-A +A
غازي عبداللطيف جمجوم
تزامنت عودتي من الإجازة في خارج المملكة مع حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للتبرع لضحايا المجاعة من أبناء الصومال الشقيق، وسرني مشاهدة الجهود الإعلامية الملموسة المصاحبة لهذه الحملة المباركة في قنوات التلفاز والصحف المحلية. وكنت أستغرب قبل سفري من تباطؤ مؤسساتنا الإغاثية عن الساحة التي ازدحمت بالمؤسسات العالمية من دول مختلفة أخذت تلقي الضوء على هذه المأساة الإنسانية ذات الأبعاد الضخمة التي لفتت أنظار العالم وهزت ضميره، جربت التبرع حينها عبر هيئات الإغاثة العالمية التابعة للأمم المتحدة مثل اليونيسيف، أو برنامج الغذاء العالمي أو هيئات أخرى مثل أطباء بلا حدود وغيرها ووجدت التعامل معها عبر مواقعها على الشبكة المعلوماتية، وباستعمال البطاقات الإئتمانية في غاية السرعة والسهولة، ولكن رغبتي الأكيدة كانت أن تكون مشاركتي عبر هيئة من بلدي، أو على الأقل أي هيئة إسلامية أو عربية أستطيع أن أصل إليها بنفس السهولة واليسر. بعد مشاهدة برامج إضافية عن حجم المأساة والمعاناة أحسست أن مشاركتي لم تكن كافية. لذا كان من الطبيعي أن أسر كثيرا عند سماعي بحملة خادم الحرمين الشريفين وقلت: هاهي الآن حملة من بلادنا تكرس معنى التضامن العربي والإسلامي يقودها ملكنا المفدى، وولي عهده الأمين وتجعل للتبرع طعما أحلى. توقعت أن يصحب التغطية الإعلامية الجيدة تسهيل في إجراءات التبرع مماثل لما هو موجود بهيئات الإغاثة العالمية. للأسف تركزت طريقة التبرع على الإيداع بحساب بنكي ذي رقم طويل لدى البنك الرئيس المتبني للحملة، ورقم ثان أطول منه للتحويل من البنوك الأخرى، ثم رقم هاتفي للاستفسارات. تمكنت بصعوبة من كتابة الرقمين من الشريط الإعلاني بإحدى القنوات الفضائية. كان معنى هذه الأرقام أنه لا بد من زيارة شخصية للبنك المتعهد بالحملة أو لبنكي لإجراء التحويل. للأسف لم أتمكن من الذهاب في الوقت المناسب، وفوجئت بإغلاق البنوك لإجازة عيد الفطر في اليوم التالي. حاولت الاستفسار من الرقم الهاتفي المعلن للبنك المتبني للحملة أو الاستفادة من موقعه على الشبكة المعلوماتية دون فائدة. كذلك حاولت التحويل عن طريق الصرافات الآلية فلم أفلح. أخيرا لجأت إلى شركة الاتصالات السعودية التي كانت قد وصلتني منها رسائل تعلن إمكانية التبرع عن طريق إرسال رسائل إلى الرقم 5565. أرسلت رسالة وفاجأني الرد: عزيزي العميل نعتذر لك ..لقد تم انتهاء الحملة. رجعت أدراجي إلى هيئات الإغاثة العالمية التي استقبلت تبرعي بنفس السهولة والترحاب السابقين، لا بنك محددا ولا وقت ينتهي. تركتني هذه التجربة مع الأسئلة التالية: لماذا لم تستفد هيئات الإغاثة عندنا من خبرة الهيئات العالمية في تسهيل إجراءات التبرع إلكترونيا؟ هل هناك تعقيدات إجرائية مقصودة؟ كنت آمل تمديد فترة التبرع عندنا. المجاعة في الصومال لن تنتهي في أيام، والحاجة إلى التبرع وإلى استمرار أعمال الإغاثة من مواطنينا لإخوانهم في ما تبقى من هذا الشهر الكريم وبعده كبيرة إلى أن يمن الله على إخواننا في الصومال بفرج عظيم من عنده إنه على كل شيء قدير.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة