-A +A
حامد عباس
بقدر سعادتي بافتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات في الرياض بقدر إحباطي! كنت أتابع الحلقات التي قدمتها في قناة العربية المذيعة الاقتصادية الرقيقة فاطمة الزهراء عن الجامعة بفخر واعتزاز للإمكانات المتاحة فيها وبالذات البنية التحتية التي بهرتني واعادتني إلى الوراء حوالى سبعة وأربعين عاما وأنا في بداية المشوار الصحفي في صحيفة الندوة المكية، عندما كان يرأس تحريرها أستاذنا الراحل حامد مطاوع (رحمه الله)، وقد أجريت لقاء مع محافظ إحدى المدن الماليزية في موسم حج مطير ليثير حديثه عن نفق الخدمات الذي يحتوي في جوفه تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والكهرباء والهاتف وكل ما يخطر على البال وما لا يخطر من خدمات حاضرة ومستقبلية.
كان المحافظ يتحدث عما هو موجود في مدينته الصغيرة، وأنا فاتح فمي دهشة مستعيدا كيف نواجه الأمطار في مدننا حينذاك ونجرف مياهها بوسائل بدائية أكثرها تقدما وايتات الصرف الصحي ولم نزل! أصبحت استرجع حديثي مع المحافظ كلما رأيت في الجو غيما، وأتحسب للمعاناة التي ستواجهها سياراتنا وتحركاتنا مع مخلفات الأمطار لمدة تطول أو تقصر حسب مزاج البلدية المعنية والإمكانات المتاحة. الآن استعيد الحجم الهائل من المبالغ التي أنفقت منذ ذلك الوقت البعيد إلى الآن وأحدث نفسي الأمارة بالسوء ماذا لو سمعنا نصح ذلك المحافظ؟، ليس لأنه النموذج الوحيد وإنما لأنها مدينة صغيرة في دولة نامية مثلنا وربما كانت لدينا ذلك الوقت إمكانات أفضل منها ومع ذلك واجهت أمطارها الموسمية بوسائل تؤمن لها استمرار الحياة والإنتاج كل الأوقات، بينما بقينا نحن نعلن حالات الطوارئ مع كل غيم ونعلق الدراسة وتتعطل عجلة الانتاج دون أسف! طبعا غير ما نعيشه من معاناة مع الحفريات لمد الكهرباء والهواتف والصرف وغيره، وعندما يسعد الحي بسفلتة جديدة يفاجأ في اليوم التالي بحفرها، وتعطر جدة مثلا سكانها ببحيرة المسك لسنوات، مع استنشاقهم عبير الوايتات كل صباح باكر أو مساء غابر! ولا ينفع الندم ولن تعيد الحسرة ما فقدناه فدعونا نتفاءل بالقادم على الأقل يكون هناك أمل في الأفق! أعود للجامعة الأكبر التي أغبطها على بنيتها التحتية التي تحتاج إليها كل المدن السعودية فأقول لقد تعلمنا درسا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في الإيثار، عندما أطلق يوم وضع حجر الأساس اسم عمته على الجامعة بدل اسمه، وفي الوقت نفسه أعطى للمجتمع إشارة واضحة عن قيمة المرأة عنده كنصف المجتمع وصنو للرجال، باعتبار أن المجتمع لا يتكامل إلا بالنصفين معا تيمنا بوالده المؤسس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) الذي كان يسبق عصره في أسلوب تعامله مع المرأة واحترامه لها، وكانت الأميرة نورة النموذج والأخت الشقيقة والمستشارة الأمينة التي يهجع إليها عندما يشعر بضيق، أو يستأنس بآرائها، أو عندما كان ينتخي فيهتف: أنا أخو نورة.

* مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493 فاكس: 026653126
hamid_abbas@yahoo.com


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة