-A +A
نسرين ناصر الدين (بيروت)
مع انعقاد مؤتمر استكهولم لدعم لبنان ودعوة المملكة العالم لمساعدة لبنان اكد الخبراء الاقتصاديون ان المساعدات التي تقدمها المملكة والدول العربية الشقيقة إلى لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان هي التي ستكون المنقذ للبنان في محنته الكبيرة.
الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة اكد لـ«عكاظ» أن المساعدات والهبات التي تقدمها المملكة خاصة والأشقاء العرب عامة امر غير مستغرب وهو أمر نعول الكثير عليه واعتقد انها ستكون المنقذة للبنان، لكن بكل الاحوال فان مؤتمر استكهولم خطوة جيدة تضع لبنان في اجندة الاهتمام الدولي، ولو ان مبلغ الـ 500 مليون دولار هو مبلغ متواضع لكنه يمهد للمؤتمر الكبير المقبل الذي نتوقع انعقاده اذا لم تحصل أية مشكلات قبل ذلك الموعد.

وأضاف حبيقة : ان لبنان يحتاج بالواقع إلى مبلغ 6 مليارات دولار، لكن مؤتمر استكهولم لا يستطيع منح مثل ذلك المبلغ وذلك لأنه يحمل عنوان الهبات الدولية لحل المشكلات الإنسانية أولاً، وهو لا يضع نفسه في خانة المساعدة الاقتصادية الصرفة، وانما سيحل ازمة أولية كالتي تحدث عنها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والتي تتمحور حول اعمار الوحدات السكنية التي دمرت بفعل الحرب والتي قدرت بـ 15000 وحدة، وهي تحتاج بحسب المبالغ المحددة لها إلى 600 مليون دولار. وتابع حبيقة: اننا ننظر إلى ما بعد مؤتمر استكهولم حيث نضع الآمال على مؤتمرات أخرى كمؤتمر بيروت1، فالمطلوب خمسة مليارات دولار لأن لبنان تعرض لخسارة كبيرة، لكن من الواضح أن ذلك المسعى يتطلب معركة دبلوماسية كبيرة وواسعة للوصول عليه. اما عن حجم المساعدات الأوروبية أشار الدكتور حبيقة إلى أن أوروبا تعتبر أنها صرفت الكثير بارسال جنودها إلى لبنان. وقال: اعتقد ان أربعين مليون يورو هو مبلغ ضئيل بالطبع، لكن من المفترض ان يتزايد هذا المبلغ في أي مؤتمر مقبل، حيث انتظر ان تقدم أوروبا كمجموعة مبلغ 500 مليون دولار وهذا ليس كثير عليها.
وختم: ان مؤتمر استكهولم اهم اليوم من الإصلاحات الاقتصادية لأن المواضيع الانسانية مهمة جداً تزيل الكثير من المشكلات. من جهته رأىالخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي ان مؤتمر استكهولم هو مؤتمر إغاثة، ليس بمعنى اعادة اعمار شاملة، انما يحل أزمتين الاولى سكنية والثانية بيئية، وهاتين المسألتين مريحتين جداً بالوقت الراهن. فالمؤتمر يعالج تداعيات الحرب على لبنان، ومبلغ الـ 500 مليون دولار يعيدنا إلى سكة العيش بصورة طبيعية وبالتالي تعيد لبنان إلى ما كان عليه ما قبل 12 يوليو من اعادة بناء المساكن إلى معالجة الامور البيئية وغيرها. وأشار الدكتور يشوعي إلى أن مؤتمرات لاحقة لن تنعقد بهذه السهولة، نظراً لارتباط اعادة اعمار لبنان بالمفهوم الاقتصادي يرتبط بالواقع السياسي العام وهذا سيتوقف على تطبيق القرار 1701 ومقايضات دولية. وعن حجم المساعدات الاوروبية قال يشوعي: هذه المساعدات ضئيلة بالطبع لكن لا يمكننا أن نحكم على المستقبل سلفاً وما هو محسوم ان أوروبا لن تمنح لبنان كما يمنحه العرب اضافة إلى حساباتها الخاصة، فهي تعتبر أنها اسدت خدمة كبيرة لنا بارسال قوات لها إلى الجنوب لذلك الدول العربية ستكون أكثر سخاء منها لاعتبارات كثيرة، وخاصة المملكة التي تنظر إلى لبنان بنظرة خاصة جداً وهي اعتادت على الوقوف إلى جانبه بكل أزماته.
اما الخبير الاقتصادي الدكتور كليب كليب فرأى في المؤتمر اعادة انتعاش للبنان ما بعد الحرب وقال لـ«عكاظ»: بغض النظر عن حجم المساعدات فان اللبنانيين ينظرون إلى مؤتمر استكهولم بكل ايجابية وذلك لأسباب عديدة اهمها انه يأتي في اعقاب القرار الذي اتخذته المجموعة الاوروبية بزيادة عديدها في جنوب لبنان، وثانياً لأنه ينعقد بحضور ممثلين عن حوالي الخمسين دولة وهذا دليل اضافي للدعم الدولي للبنان وثالثاً لأن الدولة تستعيد من خلال المؤتمر المبادرة لتولي دورها الرعائي للمواطنين.
وعن الهبات العربية والاوروبية قال الدكتور كليب : ان التقديمات الاوروبية هي وما سننتظره ربما سيكون بعض الهبات والمساعدات لكن ما يعول عليه لبنان هو التقديمات العربية ونحن لمسناها بكل جدية فالمملكة العربية السعودية قدمت الكثير من المساعدات قدرت بالنصف مليار دولار ومليار دولار كوديعة واعتقد انها لن تتوانى عن تقديم المزيد اضافة الى دول أخرى شقيقة.