-A +A
نعيم تميم الحكيم ــ جدة
عد عضو هئية كبار العلماء الدكتور يعقوب الباحسين احتفالات الشعبنة والتهاني بقدوم رمضان عملا لم يرد في الكتاب والسنة، بل إنها أفعال خاطئة.
وقال الباحسين لـ«عكـاظ»: «كثير من الأفعال التي يقوم بها الناس في شعبان مثل صيام المنتصف من شعبان وعمل احتفالات تطلق عليها الشعبنة أمور لا تجوز، لأنها لم ترد في الكتاب والسنة ولن تؤثر عن الصحابة والسلف الصالح».

وزاد الباحسين «المصيبة تتعاظم عندما يعتبرها البعض جزءاً من العبادات رغم أنها لاتعدو مجرد بدع واجتهادات لا أصل لها في الشرع، بل إنها أفعال خاطئة وأمور غير جائزة»، وبين الباحسين أنه إذا أقام الإنسان مأدبة عشاء في شعبان، فالأولى أن لا تربط باحتفال أو جعلها عبادة دائمة، بحيث لا تأخذ هذه الاحتفلات طابعا دينيا، مؤكدا على أنها أفعال ليس لها داع؛ لأنه ليس لها أصل في الشرع.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء «إذا دعي الإنسان لهذه الولائم فلا مانع من حضورها إذ دعت الحاجة، شريطة عدم اعتقاده أنها عبادة أو عادة دينية، مشيرا إلى أنه الأولى ترك مثل هذه الاحتفالات والولائم التي تخصص في شعبان فقط، ومعللا حديثه بأن مدوامة الإنسان على هذه الأعمال يجعلها عادة تتحول لعبادة خصوصا أنها ترتبط بشهر شعبان ورمضان.
وصادق أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الفقيه الدكتور صالح بن غانم السدلان، الذي أكد على أن احتفالات الشعبنة والتهاني المتبادلة بشهر رمضان لم تؤثر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا «لم نسمع أو نقرأ أن الرسول استقبل رمضان بعادات شرعية أو أوامر شرعية، بل كان عليه الصلاة والسلام يبشر الصحابة بقدوم رمضان في أوائل شهر رجب»، مستدركا «لكنه لم يؤثر أن النبي تبادل التهاني مع الصحابة أو أقام الاحتفالات بإلقاء الكلمات والأشعار وعمل الولائم والسهر حتى ساعات الفجر الأولى، ولا صيام أيام معدودة فقط»، مبينا أن الرسول كما ورد عن عائشة لم يصم شهرا كاملا سوى رمضان، ولكنه كان يصوم أكثر شعبان، وموضحا أنه إذا كان شهر شعبان 30 يوما فإن الرسول كان يصوم من عشرين إلى خمسة وعشرين يوما منه».
وأضاف السدلان «كل ماعدا ذلك من الشعبنة وسواها لا أصل له، ولا تعد من العبادات والعادات المحمودة»، وشدد السدلان على عدم جواز التهاني بقدوم رمضان برسائل الجوال أو المكالمات أو غيرها.
ورأى السدلان عدم جواز تزيين المساجد بالإنارة استعدادا لقدوم شهر رمضان، كما يحصل في بعض الدول العربية، معتبرا إياها من البدع الطارئة على الدين، ومطالبا المسلمين بالتقيد بأوامر الشرع واجتناب نواهيه، والسير على النهج النبوي في كافة معاملاتنا وحياتنا اليومية.