يعتبر التيار الحركي الإسلامي في وسطنا الاجتماعي نموذجا صارخا لحالة «التشظي»، التي تتمثل في تعدد التيارات داخل التيار الواحد وبالتالي تحول أدبيات الخطاب الحركي من موضع التنظير إلى خانة التأزم داخل الصف الواحد، ورغم أن الانقسامات يمكن تفهمها وتوقع حدوثها في أي إطار مؤدلج وقد تعبر عن النضج والإنفلات من سلطة التيار والمضي في عجلة التحديث؛ إلا سمة «الصوت العالي» هي السائدة في نزاع التيارات الحركية الإسلامية ومردها خاضع لعقدة «الخصم» التي تشغل هاجس كثير من الحركيين بأهمية وجود الخصم كحالة لإثبات الوجود وحشد المريدين لمجابهته، ولذلك أصبح مفهوم «المواجهة» هو السائد في التيار الحركي الإسلامي بعيدا عن مفهوم «المشاركة»، الأمر الذي فتح الأبواب على أزمة الخطاب الإسلامي وممانعة تنظيماته لمشاريع المراجعة والتجديد باعتبارها استلابا للمكتسبات المتحققة وتحريضا للأتباع على الخروج من منظومة الحركة وأن يتحول زغب الطير الصغير إلى ريش يؤهله للطيران في عالم الأفكار الرحب.
التيارات الحركية داخل ما يعرف بـ «منظومة العمل الإسلامي» لم تعد سرا عند أدنى المتابعين رغم إيمان أتباعها المطلق بسرية العمل، ونزاعهم لم يصبح أسيرا داخل جدران الحركة الواحدة، ولعل التحولات والانقسامات التي واكبت في السنتين الأخيرتين حركة الإخوان المسلمين في مصر ثم الأردن تمثل شاهدا على أن الابن البار لم يعد يستهويه مسك اللسان أمام حركة النضج الفطرية للأفكار أو الركون إلى مآثر منظري الحركات الإسلامية التي كانت إلى وقت قريب تطرح لعموم من يمرون في فترات التشكل الفكري والعقلي على كراسات مدارسهم بصفتها النظريات التي يجب أن تتبع، ورغم ذلك تحاول الحركات الإسلامية النشطة استدراك فوضى التمرد والتماهي مع نظيراتها على غرار التيار القومي وتحولاته من التيار الغالب في عصره الذهبي إلى التيار التوفيقي لكي يحفظ قليلا من ماء «أيديولوجيته»، وينصهر مع كل تيار جديد غالب، كما حدث بينه وبين التيار الإسلامي في التسعينيات.
ما يمكن تلخيصه أمام فترات المد والجزر للحركات الإسلامية أنها لم تحسب حسابا لعامل «الصدمة» بنضج رموزها المؤثرة وانعتاقهم من دائرة التيار، إذ لم يكن الإسلام حكرا على تيار يشحن عتاده خصومة ملقما من لا ينتمي إليه أكوام الحجارة، ولم يعد «الصوت العالي» حجر الزاوية في عصر كعصرنا هذا، ولا حل سوى إحياء فقه المراجعات وهدم قداسة المؤسسين أو الاعتراف بأن زمن (العنف) لوجيا قد أعلن استسلامه أمام خانة الوعي.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
التيارات الحركية داخل ما يعرف بـ «منظومة العمل الإسلامي» لم تعد سرا عند أدنى المتابعين رغم إيمان أتباعها المطلق بسرية العمل، ونزاعهم لم يصبح أسيرا داخل جدران الحركة الواحدة، ولعل التحولات والانقسامات التي واكبت في السنتين الأخيرتين حركة الإخوان المسلمين في مصر ثم الأردن تمثل شاهدا على أن الابن البار لم يعد يستهويه مسك اللسان أمام حركة النضج الفطرية للأفكار أو الركون إلى مآثر منظري الحركات الإسلامية التي كانت إلى وقت قريب تطرح لعموم من يمرون في فترات التشكل الفكري والعقلي على كراسات مدارسهم بصفتها النظريات التي يجب أن تتبع، ورغم ذلك تحاول الحركات الإسلامية النشطة استدراك فوضى التمرد والتماهي مع نظيراتها على غرار التيار القومي وتحولاته من التيار الغالب في عصره الذهبي إلى التيار التوفيقي لكي يحفظ قليلا من ماء «أيديولوجيته»، وينصهر مع كل تيار جديد غالب، كما حدث بينه وبين التيار الإسلامي في التسعينيات.
ما يمكن تلخيصه أمام فترات المد والجزر للحركات الإسلامية أنها لم تحسب حسابا لعامل «الصدمة» بنضج رموزها المؤثرة وانعتاقهم من دائرة التيار، إذ لم يكن الإسلام حكرا على تيار يشحن عتاده خصومة ملقما من لا ينتمي إليه أكوام الحجارة، ولم يعد «الصوت العالي» حجر الزاوية في عصر كعصرنا هذا، ولا حل سوى إحياء فقه المراجعات وهدم قداسة المؤسسين أو الاعتراف بأن زمن (العنف) لوجيا قد أعلن استسلامه أمام خانة الوعي.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة