ما ينتظره اللبنانيون في الأيام القليلة القادمة على صعيد القطاع التعليمي قد يشكل أزمة جيل اذا لم تتمكن الدولة من استيعاب تبعات دمار المدارس والمنشآت التعليمية في ضاحية بيروت الجنوبية وفي الجنوب أيضا. مشكلة تعكف الجهات الرسمية بالتعاون مع منظمات دولية ودول عربية للحيلولة دون تفاقمها. «عكاظ» في الحلقة «14» من سلسلة التحديات واعادة اعمار لبنان تحاول تشخيص هذه الحالة وتناقش أزمة التعليم بعد العدوان بخاصة مع الضرر المباشر الذي أصاب المدارس اللبنانية ان بسبب النزوح أو بسبب القصف وذلك في حوار مفتوح مع وزير التعليم اللبناني الدكتور خالد قباني. وفي ما يلي وقائع الحوار:
ما حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع التربوي وفي المدارس الرسمية والخاصة؟
- حجم الأضرار كبير جدا وليس لدينا رقم نهائي لأننا لا نزال نقوم بمسح ميداني على كل المناطق التي لحقت فيها الأضرار ولم يبق قطاع واحد من القطاعات الانتاجية في لبنان الا وقد دمر أو اصابه الضرر وخصوصا القطاع التربوي الذي اصابه من الضرر ما لم يصب اي قطاع آخر لأن هذا القطاع التربوي لا يمكن ان تقدر الأضرار التي لحقت به على الصعيد المادي فقط، ولكن هذا الضرر هو متماد ينسحب الى المستقبل لأن المسألة التربوية تبنى شيئا فشيئا وهناك مدارس كثيرة قد اصابها دمار كامل وخصوصا في الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق البقاع وبعلبك وسواء كانت مدارس رسمية أو خاصة وهناك مدارس تضررت بالكامل ومنها ما اصابها ضرر جزئي ويمكن ترميمها او اصلاحها في فترة زمنية قصيرة وعلى الرغم من ان حجم الضرر في القطاع التربوي كبير جدا ولكننا مصممون على اعادة بناء هذه المدارس وترميمها من جديد كي تستطيع استقبال العام الدراسي بدءا من التاسع من أكتوبر المقبل، وهناك تعاطف كبير مع لبنان خصوصا من قبل المؤسسات الدولية وقد ابدت بعض الدول العربية استعدادها كي تعيد بناء كل مدارس الجنوب منها المملكة العربية السعودية التي اخذت المبادرة الأولى اثناء القصف الاسرائيلي لانقاذ لبنان ودعمه اقتصاديا ومعنويا بأن قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله هبة 500 مليون وقدم وديعة مصرفية بمبلغ مليار دولار لدعم الاقتصاد اللبناني ومنع اهتزازه. وكان لهذه المكرمة من المملكة وقع كبير وطيب واثر عميق لدى اللبنانيين وليست هذه الوقفة الأولى التي تقفها المملكة الى جانب لبنان وهي دعمته خلال الاحداث الماضية ودعمت اقتصاده ودعمته سياسيا من خلال اقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف على ارض المملكة وما قدمت من مبادرة طيبة واحتضنت لبنان احتضانا كاملا وهي لا تزال تحتضنه حتى هذه اللحظة،
ما الإجراءات التي اتخذتموها لإنقاذ العام الدراسي؟
- اطلعت من رؤساء المناطق التربوية في النبطية والجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان وبيروت، على الاوضاع الفعلية للمباني المدرسية ومدى الاضرار في كل مدرسة وقرية، وتم طرح البدائل للمدارس المدمرة كليا من طريق استقبال التلاميذ في مدارس رسمية اخرى او في مباني المدارس المهنية او في مبان لمدارس رسمية تستخدمها البلديات راهنا ويمكن استرجاعها منهم ريثما يتم ترميم او إعادة بناء المدرسة الاساسية. وتبين من العرض ان مدرسة تبنين ما تزال حتى اليوم تأوي نازحين من بنت جبيل ومارون الراس وعيترون. كما ان هناك مباني مدرسية جديدة في عدد من القرى سيتم تسلمها من المتعهدين واستعمالها للقرى نفسها او لاستقبال تلامذة مدارس القرى المجاورة التي تم تدميرها. وأظهر المسح الاولي في محافظة الجنوب عدم الحاجة الى تكوين مدارس من البيوت الجاهزة في حال تم البدء فورا بإصلاح الاضرار في المباني المتضررة.
ما مصير الدورة الثانية للشهادات الرسمية؟
- نحن مصممون على استكمال الامتحانات حيث تم درس توزيع المواد على ايام الامتحانات واختيار مباني المدارس الملائمة لاجراء الدورة الاستثنائية. وطلبت من المسؤولين عن المدارس الخاصة إيداع المناطق التربوية في المحافظات ومصلحة التعليم الخاص، لوائح النتائج النهائية لتلامذتها (ناجح - راسب) للعام الدراسي 2005 - 2006 وذلك في موعد أقصاه الحادي والثلاثون من أكتوبر 2006، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المخالفين، على أن يبدأ التدريس الفعلي في المدارس والثانويات الرسمية ولسائر السنوات المنهجية الاثنين 16/10/2006 وذلك للعام الدراسي 2006 - 2007 فقط.
كيف تقرأ قرار مجلس الامن 1701؟ وهل هو لمصلحة لبنان؟
- القرار 1701 جاء نتيجة هذه المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق لبنان والعدوان الآثم الذي تعرض له الوطن من جنوبه إلى شماله، وكأن إسرائيل كانت قد خططت لهذا العدوان مسبقاً ووضعت كل حيثياته وهي منذ اللحظة الاولى بدأت بتدمير الطرقات والجسور وقطع تواصل المناطق بعضها مع بعض، ولم تترك لا منشأة ولا مرفأ ولا مدرسة إلا وأمطرتها بصواريخها ودمرت بصورة منهجية ومنظمة المنازل والقرى وفي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وبعض المناطق اللبنانية الأخرى في البقاع وبعلبك وعكار. ولذلك فقد تقدم لبنان بنقاطه السبع التي باتت معروفة ومشهورة من خلال الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في مؤتمر روما وضمنها الحل الذي يراه لهذه المشكلة وقد حظيت هذه النقاط بتعاطف من مختلف الدول التي كانت حاضرة ومن كل دول العالم تقريباً، وعلى هذا الأساس تمكن الرئيس السنيورة عبر اتصالاته مع عواصم القرار في العالم كله أن يغير في المسودة الاولى للمشروع الذي وضعه مجلس الامن وبخاصة المشروع الامريكي- الفرنسي. وعدل مشروع القرار الأول بحيث يأتي إلى حد ما آخذاً بعين الاعتبار مطالب لبنان وقد تضمن القرار 1701 كما يعرف الجميع نقاطاً كان قد طلبها لبنان واهمل نقاطاً اخرى كنا قد أكدنا عليها ومنها حل مسألة مزارع شبعا وأيضاً تبادل الأسرى، إلا انه حتى في هذه المسألة وضعت على الأقل على جدول أعمال مجلس الامن وفي ذلك إيجابية عسى أن يسارع الامين العام وضع التقرير اللازم من تاريخ صدور هذا القرار لحل مشكلة مزارع شبعا او لوضعها على الأقل تحت الدرس من أجل اقتراح الحلول اللازمة لها وحل هذه المشكلة حلاً نهائياً لأن إسرائيل لا تزال تحتل هذه الأرض ولم تطبق القرار 425، وفي سنة 2000 عندما استطاعت المقاومة أن تحرر أرض الجنوب بالقوة بقيت إسرائيل محتلة للمزارع وهذا ما أبقى عملية احتلال الأرض مستمرة، وأبقى هذا النزاع قائماً على الحدود اللبنانية والخط الأزرق، ونحن في هذه اللحظة نطالب مجلس الامن أن ينفذ القرار 1701 الذي لم تحترمه إسرائيل حتى الآن. فهي لم تنسحب حتى تاريخه من القرى والبلدات الجنوبية وهي أيضاً لا تزال تضرب حصارها الجوي والبحري والبري على لبنان.
هناك من يحذر من نشوب حرب اهلية في لبنان، ما رأيكم في ذلك؟
- لقد راهنت إسرائيل منذ اللحظة الاولى على الفتنة الداخلية التي سعت إليها بكل الوسائل ولم تترك وسيلة إلا واتبعتها من خلال توزيعها المناشير عبر الطائرات الحربية على كل المناطق اللبنانية من أجل ان تؤلب فريقا على آخر وان تدفع بالفتنة الداخلية الى ما تريد ولجأت الى أساليب اخرى وقد ضربت كل المناطق اللبنانية وبناها التحتية والجسور والكهرباء والمصانع من أجل استثارة الشعب اللبناني بأسره على المقاومة وبالتالي نشر بذور الفتنة الداخلية وهذا الأمر كما تعلم لم يتحقق ولن يتحقق على الاطلاق ذلك ان الشعب اللبناني بات مدركا تماما لابعاد ما تخططه اسرائيل وترمي اليه من خلال هذه الفتنة بحيث احتضن اللبنانيون النازحين من الجنوب وهجرت من اراضيها، فمنهم من فتح بيته ومنزله ومؤسسته وبالتالي لم يبق نازح واحد الا واحتضنته المؤسسات والمدارس والبيوت،
هناك خلاف بين اللبنانيين على تحديد مفهوم الدولة كيف تنظرون الى هذه الأمور؟
- لا أعتقد ان هناك اختلافاً بين اللبنانيين على تحديد مفهوم الدولة وهذا المفهوم واضح في اذهان الجميع، ولكن الخلاف على كيفية بناء الدولة اكثر مما هو على مفهومها، ولكن اصبح اللبنانيون مقتنعين الآن ان بناء الدولة هو امر اساس وهو حيوي وان لا بديل عن الدولة على الاطلاق ولا يستطيع اي فريق من الفرقاء ان يحل محل الدولة والدولة هي التي تؤمن امن المواطن وسلامته وهي التي تحتضن مصالح الناس كلهم، وهي التي تشكل الضمانة للاستقلال والسيادة والحرية وبالتالي هذه الدولة لم نبنها حتى الآن وقد آن الأوان لبنائها وقد كان اتفاق الطائف مدخلا حقيقيا لبناء الدولة استنادا الى الأسس والمبادئ الذي اقرها الاتفاق والذي اصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور اللبناني. ولكن الخلافات السياسية لا تزال تذر قرنها في هذه المسألة وهي التي تعيق عملية بناء الدولة كما يشتهي اللبنانيون، الدولة القوية العادلة وتستطيع ان تتعامل مع الناس كمواطنين وليس كطوائف وهناك مسؤولية جماعية على كل المواطنين ولست من القائلين ان المسؤولية تقع على هذه الجهة او على تلك او على هذا الحزب وذاك والمسؤولية جماعية لا بد ان يتحملها اللبنانيون وقد آن الأوان ان يدركوا ابعاد وخطورة المستقبل اللبناني اذا لم يتفاهموا على بناء دولة حقيقية وقادرة.
كيف تقيم اداء السنيورة خصوصا ان هناك اصواتاً تنادي بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية؟
- شخصيا وبكل موضوعية وكشاهد على العمل الذي قام به الرئيس السنيورة خلال فترة العدوان بكاملها، فإن اداءه كان كاملا ورائعا وقد عمل ليلا نهارا على تحقيق المصلحة الوطنية العليا وليس مصلحة اي جهة أو اي فئة او حزب او تيار من التيارات. لقد اتسم عمله بالحكمة والصبر الكبير والأناة واستيعاب الأمور وقد اخذ الأمور بصدره الواسع لأنه كان حريصا على الوحدة الوطنية.
ما حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع التربوي وفي المدارس الرسمية والخاصة؟
- حجم الأضرار كبير جدا وليس لدينا رقم نهائي لأننا لا نزال نقوم بمسح ميداني على كل المناطق التي لحقت فيها الأضرار ولم يبق قطاع واحد من القطاعات الانتاجية في لبنان الا وقد دمر أو اصابه الضرر وخصوصا القطاع التربوي الذي اصابه من الضرر ما لم يصب اي قطاع آخر لأن هذا القطاع التربوي لا يمكن ان تقدر الأضرار التي لحقت به على الصعيد المادي فقط، ولكن هذا الضرر هو متماد ينسحب الى المستقبل لأن المسألة التربوية تبنى شيئا فشيئا وهناك مدارس كثيرة قد اصابها دمار كامل وخصوصا في الجنوب اللبناني وضاحية بيروت الجنوبية وبعض مناطق البقاع وبعلبك وسواء كانت مدارس رسمية أو خاصة وهناك مدارس تضررت بالكامل ومنها ما اصابها ضرر جزئي ويمكن ترميمها او اصلاحها في فترة زمنية قصيرة وعلى الرغم من ان حجم الضرر في القطاع التربوي كبير جدا ولكننا مصممون على اعادة بناء هذه المدارس وترميمها من جديد كي تستطيع استقبال العام الدراسي بدءا من التاسع من أكتوبر المقبل، وهناك تعاطف كبير مع لبنان خصوصا من قبل المؤسسات الدولية وقد ابدت بعض الدول العربية استعدادها كي تعيد بناء كل مدارس الجنوب منها المملكة العربية السعودية التي اخذت المبادرة الأولى اثناء القصف الاسرائيلي لانقاذ لبنان ودعمه اقتصاديا ومعنويا بأن قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله هبة 500 مليون وقدم وديعة مصرفية بمبلغ مليار دولار لدعم الاقتصاد اللبناني ومنع اهتزازه. وكان لهذه المكرمة من المملكة وقع كبير وطيب واثر عميق لدى اللبنانيين وليست هذه الوقفة الأولى التي تقفها المملكة الى جانب لبنان وهي دعمته خلال الاحداث الماضية ودعمت اقتصاده ودعمته سياسيا من خلال اقرار وثيقة الوفاق الوطني في الطائف على ارض المملكة وما قدمت من مبادرة طيبة واحتضنت لبنان احتضانا كاملا وهي لا تزال تحتضنه حتى هذه اللحظة،
ما الإجراءات التي اتخذتموها لإنقاذ العام الدراسي؟
- اطلعت من رؤساء المناطق التربوية في النبطية والجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان وبيروت، على الاوضاع الفعلية للمباني المدرسية ومدى الاضرار في كل مدرسة وقرية، وتم طرح البدائل للمدارس المدمرة كليا من طريق استقبال التلاميذ في مدارس رسمية اخرى او في مباني المدارس المهنية او في مبان لمدارس رسمية تستخدمها البلديات راهنا ويمكن استرجاعها منهم ريثما يتم ترميم او إعادة بناء المدرسة الاساسية. وتبين من العرض ان مدرسة تبنين ما تزال حتى اليوم تأوي نازحين من بنت جبيل ومارون الراس وعيترون. كما ان هناك مباني مدرسية جديدة في عدد من القرى سيتم تسلمها من المتعهدين واستعمالها للقرى نفسها او لاستقبال تلامذة مدارس القرى المجاورة التي تم تدميرها. وأظهر المسح الاولي في محافظة الجنوب عدم الحاجة الى تكوين مدارس من البيوت الجاهزة في حال تم البدء فورا بإصلاح الاضرار في المباني المتضررة.
ما مصير الدورة الثانية للشهادات الرسمية؟
- نحن مصممون على استكمال الامتحانات حيث تم درس توزيع المواد على ايام الامتحانات واختيار مباني المدارس الملائمة لاجراء الدورة الاستثنائية. وطلبت من المسؤولين عن المدارس الخاصة إيداع المناطق التربوية في المحافظات ومصلحة التعليم الخاص، لوائح النتائج النهائية لتلامذتها (ناجح - راسب) للعام الدراسي 2005 - 2006 وذلك في موعد أقصاه الحادي والثلاثون من أكتوبر 2006، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المخالفين، على أن يبدأ التدريس الفعلي في المدارس والثانويات الرسمية ولسائر السنوات المنهجية الاثنين 16/10/2006 وذلك للعام الدراسي 2006 - 2007 فقط.
كيف تقرأ قرار مجلس الامن 1701؟ وهل هو لمصلحة لبنان؟
- القرار 1701 جاء نتيجة هذه المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق لبنان والعدوان الآثم الذي تعرض له الوطن من جنوبه إلى شماله، وكأن إسرائيل كانت قد خططت لهذا العدوان مسبقاً ووضعت كل حيثياته وهي منذ اللحظة الاولى بدأت بتدمير الطرقات والجسور وقطع تواصل المناطق بعضها مع بعض، ولم تترك لا منشأة ولا مرفأ ولا مدرسة إلا وأمطرتها بصواريخها ودمرت بصورة منهجية ومنظمة المنازل والقرى وفي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وبعض المناطق اللبنانية الأخرى في البقاع وبعلبك وعكار. ولذلك فقد تقدم لبنان بنقاطه السبع التي باتت معروفة ومشهورة من خلال الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في مؤتمر روما وضمنها الحل الذي يراه لهذه المشكلة وقد حظيت هذه النقاط بتعاطف من مختلف الدول التي كانت حاضرة ومن كل دول العالم تقريباً، وعلى هذا الأساس تمكن الرئيس السنيورة عبر اتصالاته مع عواصم القرار في العالم كله أن يغير في المسودة الاولى للمشروع الذي وضعه مجلس الامن وبخاصة المشروع الامريكي- الفرنسي. وعدل مشروع القرار الأول بحيث يأتي إلى حد ما آخذاً بعين الاعتبار مطالب لبنان وقد تضمن القرار 1701 كما يعرف الجميع نقاطاً كان قد طلبها لبنان واهمل نقاطاً اخرى كنا قد أكدنا عليها ومنها حل مسألة مزارع شبعا وأيضاً تبادل الأسرى، إلا انه حتى في هذه المسألة وضعت على الأقل على جدول أعمال مجلس الامن وفي ذلك إيجابية عسى أن يسارع الامين العام وضع التقرير اللازم من تاريخ صدور هذا القرار لحل مشكلة مزارع شبعا او لوضعها على الأقل تحت الدرس من أجل اقتراح الحلول اللازمة لها وحل هذه المشكلة حلاً نهائياً لأن إسرائيل لا تزال تحتل هذه الأرض ولم تطبق القرار 425، وفي سنة 2000 عندما استطاعت المقاومة أن تحرر أرض الجنوب بالقوة بقيت إسرائيل محتلة للمزارع وهذا ما أبقى عملية احتلال الأرض مستمرة، وأبقى هذا النزاع قائماً على الحدود اللبنانية والخط الأزرق، ونحن في هذه اللحظة نطالب مجلس الامن أن ينفذ القرار 1701 الذي لم تحترمه إسرائيل حتى الآن. فهي لم تنسحب حتى تاريخه من القرى والبلدات الجنوبية وهي أيضاً لا تزال تضرب حصارها الجوي والبحري والبري على لبنان.
