-A +A
فرحان الفرحان
من أكثر نتائج الموسم السابق سلبية على إدارة النصر أزمة الثقة التي تطاولت بينها وبين جماهير النصر، المشهود لها بالصبر والجلد والتسامح والغفران، وهذه الأزمة تخلقت على أرضية الوعود المطلقة التي قدمتها إدارة النصر في بداية الموسم السابق، والتي بكل أسف لم يتحقق منها شيء، بل إن النتائج جاءت محبطة وهادمة لكل تلك الوعود..
مع بداية هذا الصيف انتبهت الإدارة لمأزق الوعود المطلقة، التي عبأت بها أيام الموسم السابق، ولكن المعالجة جاءت ضعيفة وبعيدة عن الاستفادة من الأخطاء السابقة، بل إن الإدارة رمت بالإخفاق على الآخرين عندما اتهمت بعض أعضاء الشرف بتحريض الجماهير على الإدارة، وهو اتهام يحتاج إلى أدلة قطعية، لم تستطع الإدارة تقديمها لجماهير النصر، لذا بقي هذا الاتهام عاجزا عن إقناع مدرج الشمس، الذي طوى كل آلام الموسم السابق، ومنح إدارة ناديه فرصة أخرى، لتصحيح أوضاع فريقهم، على كافة المستويات الفنية والإدارية والمالية..

مع بداية الصيف تحركت إدارة النصر لإجراء بعض التحسينات الفنية، التي تعتقد أنها ستضيف لأداء الفريق بعدا آخر، فتعاقدت مع المدافع الجزائري عنتر يحيى، وهو إضافة مهمة لخط الدفاع، ثم أتبعت ذلك بالتعاقد مع المحور الأرجنتيني، وتعاقدت مع جهاز تدريبي، قدمت له الإدارة سيرة مشعة، وتبقى لها خانتان شاغرتان، لم يتم ملأهما إلى الآن، فصفقة بدر المطوع الذي شغل وجدان مدرج الشمس ما زالت يكتنفها الغموض، والخانة الرابعة يبدو أنها مؤجلة حتى يقرر مدرب الفريق حاجة فرقته..
كل هذه التعاقدات لا يمكن الحكم عليها إلا بعد أن تدور رحى الدوري، ولكن ما يلفت الانتباه أن أعضاء الإدارة تسابقوا بإطلاق وعود أخرى، قد تمثل عوامل ضغط على الإدارة واللاعبين، فقد أطلق رئيس النادي ومدير الكرة والمنسق الفني، ثم تبعهم مدرب الفريق، حزمة من الوعود الملزمة باعتلاء المنصات في الموسم القادم، ولم يتركوا لهم خط رجعة، فيما لو لم يوفق الفريق لا قدر الله، خصوصا أن تعاقدات النصر تعتبر ضعيفة قياسا بتعاقدات الفرق الأخرى كالاتحاد والشباب والهلال، ومع ذلك فقد لزم الإعلام النصراوي وأعضاء الشرف ونجوم النصر السابقين الصمت، ومنحوا إدارة النصر جميع المساحات التي تطلبها لتنفيذ سياستها، لذا فإن أخفقت في تحقيق الوعود المطلقة لا قدر الله، فإنها لن تجد مشجبا تعلق عليه فشلها..
كنت أتمنى أن تقتصر وعود الإدارة على العمل الجاد، بعيدا عن الوعود بالبطولات وبصناعة فريق لا يقهر، فمثل هذه الوعود تحتاج لعمل لم تأت به الإدارة بعد .