يسدل الستار على كلاسيكو إسبانيا الليلة خلال المواجهة الخامسة التي تجمع فريقي برشلونة وريال مدريد على ملعب كامب نو في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ويحتاج برشلونة صاحب ثلاثة ألقاب للمسابقة إلى الفوز أو التعادل بأية نتيجة لإعلان وصوله للنهائي للمرة السابعة في تاريخه أو الخسارة بهدف على أقل تقدير لإعلان ذلك رسميا، قياسا بنتيجة مواجهة الذهاب التي آلت نتيجتها لمصلحته (2/0) في معقل الريال الملكي. وبرغم الشد والجذب الذي صاحب اللقاء الماضي والاتهامات التي وجهها البرتغالي مورينيو للاتحاد الأوروبي وخصمه، إلا أن الأمور تبدو محسومة لصاحب الأرض الذي عرف كيف يرد التحية على خسارة كأس الملك، لتتضاءل بذلك فرصة مورينيو الساعي إلى أن يكون أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة، بعد أن أحرزه سابقا مع بورتو (2004) وإنتر ميلان الايطالي (2010).
برشلونة x ريال مدريد
أصبح المضيف على بعد خطوة واحدة للوصول لملعب ويمبلي الذي سيحتضن نهائي النسخة الحالية بعد نجاحه ذهابا في تحقيق نتيجة إيجابية سهلت كثيرا مهمته وحساباته، علاوة على ذلك أظهر الفريق أصالته من خلال عودته السريعة من كبوته المحلية بخسارة كأس الملك، إذ عاد للواجهة الأوروبية من جديد وفي الوقت المناسب، واضعا خصمه أمام حسابات معقدة لإعادة التوازن للمعادلة بينهما، ونجح غوارديولا المعروف بهدوئه في التعامل مع عبقرية خصمه مورينيو، حيث عالج الأخطاء التي ظهر بها فريقه في نهائي المستايا مستفيدا من سلبيات دفاعات خصمه والتي استغلها كما يجب، وهو أكد أكثر من مرة أنه لن يضمن بعد الوصول للنهائي إذ رهن ذلك بضرورة النجاح في لقاء الرد للبعد عن الحسابات التي قد ترمي به خارج المنافسة، وهو اقترب بشكل كبير من تحقيق مبتغاه والوصول للمرة الثانية بالبرشا إلى نهائي البطولة بعد نسخة 2008 ــ 2009م عندما توج باللقب على حساب مانشستر يونايتد (2/0)، كما يسعى لمعانقة الذهب للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام (1992 بفوزه على سامبدوريا الإيطالي (1/1) على ملعب ويمبلي، أيضا في عام 2006 بفوزه آرسنال (2/1) على ملعب فرنسا في باريس) وأخيرا عام 2009 عندما حقق اللقب على حساب مانشستر يونايتد (2/0) على ملعب الأوليمبيكو في العاصمة الإيطالية روما، ولأجل ذلك سيعمل بقوة للخروج من هذه المواجهة بأقل مجهود لتحقيق الاستعداد الأمثل للمواجهة النهائية إذا ما أحسن التعامل في لقاء الإياب الذي سيقام على ملعبه وبين أنصاره، وسيعتمد البرشا على ذات الأسماء التي مثلت الفريق في اللقاء السابق، ويأتي أبرزهم الأرجنتيني الداهية ميسي الذي رفع رصيده إلى 11 هدفا في المسابقة هذا الموسم، و52 في جميع المسابقات، وإلى 179 هدفا منذ صعوده إلى الفريق الأول عام 2004، ليصبح بذلك ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي الكاتالوني بعد سيزار رودريغيز (235) والسلوفاكي لازلو كوبالا (194)، إلأ أن الرؤية تبدو غامضة حول مشاركته في اللقاء بعد أن أثبتت الفحوصات الطبية وجود تمزق عضلي وبعض الكدمات جراء التدخلات العنيفة التي مورست ضده، إلى جانب الاعتماد على بيدرو، دافيد فيا، تشابي، بايول، ألفيش، جيراد بيكيه وآخرين.
في الجهة الأخرى، يبدو أن الريال سيواجه مصير الخروج المر من المسابقة على غرار السنوات الست الماضية التي ودع فيها البطولة من دور الـ16 بعد أن فرط في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعبه، علاوة على ذلك سيفتقد الفريق لخدمات مدافعه الصلب البرتغالي بيبي نظرا لطرده في المواجهة السابقة إلى جانب غياب سامي خضيرة للإصابة، كما أن مدربه البرتغالي مورينيو ربما يواجه عقوبة الإيقاف نظرا للتهم التي وجهها للاتحاد الأوروبي بمحاباة البرشا، مستذكرا المواقف التي حدثت له خصيصا أمام برشلونة أبان إشرافه على تشلسي وإنتر ميلان، وهو اعترف بصعوبة المهمة على ملعب خصمه بل أكد أن الفريق قريبا من الخروج بناء على حساباته الفنية، إلا أنه شدد على أهمية تحقيق نتيجة إيجابية على أقل تقدير لحفظ ماء الوجه وإرضاء أنصار الفريق الغاضبة من غياب اللقب عن خزائن الفريق منذ العام 2002 عندما تخطى البرشا بالتحديد في نصف النهائي قبل أن يتوج باللقب لاحقا، وسيكون الريال في وضع لا يحسد عليه خاصة مع التخوف من تكرار نتيجة الدور الأول في الليغا عندما خسر بخماسية نظيفة على الكامب نو.
وبالنظر واقعيا في حظوظ الفريقين نجد أن برشلونة قريب جدا من التأهل نظرا لتمتعه بعوامل إيجابية عديدة، يأتي في مقدمتها نتيجة الذهاب، إلى جانب عاملي الأرض والجمهور وجاهزية جميع العناصر المؤثرة، وعلى النقيض تماما فإن حظوظ الريال تبدو صعبة جدا وهو قريبا من وداع المسابقة إلا إذا أحدث مفاجأة على ملعب كامب نو بتحقيق الفوز بثلاثة أهداف، أو تعديل النتيجة بتسجيل هدفين نظيفين لتمديد المباراة لوقت إضافي.