كم بسمة رأيت اليوم؟ وكم بسمة أهديتها شخصياً لمن حولك؟ وكم ستهدي لنفسك؟ أعتقد والله أعلم أننا نبخل على أنفسنا وعلى الآخرين بالبسمات بالرغم من أنها غير مكلفة، بل ومردودها عالٍ جداً، وكإثبات لهذا البخل فضلاً انظر صور الكتاب على الصفحة التي تقرأها الآن شاملة صورتي الشخصية وستجد جدية مرسومة على وجوهنا وكأننا في حالة تأهب لصراع جاد مع هيئة سوق المال مثلاً.. ما علينا.. المهم أن البسمة من عناصر جغرافيا الوجوه التي تحتوي على العديد من الغرائب.. وفي الواقع فهي تعبر عن جغرافيا القلوب أيضاً.. ولكن تنوع الحياة اليوم ولد تنوعاً في البسمات أيضاً.. بسمة السخط لا علاقة لها بالمحبة مثلاً.. وأراها لدى أحد زملائي كلما ظهرت لي مقالة على هذه الجريدة.. وكأنه يقول: طبعاً لأنك فاضي يا أخي... والبسمة الاجتماعية لا علاقة لها بالقلوب فهي مليئة بالمجاملات والاسترضاء.. كيف الدنيا معك.. وأما في الإجابة على الأسئلة مثل: كيفك مع الأسهم يا عم فقد تولد البسمات الأقصر عمراً.. مايكرو ثانية ثم تختفي... وقد لا تكتمل لأنها تدخل في تفاصيل حسابية غير سارة... ولا ننسى أشهر بسمة في التاريخ ونراها في لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة بالموناليزا... وكأنها تعلن لزوجها «لقد طيرت لك الراتب يا حبيبي»... وهناك بعض الأنواع المخيفة منها فحماتي السابقة مثلاً كانت لديها بسمة تنذر بالنكد بعد مرور حوالى ست وثلاثين ساعة على إصدارها... وعلى صعيد آخر فهناك طبعاً البسمة الخبيثة التي نراها بين حين وآخر على شفاه «بينيامين نيتن يا هوه» وتكاد أن تعلن... اصبروا علي فسأتمكن منكم... سأغير ملامح خارطة السلام... وبمناسبة تغيير الملامح فجدير بالذكر أن وجوهنا تحتوي على أربع وأربعين عضلة تغير ملامحنا من غضب وسخط... إلى مفاجآت وحزن... وبسمات تنشط فيها عضلتان أساسيتان وأولهما «الزيجوماتيك ماجور» وتمتد عبر الخد من أسفل الفك العلوي إلى طرف الفم وعندما تتقلص هذه العضلة، فهي ترفع طرف الفم إلى الأعلى فتنتج البسمة... ولكن هذه البسمة غير مكتملة بل وتكاد أن تكون زائفة كبعض البسمات المذكورة أعلاه... وأما البسمة الحقيقية فتتطلب حركة عضلة إضافية من جزءين اسمهما «أوربيكيولاريس أوكيولاي» وموقعها حول العين (فضلا انظر المنطقة حول إطار نظاراتي في الصورة الموضحة أعلاه) وعندما تتقلص هذه العضلة ينخفض الحاجب وتتغير ملامح أعلى الخد... وتبدو ملامح «البشاشة» على الوجه... والطريف أن الغالبية العظمى من البشر لا يستطيعون التحكم في هذه العضلة بحرية وبالتالي فالبسمة الحقيقية من الصعب تزييفها ويبتسم الوجه بأكمله بالتناغم بين العضلة حول العين، والعضلة التي شدت طرف الشفاة لرسم البسمة الحقيقية التي نراها في مناسبات لقاء الأحبة... والترقيات.. وتخرج «البزورة» من دور العلم... ولا ننسى طبعاً سعر البترول فوق الستين دولاراً... وسوق الأسهم فوق الثمانية عشر ألف نقطة... وبداية الإجازة الصيفية لننعم بالوقت مع أطفالنا... ونهاية الإجازة الصيفية لننعم بالوقت بدون أطفالنا وهكذا.
أمنيــة
كانت فترة الأسابيع الثلاثة الماضية مشحونة بالعواطف القوية بسبب أوضاع سوق الأسهم الذي أنقذنا منه خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره.. وكانت إحدى ملامح تلك الفترة هي اختفاء البسمة من على وجوه العديد من البشر الذين دخلوا السوق وحرقوا أصابعهم.. أو أجزاء أخرى من أجسامهم في المضاربات... فشكراً لكل من تدخّل لإعادة البسمة لوجوه الكثير في بلدنا... أتمنى أن نتذكر نعم الله التي لا تعدّ ولا تُحصى من صحة، وأمان، وأرزاق... وفي كل مرة ستأتيك بإذن الله البسمة الصادقة بكل يسر.. والله من وراء القصد.
أمنيــة
كانت فترة الأسابيع الثلاثة الماضية مشحونة بالعواطف القوية بسبب أوضاع سوق الأسهم الذي أنقذنا منه خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره.. وكانت إحدى ملامح تلك الفترة هي اختفاء البسمة من على وجوه العديد من البشر الذين دخلوا السوق وحرقوا أصابعهم.. أو أجزاء أخرى من أجسامهم في المضاربات... فشكراً لكل من تدخّل لإعادة البسمة لوجوه الكثير في بلدنا... أتمنى أن نتذكر نعم الله التي لا تعدّ ولا تُحصى من صحة، وأمان، وأرزاق... وفي كل مرة ستأتيك بإذن الله البسمة الصادقة بكل يسر.. والله من وراء القصد.