كأنما قد وصلنا بفضل من الله ورحمته لحل مشكلة الملايين من نسائنا العاطلات ولم يتبق لنا سوى ترتيب نظام عملهن في المصانع، حللنا مشكلاتهن في جميع الوظائف الأخرى، حتى لم يعد لنا سوى تشمير سواعدنا واقتحام هدير آلات المصانع، وجميعكم تعرفون أن هذا الحديث ماهو إلا أضغاث أحلام تداعب الخيال، الذي لا شك فيه هو إخلاص وزير العمل ورغبته الحقيقية أن لا يبقى في أي بيت سعودي عاطل، ولو كان الأمر بيده لما كان هناك شباب سعوديون يحملون درجات الماجستير ويعملون في محل خضار براتب ألف وخمسمائة ريال، نوايا وزير العمل الطيبة جعلته يذهب بعيدا في تصور أحلام شبه المستحيلة متجسدة على أرض الواقع، فهو يتحدث عن عمل المرأة في المصانع، وهو حلم بعيد المنال والتطبيق على وزارة لم تحل مشكلات أصغر وأقل من هذا بكثير، كيف تقر توظيف النساء بالمصانع قبل أن تحل مشكلات مثل النساء اللاتي يفترشن الأرض «البسطات» وبعضهن لا تجد ثمن قطعة قماش تعلقها فوق بسطتها لحمايتها من الشمس، كيف تقنعنا وزارة لم تحل عشرات المشكلات العالقة بمسألة توظيف المرأة في مجالات أحق وأكثر جدوى من مجال عملها في المصانع، عشرات السنين والأسر المنتجة تتقلب بين الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل وجهات أخرى لا حصر لها تبحث عن فرصة لها لتأمين نفسها عن مد يدها للجمعيات الخيرية ووزارة العمل لا تقدم لهن حلا، هذا دليل أن وزارة العمل تريد أن تحدث ردة فعل اجتماعية «متوقعة» لتقفل باب توظيف المرأة من أساسه وترتاح؛ لأنه من غير المعقول أن وزارة العمل «أول ما تشطح تنطح»، هذه طريقة تفكير أشخاص تغيب عنهم عادات وتقاليد وثقافة المجتمع السعودي، يا وزارة العمل قبل أن تفكري بتوظيف المرأة في المصانع ساعديها أن تبيع ما تصنعه في بيتها وبعد ذلك سنقف معك لو أردت أن توظفيها محللة رياضية في برنامج «خط الستة»!
shammriyah76@hotmail.com
shammriyah76@hotmail.com