هناك من يحذر من نشوب حرب اهلية في لبنان، ما رأيكم في ذلك؟
- لقد راهنت إسرائيل منذ اللحظة الاولى على الفتنة الداخلية التي سعت إليها بكل الوسائل ولم تترك وسيلة إلا واتبعتها من خلال توزيعها المناشير عبر الطائرات الحربية على كل المناطق اللبنانية من أجل ان تؤلب فريقا على آخر وان تدفع بالفتنة الداخلية الى ما تريد ولجأت الى أساليب اخرى وقد ضربت كل المناطق اللبنانية وبناها التحتية والجسور والكهرباء والمصانع من أجل استثارة الشعب اللبناني بأسره على المقاومة وبالتالي نشر بذور الفتنة الداخلية وهذا الأمر كما تعلم لم يتحقق ولن يتحقق على الاطلاق ذلك ان الشعب اللبناني بات مدركا تماما لابعاد ما تخططه اسرائيل وترمي اليه من خلال هذه الفتنة بحيث احتضن اللبنانيون النازحين من الجنوب وهجرت من اراضيها، فمنهم من فتح بيته ومنزله ومؤسسته وبالتالي لم يبق نازح واحد الا واحتضنته المؤسسات والمدارس والبيوت،
هناك خلاف بين اللبنانيين على تحديد مفهوم الدولة كيف تنظرون الى هذه الأمور؟
- لا أعتقد ان هناك اختلافاً بين اللبنانيين على تحديد مفهوم الدولة وهذا المفهوم واضح في اذهان الجميع، ولكن الخلاف على كيفية بناء الدولة اكثر مما هو على مفهومها، ولكن اصبح اللبنانيون مقتنعين الآن ان بناء الدولة هو امر اساس وهو حيوي وان لا بديل عن الدولة على الاطلاق ولا يستطيع اي فريق من الفرقاء ان يحل محل الدولة والدولة هي التي تؤمن امن المواطن وسلامته وهي التي تحتضن مصالح الناس كلهم، وهي التي تشكل الضمانة للاستقلال والسيادة والحرية وبالتالي هذه الدولة لم نبنها حتى الآن وقد آن الأوان لبنائها وقد كان اتفاق الطائف مدخلا حقيقيا لبناء الدولة استنادا الى الأسس والمبادئ الذي اقرها الاتفاق والذي اصبح جزءا لا يتجزأ من الدستور اللبناني. ولكن الخلافات السياسية لا تزال تذر قرنها في هذه المسألة وهي التي تعيق عملية بناء الدولة كما يشتهي اللبنانيون، الدولة القوية العادلة وتستطيع ان تتعامل مع الناس كمواطنين وليس كطوائف وهناك مسؤولية جماعية على كل المواطنين ولست من القائلين ان المسؤولية تقع على هذه الجهة او على تلك او على هذا الحزب وذاك والمسؤولية جماعية لا بد ان يتحملها اللبنانيون وقد آن الأوان ان يدركوا ابعاد وخطورة المستقبل اللبناني اذا لم يتفاهموا على بناء دولة حقيقية وقادرة.
كيف تقيم اداء السنيورة خصوصا ان هناك اصواتاً تنادي بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية؟
- شخصيا وبكل موضوعية وكشاهد على العمل الذي قام به الرئيس السنيورة خلال فترة العدوان بكاملها، فإن اداءه كان كاملا ورائعا وقد عمل ليلا نهارا على تحقيق المصلحة الوطنية العليا وليس مصلحة اي جهة أو اي فئة او حزب او تيار من التيارات. لقد اتسم عمله بالحكمة والصبر الكبير والأناة واستيعاب الأمور وقد اخذ الأمور بصدره الواسع لأنه كان حريصا على الوحدة الوطنية.