-A +A
معتوق الشريـف ـ جدة

تأسست دارة الملك عبدالعزيز لتكون مؤسسة علمية وثقافية تعنى بخدمة تاريخ المملكة (وفاء بحق المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله، وتقديرا لإنجازه التاريخي في توحيد هذه البلاد، وبناء دولة حديثة أصبحت واحة للاستقرار والأمن والتنمية)، ومنذ إنشائها عام 1392هـ، سعت الدارة وبدعم من القيادة إلى تبني العديد من البرامج والأنشطة التي ترمي إلى جمع المصادر التاريخية الوطنية وحفظها ورعايتها، فضلا عن تقديم الخدمات العلمية المتخصصة للمهتمين والباحثين والباحثات داخل المملكة وخارجها. وذلك انطلاقا من اقتناع القائمين عليها بأهمية اتصال التاريخ، وتواصل الأجيال، وبما يتيح للأجيال الناشئة الاطلاع على تاريخ بلادهم وكفاح آبائهم، باعتبار أن الأمة التي تجهل تاريخها وتراثها ورموزها، وتنفصل عن جذورها لن يكون لها حاضر ولا مستقبل مزدهر.. وبمناسبة مرور 40 عاما على انطلاقة الدار، أجرت «عكـاظ» حوارا شاملا مع الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري عن الإنجازات التي تحققت للدار والمشاريع المستقبلية التي تنوي تنفيذها وتقييم أدائها عموما، وهذا نص الحوار:







• كيف تقيم أداء دارة الملك عبدالعزيز خلال مسيرة 40 عاما؟

ــ الأداء متصاعد ووصل ذروته خلال العقد الأخير، وإن كان الطموح لا يتوقف عند حد خاصة في العمل الوطني والعلمي، وتواجدها المبكر في الحياة الثقافية والعلمية السعودية كان شيئا مهما ومتميزا للاهتمام بالمآثر الفكرية للمجتمع السعودي وتوثيق مسيرة البناء الوطني والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية من خلال المصادر التاريخية، فالإشادات بالدارة التي تأتي لها مباشرة وبصورة غير مباشرة وتعدد المشروعات العلمية وتنوعها وشمولية الأداء في الفكرة والمشروع الواحد وإسهامها في الحراك العلمي والنشاطات البحثية كل هذه مؤشرات حقيقية يمكن الاستعانة بها للقول بأن أداء الدارة عالي الجودة وفعال، فضلا عن احتضانها المبكر للمؤرخين والباحثين والمهتمين بشؤون التاريخ المختلفة.

• ما التطور الذي وصلت إليه الدارة حاليا؟

ــ الدارة تطورت في مسارين متوازيين، الأول تطور عام ضمن وشمل أجهزة الدولة ومؤسساتها والتطور الخاص النوعي بعد تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئاسة مجلس إدارتها وقيادته لأعمالها والإشراف على خططها المستقبلية حتى أصبحت متطابقة مع صفتها كمؤسسة علمية بحثية هدفها المحافظة على المصادر التاريخية للتاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية والمحافظة على التراث الشعبي بصفته قيمة ثقافية واجتماعية تعود إليه منطلقات التطور والتنمية التي نعيشها في كل مرحلة تاريخية.

• كم عدد المخطوطات النادرة التي تحصلت عليها الدارة خلال هذه الفترة الزمنية؟

ــ العدد قد يصل إلى أكثر من 3000 مخطوطة محلية تم الحصول عليها عن طريق الإهداء، وعملية جلب المخطوطات أو المصادر التاريخية تتم بصورة مستمرة على مدار العام وهذا ما يجعل الرقم في تزايد وهذا يسعدنا كثيرا؛ لأن الهدف الأهم في أي مؤسسة علمية تهتم بالمصادر التاريخية هو المحافظة على تلك المصادر والاحتفاظ بها، لا لمجرد الاحتفاظ، بل لتكون تلك المؤسسة العلمية الموثوقة نقطة مشتركة ومكان معلوم لجميع الدارسين والباحثين والباحثات والمهتمين للرجوع إليها والإفادة من مقدراتها في هذا الجانب.

• كم بلغت تكلفة الحصول على هذه المخطوطات؟

ــ الحقيقة أن عمليات الشراء تمت في أوقات متباعدة وهي أيضا نادرة وفي حالات خاصة ـ كما قلت لك سابقا ـ تقررها اللجنة المعنية بالدارة لذا لا أذكر أرقاما للتكلفة، لكنني أذكر والزملاء في الدارة مشقة المفاوضات ذات النفس الطويل والجهد الذي نبذله في إقناع بعض المترددين في الإهداء أو البيع، والاتصالات الطويلة مع الورثة، وأذكر بالشكر دائما بعض الأشخاص الذين أدلوا بالمعلومات عن مخطوطات مهمة وهم من مهد الطريق لمفاوضات الدارة مع أصحاب المخطوطات والوثائق التاريخية وملاكها.

• هل توجد مخطوطات ووثائق أثرية تخص المملكة لدى جهات خارجية، سواء أشخاص أو متاحف، وما مدى سعي الدارة لاستعادتها ؟

ــ دارة الملك عبدالعزيز وبتوجيه من رئيس مجلس الإدارة، تسعى للحصول على المصادر التاريخية المحلية في الخارج وفق الإجراءات المعروفة وعبر القنوات المتاحة، حيث توجد مصادر تاريخية من مخطوطات سعودية ووثائق خاصة بالمملكة في الخارج، وهناك شخصيات عملت في المملكة في مناصب قريبة من القرار الحكومي منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) ثم عادوا إلى بلدانهم أو كتبوا مذكراتهم عن حياتهم في المملكة وهؤلاء تم الاتصال بأبنائهم وأسرهم وأحفادهم وتم جلب وثائق تاريخية كانوا يحتفظون بها ولم تكن في حينها وثائق، لكن مع مرور السنوات تحولت إلى وثائق مهمة، وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ورئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز يستقبلهم بنفسه ويحتفي بهم ويقدم لهم الشكر والتقدير على دعمهم لرسالة الدارة وجهودها في حفظ المصادر التاريخية.

• ألا توجد اتفاقيات تعاون بين الدارة والدور العلمية المماثلة في العالم؟

ــ هناك اتفاقيات تعاون بين الدارة وعدد من المركز والدور العلمية في العالم، تمكن الدارة من مسح الوثائق التاريخية والمخطوطات ذات الاهتمام، كما يتم التعاون معها على جلب مثل هذه المصادر للمعلومة التاريخية، فضلا عما يفرضه العرف العلمي من تبادل المخطوطات والوثائق التاريخية بين المراكز العلمية، ففي الأمس القريب تبادلت الدارة مع مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي في الكويت مصادر تاريخية تعني تاريخ بلدي الطرفين، كما أن مشروع توثيق المصادر التاريخية الذي نفذته الدارة كان من مهامه سفر فرق علمية لكافة مناطق المملكة للتفاوض مع ملاك وثائق تاريخية ومخطوطات سعودية للحصول عليها أو على نسخ منها وتم في هذا الجانب عمليات محدودة، إضافة إلى حصول الدارة على العضوية في جمعيات دولية تتيح لها الاتصال ببقية الأعضاء والتحاور في الأمور ذات العلاقة، أيضا المشروعات العلمية التي تنفذها الدارة مثل مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين ومشروع أطلس السيرة النبوية، وتكون مصدرا لجلب مخطوطات جديدة للدارة ووثائق تاريخية ومتنوعة.

• وهل يتم التنسيق مع هذه الجهات مباشرة أم عبر جهات أخرى كوزارة الخارجية أو الهيئة العامة للسياحة والآثار مثلا؟

ــ التنسيق أمر حتمي مع الجهات المعنية في مثل هذه الأنشطة الخارجية، ونجري الإجراءات والاشتراطات كافة قبل كل بحث أو جلب مصادر تاريخية من الخارج.

• لكم دور مشهود في توثيق التاريخ الشفهي وكنتم وعدتم بتحقيق مادته التحريرية وتهيئتها للمجتمع العلمي، ماذا تم في هذا الجانب؟

ــ عملية تحرير الذاكرة الشعبية عملية مستمرة ودائمة، فالشهر الماضي مثلا كان فريق التاريخ الشفهي بالدارة في منطقة القصيم لتسجيل مقابلات مع مسنين ورواة ومهتمين بالتاريخ والتراث، وهذا ما قد يؤخر العمل التحريري النهائي للتسجيلات الشفهية التي تجاوزت 5000 لقاء توثيقي، لكن هذه العملية بدأت ويتم الآن التحقق من المعلومات الواردة في التسجيلات، أما الصعوبة فتكمن في توزيع تلك المعلومات وتصنيفها على أبواب عدة مثل التاريخ الاجتماعي والتاريخ الثقافي، اللهجات، الأمثال، العادات والأزياء والملبوسات وهذا العمل يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لكن النتيجة ستكون بحجم المشقة وأكثر.

• تتحدثون عن بدء مشروع توثيق الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في المملكة دون أن تحدث حتى الآن خطوة عملية واحدة؟

ــ تعودنا في الدارة وبتوجيه من الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، على أن يأخذ التخطيط لأي مشروع علمي جديد وقته وبعده في النقاش والدراسة وأن نصل به إلى عمقه وتفاصيله الكاملة وكامل اشتراطات الانطلاقة القوية والواعية بتفاصيل العمل، وهذا ما تم بالفعل مع هذا المشروع العلمي الكبير، فكما تعرف أن مثل هذه المشروعات إذا انطلقت وحدث خطأ أو تقصير في جانب منها يصعب العودة إلى نقطة الصفر، وأقدر هنا استعجال بعض الباحثين والإعلاميين لتنفيذ هذا المشروع لأهميته في صياغة تاريخ المجتمع السعودي وكونه المكمل للتاريخ الوطني.

• هل تركز دارة الملك عبدالعزيز في اهتماماتها على تاريخ المملكة وحسب، أم تتناول التاريخ العربي والإسلامي والإنساني بشكل عام؟

ــ التركيز الأول على تاريخ المملكة كون الدارة مؤسسة علمية سعودية لكن تاريخ المملكة جزء من تاريخ الجزيرة العربية وجانب من التاريخ العربي والإسلامي، وتاريخ المملكة والجزيرة العربية والتاريخ العربي والإسلامي جزء مهم من التاريخ الإنساني، فالتاريخ متداخل ولا يمكن فصل دوائره وحقبه وعصوره تماما، فمركز تاريخ مكة المكرمة ومركز دراسات وبحوث المدينة المنورة اللذَيْن تشرف عليهما الدارة يهتمان بتاريخ المدينتين المقدستين وعطاياهما العلمية منذ نشأتهما قبل الإسلام بما يندرج تحت تاريخ الجزيرة العربية كما أنهما في الوقت نفسه والحالة نفسها مناراتان مضيئتان بالإسلام وتعاليمه العظيمة في التاريخ الإنساني ويشعان قيم الإسلام الإنسانية في المشهد الإسلامي اليومي للعالم أجمع.

• ما الدعم الذي تقدمه الدارة للباحثين، وهل هناك مجالات محددة للحصول على هذا الدعم ــ إن وجد ــ وما الحد الأقصى لدعم أي مشروع؟

ــ لا يقتصر الدعم المقدم للباحثين والباحثات على الجانب المالي فقط، بل هناك الدعم المعنوي وهو أحيانا أغلى وأثمن من المال للباحث الحقيقي، لكن دارة الملك عبدالعزيز على استعداد للدعم المالي لأي فكرة مشروع علمي تقوم على الجدية والجدة والابتكار وحداثة الفكرة حسب ما تقرره اللجنة العلمية المعنية لتقييم مثل هذه المشروعات البحثية وتكلفتها المالية، مع الأخذ بتقدير الجهود والوقت المستغرق للتنفيذ وطبيعة المشروع وغيرها من النقاط المعروفة في هذا المجال، أما الحد فلا يوجد حد معين ما دام المشروع مميز ويخدم تاريخ المملكة ويكون فتحا في مجاله وتوافق عليه اللجنة العلمية.

• هل هناك ازدواجية مع الدور الذي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار فيما يتعلق بالدراسات وصلاحيات تنقيب المواقع على الأقل؟

ــ لا تتصور مدى حرص الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على وجود تنسيق مع الدارة في التعامل مع المآثر الأثرية، سواء من معمار أو مقتنيات أو خرائط تاريخية، وهو حريص كل الحرص على خدمة السياحة التاريخية واستثمار الأصل التاريخي للمكان في تقديم ثقافة سياحية عميقة للسياح والزوار وإظهار العمق التاريخي للمملكة، والتنسيق دائم ومستمر بين الدارة والهيئة العامة للسياحة والآثار بحيث لا يتم إزالة الآثار أو الدلالات التاريخية المادية، ومن هنا لا يوجد أي ازدواجية في العمل، فالدارة عضو في مجلس الهيئة، وأنا شخصيا ما كتبت إشارة أو ملحوظة أو مقترحا إلا ويلقى من الأمير سلطان بن سلمان الاهتمام والرعاية لإيمانه بأن الدارة والهيئة يشتركان في رسالة وطنية واحدة هي خدمة التاريخ الوطني بجوانبه المتكاملة.

• تعد الدارة مرجعية بحثية عالية القيمة للدارسين والباحثين، هل تقدمون دعوات للجامعات ومراكز الأبحاث للاستفادة من مقتنيات الدارة، أم تكتفون باستقبال الطلبات فقط، وكم حجم الاستفادة منذ نشأة الدارة وحتى اليوم، وما معدل الفائدة السنوية؟

ــ توصيات جميع الندوات الملكية الثلاث التي نظمتها الدارة حتى الآن، دعت في إحدى فقراتها الجامعات ممثلة في أقسام التاريخ والآثار والجغرافيا إلى تشجيع البحث العلمي في تاريخ المملكة، وطرق مناطق بحثية بكر وتحفيز الطلاب فيها إلى البحوث والدراسات المعنية بتاريخ المملكة الذي يمتد لأكثر من ثلاث قرون، ولكن هناك مرتادين للدارة ومركز الباحثات من طلاب وطالبات التعليم العالي وحتى التعليم العام وهناك زوار من مراكز بحثية إقليمية وعربية ودولية على مدار العام يبحثون ويقرؤون في المصادر التاريخية الموجودة في الدارة، كما أن الدارة في مناسباتها العلمية الجامعات لإجراء البحوث والدراسات والإفادة من مكونات الدارة العلمية، وأيضا للتذكير هناك فرعان من جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية مخصصان لرسائل الدكتوراه والماجستير ذات الاهتمام، عدا باقي الفروع المتاحة للأكاديميين وغيرهم. وأيضا كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية الذي تقوم عليه بالتعاون مع جامعة الملك سعود وسيتيح مناخا علميا مناسبا للأكاديميين في الجامعات السعودية وغيرها، إلى هنا وصور التعاون مع الجامعات متعددة وبأشكال علمية متنوعة.

• الترجمة أحد الفروع التي تهتم بها الدارة، ما أبرز الكتب أو الموضوعات التي تحرصون على ترجمتها، وكم بلغ حجم إنتاجها في هذا المجال؟

ــ الترجمة هي القناة الأهم لتلاقح الحضارات وتبادل المعلومات والعلوم، وهي بنفس الأهمية في المجال التاريخي مهمة جدا، ذلك لتعدد ما كتب عن تاريخ المملكة منذ قرون فهناك رحلات أجنبية قديمة إلى الجزيرة العربية والمملكة وترجمة هذه البحوث والمؤلفات، وكذلك المقالات التي تسهم في توفير معلومات جديدة عن تاريخنا وتساعد الباحثين السعوديين والعرب على الاستفادة منها ونقدها، والترجمة هي توطين بصورة غير مباشرة لما يحتفظ به الآخرون في ذاكرتهم ورؤاهم عن بلادنا وهي من جهة أخرى قراءة في تاريخ رؤية الآخر لمجتمعنا، كما أن من الواجب ترجمة كتب من اللغة العربية إلى لغات أخرى للتعريف بتاريخنا الوطني وتاريخنا العربي والإسلامي، ولدى الدارة وحدة متكاملة للترجمة والدراسات التاريخية تتعامل مع مترجمين متخصصين ومتميزين ومعتمدين في هذا المجال، وهناك أكثر من 29 كتابا مترجما إلى اللغة العربية يختص بتاريخ المملكة ويتقاطع مع أدب الرحلات ترجمت من اللغات الإنجليزية والفرنسية واليابانية، و18 كتابا تحت الترجمة للعربية، وأكثر من ثلاثين مقالا مترجما.

