-A +A
محمد أحمد الحساني
لم تزل بعض أقسام الشرطة وما يتبعها أو يماثلها من أجهزة أمنية تتبع عند إرسال مذكرات إلى المواطنين أو المقيمين تطلب فيها مراجعتها في أقرب وقت للأهمية أو في وقت وتاريخ تحدده الجهة الطالبة في المذكرة نفسها، لم تزل بعض تلك الأقسام تتبع أسلوبا غير جيد عند إرسالها لمذكرات الاستدعاء وهذا أخف وصف يمكن أن نصف به أسلوب تلك المذكرات حيث لا يذكر سبب الاستدعاء تصريحا ولا حتى عن طريق التلميح وإنما تأتي المذكرة جافة صارمة دون ذكر أي سبب أو معلومات تجعل المستدعى على علم بما استدعي من أجله فيعد العدة له قبل مقابلة المسؤولين في الجهة المستدعية، ولو حاول المطلوب مثوله في الموعد المحدد سؤال موظف مدني أو عسكري عن سبب استدعائه فإنه قد يجد الجواب على سؤاله هكذا: عندما تأتي تعرف السبب. وهذه الإجابة تقال له بلهجة صارمة حازمة قد تجعله يصاب بالهلع حتى يهرهر ويخرخر، وقد يأتيه الإبلاغ عن طريق عمله أو العمدة في نهاية دوام يوم الأربعاء فيستمر هلعا متوقعا أسوأ الاحتمالات لا يغمض له جفن حتى صباح يوم السبت المقبل لظنه أن الأمر جلل وأن عدم ذكر أسباب الاستدعاء وراءه ما وراءه وقد يودع زوجه وأطفاله وهو ذاهب في الموعد المحدد لاسيما إن كان من البسطاء الذين يظنون أن جميع إجراءات الاستدعاء على طريقة «خذوه فغلوه» فإذا وصل إلى الجهة المستدعية وجد أن الأمر أهون كثيرا مما كان يظن وأنه قد يكون مجرد شكوى من جار أو إجراء روتيني عادي يتعلق بمحل سكنه أو طلب شهادة منه في أمر معين يخص إنسانا آخر من زملائه في العمل أو من جيرانه في الحي، فإذا تم له ذلك وشكره رجل الأمن على تعاونه همس في سره قائلا: تعاون.. أي تعاون هذا، الله يغربل شيطانك؟!، ثم يأخذ يحدث من حوله عن «الفجعة» التي أكلها دون مبرر يذكر!.
إن جهات الاستدعاء قد تكون معذورة بعض الشيء لو أن أسباب الاستدعاء خطيرة أو حساسة كأن يكون سبب الاستدعاء متعلقا بالأعراض والأسرار الأسرية والاجتماعية أو بأمور عظيمة يخشى من وجود ضرر من تسرب أي معلومات عنها، أما القضايا البسيطة فإن ذكر سبب الاستدعاء واجب خلقي ومهني.
لقد تعاركت وأنا صغير في سن المراهقة قبل خمسين عاما مع زميل لي في المدرسة المتوسطة فشج رأسي وشججت رأسه وانتهى الأمر بعد وصوله إلى شرطة أجياد بتدخل أحد المعلمين ونقلِ المسألة إلى المدرسة ومعاقبتنا تربويا، وبعد عام جاءت مذكرة استدعاء تسلمها الوالد رحمه الله من عمدة جرول بمراجعة قسم شرطة الحي لوجود قضية تخص الابن «محمدا» أي محسوبكم!، فارتعدت فرائصي وفرائص والدي رحمه الله الذي رمقني بنظرة حادة قائلا: ما الذي فعلته هذه المرة ولم يصدقني وأنا أقسم له بأنني لم أرتكب أي خطأ، ولما راجع القسم وأنا معه وجد أن المطلوب مني كتابة تعهد بألا أتعارك مع زملائي الصغار مرة أخرى بناء على ما حصل في أجياد قبل عام من تاريخ الاستدعاء. ويبدو أن الأسلوب نفسه لم يزل قائما ومطبقا من قبل بعض القائمين على كتابة مذكرات الاستدعاء .. والله أعلم!!.


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة