-A +A
هاني اللحياني ـ مكة المكرمة
بردت الصالونات الأدبية في مكة المكرمة حرارة ليالي رمضان بحراك ثقافي رمضاني، الذي يعتبر فترة مهمة لتحريك مياه الصالونات الأدبية بعد ركود شهدتها في موسم إجازة الصيف.
إلى ذلك تخطط عدة جهات ثقافية وخيرية في مكة لتنظيم أمسيات ثقافية بجوار الحرم المكي، فيما تبدأ حلقات التدريس في الحرم المكي في استقطاب أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، إضافة إلى مواصلة الدروس اليومية داخل مطاف المسجد الحرام.


ومن وجه نظر تربوية، يشير تربويون إلى أن تبني استراتيجية تربوية بين رواد النشاط لهذه الصالونات بما يعزز قيمتها في نفوس الناشئة، ويشحذ هممهم نحو التأسي بالنماذج الرائعة التي تثري هذه الصالونات، كأن تنظم زيارات مجدولة لعدد محدود يتوافق مع مساحة المكان لأبرز الطلاب المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي، لرصد الجو العلمي داخل هذه الصالونات، مشيرين إلى فكرة تخصيص أركان لعرض أحدث الإصدارات لأصحاب الأقلام الفكرية ممن يتردد على هذه الصالونات، مع تخصيص أسبوع كل ثلاثة أشهر لعرض تجربة أحد الأعلام من الرموز الثقافية والفكرية.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز سرحان صاحب صالون أدبي أن مكة في رمضان تتحول إلى خلية نحل، حيث تشهد توافد رموز الفكر والثقافة من كل أصقاع العالم الإسلامي لأداء العمرة وقضاء العشر الأواخر من رمضان بجوار الحرم، مشيرا إلى أن المناسبات التي تقيمها رابطة العالم الإسلامي وبقية المؤسسات الخيرية تزيد من توهج الثقافة والفكر.
أما الدكتور محمد جميل خياط مؤسس صالون خاص في مكة، فقال: في ظل النشاط الملحوظ لعدد من الصالونات الفكرية في مكة تبقى جملة من الأفكار المطروحة على طاولة وزارة الثقافة لدعم الحراك الفكري، لعل من جملتها قيام الوزارة بتزويدها بكميات من الدروع والهدايا التذكارية والتقديرية التي تحمل شعار الوزارة، والتواصل معها بمنحها إصدارات الوزارة من المجلات وغيرها لتوزيعها على المرتادين، خاصة وأن ثمة صالونات تستقطب أسماء فكرية معروفة من الخارج والداخل مع أهمية حضور ممثلين من الوزارة لفعالياتها لمتابعة برامجها وإعداد التقارير عنها والاعتراف الرسمي بها، وتبني الوزارة لإصدار دليل تعريفي لأهم الصالونات في كل منطقة تتضمن البطاقة التعريفية والعنوان وتكليف محطات التلفزيون الحكومي بتغطية فعاليتها لتوفير مواد منتجة يمكن أن تسهم في تحقيق رافد جديد للبرامج الفكرية، وعرض المتميز من الفعاليات عبر القناة الرسمية، مع أهمية منح أوسمة من الوزارة للصالونات الفكرية التي ثبت تميزها ونجاحها وقيام الوزارة بتخصيص بطاقات خاصة لأصحاب الصالونات الفكرية.