-A +A
صيغة الشمري
محير ما يحدث في العالم العربي ذي الربيع العربي، فالذين يحلمون بالحرية والعدل والتعايش عندما عاد الأمر لهم لم نر منهم تحقيقا لما انتفضوا من أجله، كنا نظن ونأمل أن التحول للديمقراطية سيكون أسرع من غيره في أي بلد في العالم، الذي نشاهده في البلدان التي طالبت شعوبها بسقوط الأنظمة بحجة تحقيق العدل والحرية يبدو أنهم ذاهبون لتحقيق ديكتاتورية بالتراضي دون أن يشعروا، لم يكن يتوقع أكثر المتشائمين السعوديين أن يقوم مصري واحد بإلقاء حصاة واحدة تجاه السفارة السعودية في مصر لاسيما أن الشعبين السعودي والمصري كانا طوال التاريخ العربي فوق أي علاقات سياسية وترابطهما لم تهزه أي عواصف سياسية طارئة، ولا أحد ينكر دور البلدين في توحيد الصف العربي ومحاولة احتواء أي خلاف يطرأ على العلاقات العربية، ما حدث جعلنا كشعوب خليجية نصاب بحيرة كبيرة تجاه نتائج ثورات الربيع العربي، التي نتمنى من كل قلوبنا أن لا تعيد إلى السطح مشكلات قديمة حسبنا أننا بتكاتفنا العروبي استطعنا ردمها إلى الأبد مثل الحقد الطبقي غير المبرر تجاه بعض الشعوب الخليجية الملاحقة بثرواتها النفطية كتهمة، مع أن أجدادنا في الخليج لم يعلمونا أن نحقد على تلك الدول عندما كانت أغنى منا قبل اكتشاف النفط، جميعنا نحب الحرية وننادي بالعدل ومحاربة الفساد، ولكن تخيفنا الفوضى، تخيفنا حالة عدم الاستقرار التي إن طال بها الزمن فستذهب بكل هذه المعاني الجميلة لثورات الربيع العربي إلى مهب الريح، كنت فخورة ولازلت كأي عربية بتلك الشعوب التي قررت أن تختار مصيرها وتنتفض لصالح كرامتها، لكن أن ينتفض الشعب ثم تبدأ الفوضى وانهيار القوة الاقتصادية للدولة فهذا شيء يحزن كل عربي قفز فرحا بما تفعله الشعوب العربية باسم الكرامة والحرية والتعايش، أتمنى أن لا تطول حالة الفوضى هذه حتى لا تفقد الحرية معناها وتصبح كلمة مخيفة تثير الشبهات حول كل من ينادي بها، كل شيء كنا نتوقعه إلا أن يقذف إخواننا المصريون سفارتنا بالحجارة، وهم الذين كانوا يبشروننا بجيل جديد سيكون متفهما ومؤمنا بالخلاف والاختلاف. !.



Shammriyah76@hotmail.com