-A +A
عبد الله ال هتيلة (جدة) عبدالله مشاري (الاستماع)
اكد صاحب صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية أن استمرار الحصار الاسرائيلى يعيق الجهود الدولية الرامية الى مساعدة لبنان وإعادة إعماره منوها فى هذا الصدد بالارادة الدولية الجادة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته لتجاوز محنته . وأوضح الفيصل فى مؤتمر صحفى مشترك مع الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان امس أن قرار مجلس الامن الدولى رقم 1701 يعتبر خطوة أولى هامة اذا ما تم الالتزام ببنود القرار لضمان تثبيت وقف اطلاق النار وعدم العودة مجددا الى أجواء الحرب مؤكدا سموه على أهمية استجابة اسرائيل للارادة الدولية وسحب قواتها من كافة الاراضى اللبنانية والرفع الفورى للحصار الجوى والبحرى المفروض على لبنان الذى يشكل خرقا للقرار الدولى وعقبة أمام الجهود القائمة لانتشار الجيش اللبنانى وما يحظى به من دعم دولى من خلال قوات اليونيفيل بما فى ذلك ما تقدمه من دعم لوجستى وتقنى لتمكين الجيش اللبنانى من تأمين حدوده البرية والبحرية على حد سواء وبسط سيطرته على كامل أراضيه0
ورحب سموه فى كلمة له فى بداية المؤتمر بالامين العام والوفد المرافق له0

وقال «ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أستقبل امس الامين العام للامم المتحدة كما أجرينا محادثات جيدة تتعلق بمجمل الاوضاع فى المنطقة والجهود المكثفة لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 بعد الاعتداءات الاسرائيلية التى تعرض لها لبنان والتى طالت الارواح والممتلكات والبنية الاساسية للدولة وذلك فى اطار الجولة التى يقوم بها معاليه فى المنطقة» 0
وأشاد سموه بنتائج مؤتمر استكهولم ومستوى الدعم المقدم للبنان مشيرا سموه الى ان الدعم الدولى سوف يمكن الحكومة اللبنانية من الشروع فورا فى اعادة بناء واعمار ما هدمته الالة العسكرية الاسرائيلية وانتشال الشعب اللبنانى من الحالة المأساوية التى يمر بها 0
واضاف سموه أن المطلوب فى هذه المرحلة هو وحدة الصف اللبنانى وتوحيد الجهود الاقليمية والدولية لدعم الحكومة اللبنانية فى بسط سلطتها على كافة الاراضى اللبنانية لضمان أمن واستقرار لبنان والحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه وعدم عودته ساحة للنزاعات 0
وقال الامير سعود الفيصل «إن الامين العام للامم المتحدة استعرض فى لقائه بخادم الحرمين الشريفين نتائج جولته فى المنطقة التى شملت عدة دول وقد شكره خادم الحرمين الشريفين على الجهود الى يقوم بها مؤكدا على أن القضية المحورية التى اذا تم حلها سيكون لها أثرها الايجابى سواء فى لبنان أو العراق هى الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي كما ان حل الازمة اللبنانية يكمن فى سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها وحماية استقلاله وسيادته كما أكد خادم الحرمين الشريفين على ان اتباع القانون الدولى وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية هو من المبادئ التى تحمى السلام والامن الدوليين ويجب الاحتفاظ بها» 0
واوضح الامير سعود الفيصل فى معرض اجابته على سؤال بخصوص اخر المستجدات حول معتقلى غوانتنامو وكذلك بخصوص المواطن السعودى الذى حكمت عليه محكمة امريكية قال سموه «نحن بطبيعة الحال نتابع امور السجناء كلهم فى غوانتنامو وغيرها ونتمنى ان يطلق سراحهم او يتهموا ويحاكموا وان يسلموا الى المملكة العربية السعودية ونحن فى مفاوضات مع الحكومة الامريكية فى هذا الخصوص» 0
وفيما يتعلق بالمواطن السعودى اكد سموه ان الدولة مهتمة غاية الاهتمام لانها تعتبر هذا الحكم جائرا وبالتالى هناك مرافعة ومحامون مسؤولين عن المرافعة للحفاظ على مصلحة المواطن واسرته 0
وحول ماذا كان هنالك جديد فيما يتعلق برفع ملف السلام الى مجلس الامن قال سموه ان هناك قرار المجلس الجامعة الاخير للقيام بذلك الجهد خلال الدورة القادمة للامم المتحدة وان ينقل الملف الى مجلس الامن واعتقد انه تحدد موعد لبحثه فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى ونأمل ان ينظر للموضوع من زاوية التوصل الى حل لاستقرار المنطقة.
ومن جانبه عبر الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية لما لقيه من حسن الضيافة والاستقبال 0
واكد فى كلمتة ان الامم المتحدة تقدر للمملكة ما تقدمه من دعم للامم المتحدة خلال الازمات واشار الى انه طلب من المسؤولين السعوديين المساعدة فى دعم تطبيق قرار الامم المتحدة رقم 1701 وتنفيذ كامل بنوده والحفاظ على استقرار لبنان وسيادته على ارضه وكيفية ايجاد طرق ناجحة لايجاد دعم قوى ومستمر لجهود اعمار لبنان موضحا ان محادثاته مع المسؤولين فى المملكة كانت ناجحة ومفيدة وشدد عنان على ان المهم الان هو ابقاء قرار وقف اطلاق النار فاعلا واتمام نشر قوات الامم المتحدة لدعم الحكومة اللبنانية متوقعا ان يزداد عدد قوات الامم المتحدة فى لبنان فى اواسط شهر سبتمبر الجارى0 واكد انه على اسرائيل ان تسحب جميع قواتها الموجودة فى جنوب لبنان.
وردا على سؤال حول ملف ايران النووى اكد الامين العام للامم المتحدة انه تناول هذه المسألة فى مباحثاته مع المسؤولين فى ايران مشيرا الى ان هذه القضية تتعلق بسلام المنطقة وان الايرانيين مستعدون لمناقشة جميع القضايا على طاولة المفاوضات بدون شروط مسبقة.
وحول وجود عدم توافق بين المنظمة الدولية من جهة وامريكا واوروبا من جهة ثانيةفيما يتعلق بالموقف من ايران قال عنان انا لا استطيع التحدث نيابة عن واشنطن لكن بالنسبة لهذة القضية فامامنا مجلس الامن الذى يشارك فى هذة القضية ولدينا الدول الخمس زائد واحد تناقش ايضا هذه المسألة وانا ادعو مختلف الاطراف الى العودة للتفاوض من اجل التوصل الى حل وهذه هى النصيحة التى قدمتها للطرفين.
واوضح ان المسؤولين السوريين اكدوا له انهم سيدعمون قرار الامم المتحدة رقم 1701 كاملا كما سيدعمون سيادة لبنان 0
واجاب على سؤال حول موقف المملكة من قضايا المنطقة فأكد ان المملكة العربية السعودية تعتبر دولة مهمة فى المنطقة ولها مكانتها الدولية وتدعم العملية السلمية فى فلسطين وفى العراق0
وردا على سؤال حول موقف الامم المتحدة تجاه معتقل غوانتنامو واستمراره الى الوقت الراهن اكد ان موقف الامم المتحدة متعلق بحقوق الانسان مبينا ان هناك العديد من الامور التى يجب اتخاذها فى غوانتنامو .
وردا على سؤال حول معلومات عن «مفاوضات محتملة لاطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين الاسيرين» اللذين يحتجزهما حزب الله، اعلن عنان ان اسرائيل وحزب الله وافقا على قيام الامم المتحدة بوساطة لحل مسألة الاسرى العالقة بين الطرفين.وقال «لا اريد ان اتطرق الى المسألة وكأن هناك اتفاقا، الا انني اريد ان اقول ان الطرفين وافقا على جهود الامين العام للامم المتحدة للمساعدة على حل هذه المسألة».»اريد ان اعمل مع الطرفين واريد اختيار شخص للعمل مع الطرفين بشكل هادئ وبعيد عن الاضواء للتوصل الى حل».
واضاف «لن اعطيكم اسم هذا الشخص لا اليوم ولا غدا لانني اريده ان يتمكن من العمل بعيدا عن الانظار» مشيرا الى ان «الشيء الوحيد الذي اصر عليه اذا كنت سأستخدم مساعي الحميدة هو ان تتم تسمية الوسيط بشكل متكتم ولا بد من وسيط قادر على العمل مع الطرفين».
وقال عنان ان قوة الامم المتحدة التي ستساعد الجيش اللبناني على تعزيز الهدنة الهشة وبسط سلطته على جنوب لبنان ستنتشر في مواقعها في منتصف سبتمبر.
وقال «اتوقع انه في منتصف سبتمبر سيكون لدينا حوالى خمسة الاف جندي دولي على الارض سيتم نشرهم في الجنوب الى جانب 16 الف جندي لبناني».
ودعا عنان اسرائيل الى رفع الحصار البحري والجوي الذي تفرضه على لبنان والذي اكد الفيصل انه ينتهك القرار 1701. وقال «كنت على اتصال مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ومع الادارة الاميركية للتشديد على رفع الحصار.. اني اعمل جادا من اجل ذلك».
وفي اسرائيل، ردت ميري ايسين، المتحدثة باسم رئيس الوزراء ايهود اولمرت، على تصريحات عنان بقولها ان «اسرائيل لا تتفق على اي شيء مع حزب الله. وهى تتعامل مع الحكومة اللبنانية والامم المتحدة في اطار القرار 1701، باعتبارهما الجانبين الوحيدين المسؤولين عن الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسيرين».