أجهزت النيران على تاريخ جدة والتهمت كثيرا من منازلها الأثرية الواقعة في المنطقة الأثرية، وكان آخرها الحريق الذي شب أخيرا في أوقاف آل نصيف.
عدد المنازل التاريخية المفقودة تجاوز إلى أكثر من 200 منزل خلال الـ30 عاما الماضية، بحسب مصادر رسمية، في حين أن المنطقة التاريخية تضم 557 منزلا تبقى منها ما يقارب 350 منزلا.
خبراء ووجهاء يطلقون تحذيراتهم بين الفينة والأخرى، مشددين على ضرورة الحفاظ على تاريخ جدة الذي تمثل أغلبه المنطقة التاريخية، وحماية المنازل الأثرية من الأخطار المتنوعة وعلى رأسها الأمطار.
آخر إحصائية تشير إلى انهيار عشرات المباني القديمة وسط حارات جدة، إذ بلغ عددها نحو مائة منزل جميعها تمثل عبقا وإرثا كبيرا، ورغم إحاطة الحاضر بتلك المباني من خلال مبان حديثة إلا أنها لم تقها شر السقوط المر.
ويحذر أهالي تلك الأحياء من المخاطر المحيطة بالمباني المتضررة الأخرى، كما ينادي أعيان البلد بالمحافظة على تلك المباني التي تمثل إرثا تاريخيا وعبقا حضاريا.
تفريط كبير
يؤكد الناشط المعروف أحد أعيان جدة محمد سعيد طيب أن هناك تفريطا كبيرا من الكل فيما يتعلق بالحفاظ على المنطقة التاريخية، مشيرا إلى أن «المسؤولية ليست مقصورة على الجهات المختصة فحسب وإنما المجتمع مسؤول أيضا عن هذا التفريط بشكل مباشر».
ويضيف «آن الأوان للحفاظ على ما تبقى من المنطقة الأثرية وإحاطتها بأوثق الضمانات لعدم تكرار ماحصل أو تعرضها لأي طارئ»
وأكد الطيب أن الحرائق التي تشب في المنطقة التاريخية بين الآونة والأخرى ليست طارئة، مضيفا «مهما كانت المبررات فإن الإهمال الجسيم موجود ولا يمكن قبوله»، وقال «الأمم الراقية المقدرة للعلم وقيمه والتراث والحضارة وتعلي من شأنها تحافظ على آثارها ومقتنياتها».
الإهمال الشديد
أما الكاتب الصحافي عبدالله فراج الشريف، أوضح أن الآثار بصفة عامة تعاني من إهمال شديد وتفتقد إلى الترميم، مشيرا إلى أن الإهمال والعداء الشديدين للآثار والمواقع الأثرية في ثقافة البعض بزعم أنها تقود للشرك، يولد محاولات للاعتداء عليها.
وذكر الشريف أن الآثار مهملة من جانب الجهات المختصة والمجتمع على حد سواء «هيئة السياحة جاءت متأخرة بعد ضياع كثير من تلك المنازل ما تسبب في ضياع الواجهة المعمارية التي كانت تميز جدة»، مضيفا «المجتمع مسؤول أيضا عما يتعلق بالتوعية بالآثار والحفاظ عليها»، داعيا إلى الحفاظ على الآثار القليلة المتبقية.
مخازن التجار
ويشير الكاتب الأديب الدكتور عاصم حمدان، إلى أن الفضل في الاحتفاظ بالمنطقة التاريخية يعود ـ بعد الله ـ إلى المهندس محمد سعيد فارسي، موضحا أن الحقبة التي أتت بعده لم تشهد إجراءات مراقبة احترازية للحفاظ على المنطقة.
وأضاف «نرى محاولات من هنا وهناك لكنها محدودة ولا تفي بالغرض، فالمنطقة نسيت من قبل الجهات المختصة، ولم يتم استكمال الخطوات التي أداها الفارسي».
وزاد «المنطقة التاريخية تحولت لمخازن للتجار أو سكن للوافدين ولم توضع إجراءات للمتخلفين والوافدين، فكيف دخلوا وسكنوا فيها».
وأوضح حمدان أن الذين استخدموا تلك المناطق أماكن لتخزين البضائع لم يلتفتوا لإجراءات السلامة أو يتقيدوا بها، مشيرا إلى أنه «مع مرور الزمن تآكلت المنطقة والمساجد الأثرية ومنها مسجد الإمام الشافعي».
وأضاف «لم أشهد الجهات تعيد ترميم وبناء هذه المساجد التي تحوي كتاتيب وقصبات»، فضلا عن ضعف الرعاية للأماكن التي تحتوي الأوقاف القديمة، مشيرا إلى أنه «لا توجد لهذه الأماكن وسائل حماية من الدمار والحريق».
وقال «أخشى اليوم الذي تضطر فيه الجهات المسؤولة إلى هدم وإزالة هذه المنطقة لإقامة البناء عليها»، مشيرا إلى أن ذلك «خسارة كبيرة لتاريخ جدة الحضاري والعمراني».
التحقيقات جارية
وبسؤال مدير عام الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي، عن أسباب الحريق ومدى التوصل إلى نتائج بشأنه، أفاد بأن التحقيقات ماتزال جارية ولم يتم الكشف عن ملابسات الحريق.
وأضاف «عادة ما يكون السبب عدم وعي العمالة الوافدة التي تقطن تلك المنطقة ولاتكترث بأهميتها»، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء وجدوا أن تلك المنازل مقسمة على شكل غرف للعزاب وكل منها تحوي مطبخا يئن من المخاطر المحيطة به كالتمديدات الكهربائية الخطيرة ووجود أنابيب الغاز.
وزاد: واجهنا أثناء إطفاء الحريق الأخير ثلاثة انفجارات رهيبة نتيجة لوجود أنابيب الغاز، مضيفا «هذه العوامل تتسبب في تصدع البناء وسقوطه».
وأكد الجداوي أن الدفاع المدني وجه نداءات متكررة من خلال اللجان المهتمة بتلك المنطقة، إضافة إلى البلدية المسؤولة عنها لإجراء احترازات وقائية تحول دون تكرار الحوادث، مشيرا إلى أنهم قدموا توصيات عديدة من شأنها المحافظ على تلك المنطقة. وقال: لازلنا نخشى أن ينقرض تاريخ جدة بسبب عمالة لا تستشعر قيمة التاريخ.
وبين مدير الدفاع المدني في جدة أن بلدية جدة التاريخية هي المسؤول الأول عن وقوع الحادثة، إذ إن الدفاع المدني حذر من تسكين العمالة الوافدة التي لا تكترث بوسائل السلامة وقيمة المباني التي تسكنها، مشيرا إلى أن أحد الحلول التي قدمتها إدارته «إسكان الوافدين بموافقة كفلائهم لسهولة محاسبتهم حال وقوع مخالفات تؤدي للمخاطر».
وقال «للأسف طرحنا هذه التوصيات ومع ذلك لم تنفذ، ولا أعرف ما السبب في ذلك».
دور البلدية
بدوره، رفض مدير بلدية جدة التاريخية والمشرف على إدارة السياحة والثقافة السابق في أمانة جدة المهندس سامي نوار الرد على تصريحات الجداوي، مبينا جهود البلدية في الحفاظ على المنطقة التاريخية.
وقال نوار «لو راجعنا أعداد المنازل التي شبت فيها الحرائق خلال المدة الماضية لوجدنا انخفاض العدد وتقلصه من 5 ـ 4 حرائق في السنة إلى أقل من ذلك بكثير».
ورأى أن الوضع في المنطقة التاريخية جيد في ظل عدد من الإجراءات التي اتخذتها البلدية للحفاظ على المنطقة وتأمين وسائل السلامة فيها، مضيفا «أقنعنا الملاك بتركيب طفايات حريق وتمديدات لخزان مياه لزيادة توصيل المياه المطلوبة للدفاع المدني؛ تخفيفا لدخول الآليات الكبيرة إلى المنطقة».
كما أشار نوار إلى جهود التوعية التي تؤديها البلدية للحفاظ على المنطقة، موضحا أن ذلك يؤدي للتخفيف من إهمال أصحاب المنازل الأثرية لها، الأمر الذي كان سببا في اشتعال الحرائق في وقت سابق.
وأرجع السبب في اشتعال الحرائق في المنازل الأثرية إلى إهمال أصحابها وهجرانهم لها، ما أدى لتجمع مياه الأمطار فيها وجعلها عرضة للسقوط والتهالك.
وقال أوجدنا حلولا تشجيعية للملاك بطلب إعادة استخدام تلك المنازل مع احترام المبنى والحفاظ على هويته، وبما لا يجعله مخالفا لتعليمات اليونسكو التي حددت ضوابط لتسجيل المدينة في سجل التراث العالمي.
وأضاف «لدينا خطة تشغيلية للمنطقة التاريخية على أحدث الطرق المعمول بها في المناطق الأثرية في العالم، وبما يضمن حياة مستدامة وحفاظا على التراث».
احترازات وقائية
وعن الاحترازات التي وضعتها اللجنة لحماية المنطقة في الوقت الحالي، أوضح نوار أن اللجنة حظرت إنشاء المستودعات في المنطقة، فضلا عن منع إدخال المواد الخطرة والسائلة والأحمال الزائدة، والتسليك الكهربائي الخاطيء وكل ما يؤدي لتضرر مبانيها.
ونبه إلى أن البلدية شجعت الملاك أيضا على الترميم للحفاظ على المباني، وعملت على تفعيل دور المجتمع وتوعيته في الحفاظ على الآثار، داعيا الإعلام إلى التفاعل مع البلدية لتحقيق الهدف المطلوب.
ولم يخف نوار وجود عوائق تواجه عمل البلدية حيال خطتها في حماية المنطقة الأثرية من الأضرار، مشيرا إلى أن ذلك أمر اعتيادي يكتنف كل الأعمال، لكنهم يسعون إلى تلافيها. وثمن نوار دور جمعية البيئة السعودية في الحفاظ على المنطقة من خلال الفرق التطوعية المشاركة في ذلك، موضحا أن هذا العمل مسؤولية الجميع وليس مقصورا على الجهات الرسمية.
وزارة الأوقاف
وفيما يتعلق بدور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الحفاظ على الأوقاف القديمة، أوضح مدير فرع الوزارة في جدة فهيد البرقي أن الوزارة مسؤولة عن الأوقاف التابعة لها، مشيرا إلى أن الوزارة ليست مسؤولة عن الأوقاف الأهلية التي يعود ريعها للأفراد.
عدد المنازل التاريخية المفقودة تجاوز إلى أكثر من 200 منزل خلال الـ30 عاما الماضية، بحسب مصادر رسمية، في حين أن المنطقة التاريخية تضم 557 منزلا تبقى منها ما يقارب 350 منزلا.
خبراء ووجهاء يطلقون تحذيراتهم بين الفينة والأخرى، مشددين على ضرورة الحفاظ على تاريخ جدة الذي تمثل أغلبه المنطقة التاريخية، وحماية المنازل الأثرية من الأخطار المتنوعة وعلى رأسها الأمطار.
آخر إحصائية تشير إلى انهيار عشرات المباني القديمة وسط حارات جدة، إذ بلغ عددها نحو مائة منزل جميعها تمثل عبقا وإرثا كبيرا، ورغم إحاطة الحاضر بتلك المباني من خلال مبان حديثة إلا أنها لم تقها شر السقوط المر.
ويحذر أهالي تلك الأحياء من المخاطر المحيطة بالمباني المتضررة الأخرى، كما ينادي أعيان البلد بالمحافظة على تلك المباني التي تمثل إرثا تاريخيا وعبقا حضاريا.
تفريط كبير
يؤكد الناشط المعروف أحد أعيان جدة محمد سعيد طيب أن هناك تفريطا كبيرا من الكل فيما يتعلق بالحفاظ على المنطقة التاريخية، مشيرا إلى أن «المسؤولية ليست مقصورة على الجهات المختصة فحسب وإنما المجتمع مسؤول أيضا عن هذا التفريط بشكل مباشر».
ويضيف «آن الأوان للحفاظ على ما تبقى من المنطقة الأثرية وإحاطتها بأوثق الضمانات لعدم تكرار ماحصل أو تعرضها لأي طارئ»
وأكد الطيب أن الحرائق التي تشب في المنطقة التاريخية بين الآونة والأخرى ليست طارئة، مضيفا «مهما كانت المبررات فإن الإهمال الجسيم موجود ولا يمكن قبوله»، وقال «الأمم الراقية المقدرة للعلم وقيمه والتراث والحضارة وتعلي من شأنها تحافظ على آثارها ومقتنياتها».
الإهمال الشديد
أما الكاتب الصحافي عبدالله فراج الشريف، أوضح أن الآثار بصفة عامة تعاني من إهمال شديد وتفتقد إلى الترميم، مشيرا إلى أن الإهمال والعداء الشديدين للآثار والمواقع الأثرية في ثقافة البعض بزعم أنها تقود للشرك، يولد محاولات للاعتداء عليها.
وذكر الشريف أن الآثار مهملة من جانب الجهات المختصة والمجتمع على حد سواء «هيئة السياحة جاءت متأخرة بعد ضياع كثير من تلك المنازل ما تسبب في ضياع الواجهة المعمارية التي كانت تميز جدة»، مضيفا «المجتمع مسؤول أيضا عما يتعلق بالتوعية بالآثار والحفاظ عليها»، داعيا إلى الحفاظ على الآثار القليلة المتبقية.
مخازن التجار
ويشير الكاتب الأديب الدكتور عاصم حمدان، إلى أن الفضل في الاحتفاظ بالمنطقة التاريخية يعود ـ بعد الله ـ إلى المهندس محمد سعيد فارسي، موضحا أن الحقبة التي أتت بعده لم تشهد إجراءات مراقبة احترازية للحفاظ على المنطقة.
وأضاف «نرى محاولات من هنا وهناك لكنها محدودة ولا تفي بالغرض، فالمنطقة نسيت من قبل الجهات المختصة، ولم يتم استكمال الخطوات التي أداها الفارسي».
وزاد «المنطقة التاريخية تحولت لمخازن للتجار أو سكن للوافدين ولم توضع إجراءات للمتخلفين والوافدين، فكيف دخلوا وسكنوا فيها».
وأوضح حمدان أن الذين استخدموا تلك المناطق أماكن لتخزين البضائع لم يلتفتوا لإجراءات السلامة أو يتقيدوا بها، مشيرا إلى أنه «مع مرور الزمن تآكلت المنطقة والمساجد الأثرية ومنها مسجد الإمام الشافعي».
وأضاف «لم أشهد الجهات تعيد ترميم وبناء هذه المساجد التي تحوي كتاتيب وقصبات»، فضلا عن ضعف الرعاية للأماكن التي تحتوي الأوقاف القديمة، مشيرا إلى أنه «لا توجد لهذه الأماكن وسائل حماية من الدمار والحريق».
وقال «أخشى اليوم الذي تضطر فيه الجهات المسؤولة إلى هدم وإزالة هذه المنطقة لإقامة البناء عليها»، مشيرا إلى أن ذلك «خسارة كبيرة لتاريخ جدة الحضاري والعمراني».
التحقيقات جارية
وبسؤال مدير عام الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي، عن أسباب الحريق ومدى التوصل إلى نتائج بشأنه، أفاد بأن التحقيقات ماتزال جارية ولم يتم الكشف عن ملابسات الحريق.
وأضاف «عادة ما يكون السبب عدم وعي العمالة الوافدة التي تقطن تلك المنطقة ولاتكترث بأهميتها»، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء وجدوا أن تلك المنازل مقسمة على شكل غرف للعزاب وكل منها تحوي مطبخا يئن من المخاطر المحيطة به كالتمديدات الكهربائية الخطيرة ووجود أنابيب الغاز.
وزاد: واجهنا أثناء إطفاء الحريق الأخير ثلاثة انفجارات رهيبة نتيجة لوجود أنابيب الغاز، مضيفا «هذه العوامل تتسبب في تصدع البناء وسقوطه».
وأكد الجداوي أن الدفاع المدني وجه نداءات متكررة من خلال اللجان المهتمة بتلك المنطقة، إضافة إلى البلدية المسؤولة عنها لإجراء احترازات وقائية تحول دون تكرار الحوادث، مشيرا إلى أنهم قدموا توصيات عديدة من شأنها المحافظ على تلك المنطقة. وقال: لازلنا نخشى أن ينقرض تاريخ جدة بسبب عمالة لا تستشعر قيمة التاريخ.
وبين مدير الدفاع المدني في جدة أن بلدية جدة التاريخية هي المسؤول الأول عن وقوع الحادثة، إذ إن الدفاع المدني حذر من تسكين العمالة الوافدة التي لا تكترث بوسائل السلامة وقيمة المباني التي تسكنها، مشيرا إلى أن أحد الحلول التي قدمتها إدارته «إسكان الوافدين بموافقة كفلائهم لسهولة محاسبتهم حال وقوع مخالفات تؤدي للمخاطر».
وقال «للأسف طرحنا هذه التوصيات ومع ذلك لم تنفذ، ولا أعرف ما السبب في ذلك».
دور البلدية
بدوره، رفض مدير بلدية جدة التاريخية والمشرف على إدارة السياحة والثقافة السابق في أمانة جدة المهندس سامي نوار الرد على تصريحات الجداوي، مبينا جهود البلدية في الحفاظ على المنطقة التاريخية.
وقال نوار «لو راجعنا أعداد المنازل التي شبت فيها الحرائق خلال المدة الماضية لوجدنا انخفاض العدد وتقلصه من 5 ـ 4 حرائق في السنة إلى أقل من ذلك بكثير».
ورأى أن الوضع في المنطقة التاريخية جيد في ظل عدد من الإجراءات التي اتخذتها البلدية للحفاظ على المنطقة وتأمين وسائل السلامة فيها، مضيفا «أقنعنا الملاك بتركيب طفايات حريق وتمديدات لخزان مياه لزيادة توصيل المياه المطلوبة للدفاع المدني؛ تخفيفا لدخول الآليات الكبيرة إلى المنطقة».
كما أشار نوار إلى جهود التوعية التي تؤديها البلدية للحفاظ على المنطقة، موضحا أن ذلك يؤدي للتخفيف من إهمال أصحاب المنازل الأثرية لها، الأمر الذي كان سببا في اشتعال الحرائق في وقت سابق.
وأرجع السبب في اشتعال الحرائق في المنازل الأثرية إلى إهمال أصحابها وهجرانهم لها، ما أدى لتجمع مياه الأمطار فيها وجعلها عرضة للسقوط والتهالك.
وقال أوجدنا حلولا تشجيعية للملاك بطلب إعادة استخدام تلك المنازل مع احترام المبنى والحفاظ على هويته، وبما لا يجعله مخالفا لتعليمات اليونسكو التي حددت ضوابط لتسجيل المدينة في سجل التراث العالمي.
وأضاف «لدينا خطة تشغيلية للمنطقة التاريخية على أحدث الطرق المعمول بها في المناطق الأثرية في العالم، وبما يضمن حياة مستدامة وحفاظا على التراث».
احترازات وقائية
وعن الاحترازات التي وضعتها اللجنة لحماية المنطقة في الوقت الحالي، أوضح نوار أن اللجنة حظرت إنشاء المستودعات في المنطقة، فضلا عن منع إدخال المواد الخطرة والسائلة والأحمال الزائدة، والتسليك الكهربائي الخاطيء وكل ما يؤدي لتضرر مبانيها.
ونبه إلى أن البلدية شجعت الملاك أيضا على الترميم للحفاظ على المباني، وعملت على تفعيل دور المجتمع وتوعيته في الحفاظ على الآثار، داعيا الإعلام إلى التفاعل مع البلدية لتحقيق الهدف المطلوب.
ولم يخف نوار وجود عوائق تواجه عمل البلدية حيال خطتها في حماية المنطقة الأثرية من الأضرار، مشيرا إلى أن ذلك أمر اعتيادي يكتنف كل الأعمال، لكنهم يسعون إلى تلافيها. وثمن نوار دور جمعية البيئة السعودية في الحفاظ على المنطقة من خلال الفرق التطوعية المشاركة في ذلك، موضحا أن هذا العمل مسؤولية الجميع وليس مقصورا على الجهات الرسمية.
وزارة الأوقاف
وفيما يتعلق بدور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في الحفاظ على الأوقاف القديمة، أوضح مدير فرع الوزارة في جدة فهيد البرقي أن الوزارة مسؤولة عن الأوقاف التابعة لها، مشيرا إلى أن الوزارة ليست مسؤولة عن الأوقاف الأهلية التي يعود ريعها للأفراد.