-A +A
عبدالرحمن الجوهري
لم يكن مثيرا شغور أكثر من مقعد في الصف الأمامي للقاعة الهائلة، لمهرجان سوق عكاظ، رغم كون المنصة يعتليها: أستاذ أكاديمي متخصص في الإعلام، وثلاثة رؤساء تحرير سعوديون. ذلك أن العالم لم يعد يجذبه ما كان يسيرا وبسيطا وغير ملفت. وجب أن يكون هناك إعلان لأي إعلان ثقافي لدينا، وإلا فإن مهرجانا بحجم المساحة والزخم والمحتوى والضيوف، وفوق ذاك العراقة التاريخية، كسوق عكاظ، سيموت إثر انتهاء لياليه.
هاتفت ستة مثقفين على الأقل. أحدهم يجيء في المرتبة الأولى لأشهر المثقفين السعوديين حضورا في كل المواسم والخطب والخطوب. كان ردهم: لم ندع إلى هذا المهرجان من قبل، ولا اليوم، ولذلك لا نعرف عنه شيئا، بل: ولا يعنينا. وإذ أطرح هذا الآن على صفحة مفتوحة لكل عابر، ليكون الرد أيضا للجميع، في معنى «المهرجان»، وفي معنى الترويج له.

في العام الماضي، لم يكن غريبا، أن لا يحظى الفائز ببردة الشعر في عكاظ، اللبناني شوقي بزيع، بتغطية إعلامية عربية، ولا حتى في صحف بلده الأم: لبنان. البلد المتغني بالصحافة والعائش عليها، حد أن يكتب بنوه في أغلب الصحف العربية غير اللبنانية، ولا يحدث هذا لجنسية عربية غيرهم، ولا من المنافس الفعلي الإعلامي: مصر على سبيل المثال.
تجاهلت الصحف العربية واللبنانية ذلك الفوز، وتلك الجائزة -75 ألف دولار-، وكأنها لاتأبه لهذا المهرجان وتفرد له مساحة خبر صغير، في صفحة «أخبارهم وأفراحهم» من عشر كلمات، خمس منها اسم ولقب ابنها الفائز على سبيل الأقل والمعذرة. ولا أعتقد أن مهرجانا بحجم عكاظ، يرعاه بلد، يقوم بالانفاق الباذخ على أي من مشاريعه، ينقصه إعلام، أو ينقصه أعلام لجلب أنظار الآخرين لمثل هذا الموسم، خصوصا أن لا وجود لـ «مربد» ينافس، ولا «جرش» يسابق.
لا يغفر أن يكون مهرجان ترعاه المملكة.
ليكن عكاظ من قابل، لا موسمنا، بل وموسم العرب أجمع. إذا كان من ربيع للأمة العربية بأكملها، فليكن ربيعا للشعر العربي بأكمله. الضيوف والصفوف، يجب أن يكونا مكتظين بكل محب وشغوف.
johary67@gmail.com