-A +A
خلف الحربي
كل الأزمات في هذا العالم مفتعلة بما في ذلك أزمة الأسمنت التي ظهرت علينا فجأة قبل أسبوع أو أكثر، الخبراء يؤكدون أن مصانع الأسمنت لديها فائض في الإنتاج ولكن الموزعين ــ وخصوصا في المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية ــ افتعلوا هذه الأزمة لزيادة الأسعار، وزارة التجارة (الله يعطيها الصحة والعافية ويخلي لها عيالها) تحركت لتدعو المواطنين لتسجيل أسمائهم في قوائم انتظار طويلة على آمل الحصول على 20 كيس أسمنت لكل مواطن.. (يعني يمديك تضبط العتبة والبلاط وتبني البيت بعد خمس سنين!).
**
لطخة الأسمنت على الجدار المتصدع لا تجعله متماسكا بل تفضحه أمام البعيد والقريب مؤكدة أن هذا الجدار متصدع، هذا هو حال التعامل العنيف الذي تبديه بعض الدول العربية مع احتجاجات الشارع.. لطخة أسمنت لا تخفي الصدع القديم.
**
الفارق بين خلطة الأسمنت ولطخة الأسمنت ترتيب حرف واحد فقط.. وخلطة البداية هي التي تصنع لطخة العار في النهاية!
**
هل تعرفون الدرج حين يكون أسمنتيا تماما في مبنى قيد الإنشاء؟ ..تلك الدرجات العارية والمحفوفة بالأخشاب والممهورة بآثار أقدام عمال البناء تشبه تماما السلم الوظيفي، لا أحد يترقى.. لا أحد يصعد إلى الأعلى بسهولة!
**
كل القراء الكرام فهموا المقصود من مقالات نانسي وهيفاء وأليسا، العديد من الزملاء الكتاب ومقدمي البرامج الحوارية علقوا على السخرية بسخرية أكبر، حتى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة اقترح خلال تصريحه الذي أكد فيه عدم وجود قيود على الصحافة أن أتولى رئاسة تحرير مجلة فنية تصدرها الوزارة، باختصار كل سكان المملكة العربية السعودية فهموا اللقطة الساخرة البسيطة باستثناء الدكتور (أسمنت بن عظم البلكة) الذي لم يفهم الموضوع لأسباب أسمنتية! فقد كتب في إحدى الصحف الزميلة مقالة أكد فيها أن الكتابة عن نانسي وهيفاء أو عن القمل والحشرات (في إشارة للزميلة حليمة مظفر) دليل على أن الكاتب لم يجد مواضيعا للكتابة! تأملت قليلا صورة الزميل فتيقنت أنه السبب الحقيقي لأزمة الأسمنت!.. (الرجال ما خلى ولا كيس بالسوق ومع ذلك ما هي عاجبته نانسي عجرم!)
**
منذ أن كتبت في «عكـاظ» الحبيبة لم أنجح في الحصول على أية إجازة، عامان ونصف دون أية فرصة لالتقاط الأنفاس حتى في الصيف، في كل مرة يقولون لي: (هذا الوقت بالذات ما يصلح للإجازة) وأصدقهم (لأني غلبان).. وهكذا استمرت العجلة تدور حتى أصبحت الورقة البيضاء أكثر خشونة من ورقة قطعت من كيس أسمنت قديم، عموما لقد أسميت هذه الجمعة (جمعة الأسمنت) وحاصرت نفسي قائلا لنفسي: (ارحل)! ..سأغيب في إجازة قصيرة لزوم الأسمنت! ..(فتكم بعافية) ولكم محبة في القلب تتجاوز كل حواجز الأسمنت.




KLFHRBE@GMAIL.COM


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة