-A +A
علي العجمي ـ الأفلاج
مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، يحاول بعض التجار وأصحاب المحال التجارية استغلال تلك المناسبة لترويج السلع بشتى أنواعها بأسعار باهظة تثقل كاهل المواطن (الضحية)، وبطريقة تؤثر على القدرة الشرائية لأصحاب الدخل المحدود، رغم أن بعض تلك السلع أوشك تاريخ صلاحيتها على الانتهاء، وتقدم بشكل في صورة (عروض ).
«عكاظ» تجولت في عدة أماكن تجارية داخل الأفلاج وأجرت عدة لقاءات ورصدت المحال وهي تعرض أغراضها استعداداً لشهر رمضان والآباء يتهافتون عليها لشرائها وكذلك ربات البيوت تقتني كتب الطبخ، ومنهن «أم ريم» التي قالت إنها تقطن في حي يشتهر بالمباهاة في تقديم الكماليات مع الإفطار، لذلك فهي تحرص من خلال الاستعانة بتلك الكتب عرض مالديها من قدرة في إعداد مختلف الأصناف.

المواطن معجب سالم الدوسري عبر عن همومه إزاء ارتفاع الأسعار لعدم وجود رقابة صارمة على التجار، كذلك المواطن يتحمل جزءا من نفاد النقود بنسبة عالية خلال هذا الشهر وذلك لإقباله على الكماليات ووضعها كالأساسيات له، مشيرا إلى أنه يصرف على أسرته القليلة خلال الأشهر العادية 1500ريال، فيما يصرف خلال شهر رمضان 2500 ريال بل تصل إلى 3 آلاف ريال.
ويضرب المواطن محمد غانم الغانم مثلا على الغلاء غير المبرر بمسوقي التمر (الرطب) في سوق التمر بالأفلاج، حيث يشهد هذه الأيام ارتفاعا عاليا دون أي مراقبة من الجهات المسؤولة، وهو ما يؤكده حمد الشغيثري (أحد تجار التمور)، مشيرا إلى أن رطب الشيشي وصل سعر الكرتون الصغير منها إلى 45 ريالا، بينما وصل الخلاص إلى 35 ريالا، منوها بأن جميع الأصناف الأخرى من الرطب سيشملها الارتفاع.
واعترف عبدالله حمد الطهطام أحد تجار المواد الغذائية، بأن الأسعار في السوق حالياً مرتفعة، وجميع المحال والتجار يترقبون شهر رمضان لما عرف خلاله من شراهة المستهلك، حيث تفوق أرباح التجار بنسبة 60% عن الأشهر الأخرى، مؤكدا ضعف الرقابة على الأسعار.
من جهته, قال المستشار الأسري محمد ظافر العرجاني إن البعض يتميز بشراهة الشراء والاستهلاك، وبإمكانه أن يجعل استهلاكه خلال هذا الشهر كسائر الشهور الأخرى، خاصة إذا واجه أسعاراً عالية في بعض المواد التي يكثر عليها الطلب في رمضان، وذلك بتحديد حاجته الفعلية من المأكولات والمشروبات أو اللجوء إلى بدائل أخرى تغنيه عن الأصناف الباهظ سعرها أو يجزئ المستهلك شراء احتياجات رمضان كل أسبوع على حدة، فالبعض يشتري حاجات رمضان بالجملة وقد ينتهي رمضان وهو لم يستهلكها بالكامل، مشيرا إلى أن الإسراف يؤدي ببعض الناس للاستدانة في منتصف الشهر، لتثقل كاهله الديون.
من جانب آخر، علق المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان حول ما يحدث من بعض الأسر من التفاخر على تقديم أنواع الأطعمة للصائمين خلال رمضان سواء للمدح أو المباهاة قائلاً: إنه لا يجوز لدخوله في جانب العبث بالأطعمة وينبغي على المسلم الاقتصاد خلال شهر رمضان فهو موسم للعبادة وليس موسماً للأكل أو الإسراف، وقال العبيكان إن رفع الأسعار من قبل التجار وأصحاب الأسواق لاستغلالهم موسم رمضان محرم ولا يجوز أيضا.