• «إذا كان لديك وثيقة ـ مخطوطة ـ صور قديمة ـ رواية شفوية ـ أو معلومات تاريخية.. اتصل بنا»، ما المقابل الذي تقدمه الدارة للمتصل في حال قدم أيا مما ورد في إعلانكم؟

ــ التقدير المادي متروك للجنة المختصة، ولها اشتراطاتها في جانبي الوثيقة والمخطوطة، والدارة قابلت أفرادا وشخصيات يسعون لخدمة تاريخ الوطن بلا مقابل، وهم كثر ويدركون مدى العناء الذي يكابده ملاك المصادر التاريخية من مخطوطات ووثائق تاريخية، سواء من نكران المجتمع أو إهمال باقي أفراد الأسرة وعدم استيعابهم لدورهم في حفظ هذا الكنز المعرفي الكبير، فالمال يقزم أمام خدمة تاريخ الوطن لدى الأغلبية، وبالمقابل تدرك الدارة المساعي والوقت والجهود الذي بذلها ملاك المخطوطات والوثائق التاريخية للحفاظ عليها، وهنا يكون التقدير بحسب ما تقره اللجنة المعنية.

• هل كافة العاملين في الدار من باحثين وأكاديميين متفرغون أم أنكم تكتفون بالمتعاونين والمتطوعين؟

ــ ليس في الدارة باحثون متفرغون، ونعتقد في المؤسسة أن تعيين باحثين أو باحثات مهما بلغ عددهم لن يفوا بحاجة الدارة، ثم إن تعيينهم سيحد من الرؤية وتصبح أعمال الدارة محكومة بآراء باحثين محدودي العدد ومع تقدم الزمن قد يصبحون محدودي الرؤية ما يؤثر سلبا على خدمة حركة البحث العلمي، وإن التعامل مع عدد لا محدود ومن كل جامعات المملكة ومن مختلف المدارس البحثية والأجيال الأكاديمية سيمكن الدارة من رؤية واسعة ورأي يحقق شمولية ويأخذ بالجديد، وهؤلاء الباحثون والأكاديميون تصرف لهم مكافأة علمية وهي للتعبير عن التقدير والشكر.

• ما المشروعات المستقبلية التي تنوي الدارة تنفيذها وتعلن عنها لأول مرة عبر «عكـاظ»؟

ــ ستنظم الدارة ندوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) وذلك ضمن سلسلة ندوة الملوك التي تعقد العام المقبل، إضافة إلى شراكات التعاون مع الجهات البحثية والعلمية وعدد من الأنشطة التي تهم الأكاديميين والمهتمين بالتاريخ والتراث، كما نسعى إلى تطوير مركز التاريخ الرقمي السعودي في الدارة الذي تدعمه وزارة التعليم العالي لمواكبة الاتجاه الحديث في إدارة الوثائق والمخطوطات لعرضها للجميع بصورة تفاعلية تحقق الممازجة بين الصورة بنوعيها المتحركة والثابتة والكلمة المدونة ما يعني استبدال الزيارة المكانية للباحث والباحثة للدارة بالزيارة الإلكترونية السريعة وغير المكلفة. وللدارة جهود في مجال حث الباحثين والمهتمين إلى الاستفادة من الجوائز والأنشطة التي نرعاها، مثل: جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، الندوات الملكية، موسوعة الحج والحرمين الشريفين، أطلس السيرة النبوية والموسوعة التاريخية للمملكة، المشروع الوطني لتوثيق تاريخ الحياة الاجتماعية والثقافية في المملكة، مركز تاريخ مكة المكرمة ومركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الموسوعة العلمية الشاملة لأسماء الأماكن في المملكة، مشروع التوثيق الشفهي والصور والأفلام التاريخية، مشروع الوثائق التاريخية والمخطوطات المحلية وغيرها من المشروعات التي تتبنى منهجية علمية دقيقة تكون المعلومة الموثوقة ضالتها وهدفها.