة المتخرجين في مدرسة تحضير البعثات وذهب بعدها لإكمال دراسته الجامعية في مصر.