فخامة الرئيس، أحييك كما نقول في بلادي بـ «أسعد الله أيامك».
قبل أكثر من عشرة أعوام، كنت في هوتيل في مدينة لوس أنجلوس أتابع بتركيز شديد المناظرة الأولى بين بوش الابن وآل جور، ومعي عدد صغير من أصدقائي الأمريكان.
بعد المناظرة سألني صديق أمريكي عن رأيي، فقلت بعفوية إنه إذا انتخب بوش الصغير رئيسا لأمريكا فسوف يتسبب في كوارث كثيرة لأمريكا وللعالم أجمع. سألوني كيف عرفت، فأجبت بأنه مجرد إحساس فقط، نتيجة قراءتي لما بين السطور في حديثه، وحركات جسده وعينيه الزائغتين. ثم أثبتت الأحداث بعد توليه الرئاسة صدق حدسي، للأسف.
بعد ذلك بقرابة ثمانية أعوام، شاهدتك في مناظرات الانتخابات الأولية لمرشحي الحزب الديمقراطي، وكتبت مقالتين قائلا إنه إذا أراد الشعب الأمريكي إصلاح خطئه تجاه وطنه وتجاه العالم، فعليه انتخاب (باراك حسين أوباما)، فهو يبدو من حديثه أنه رجل فائق الذكاء والحكمة، وعلى النقيض من الرئيس السابق في كل شيء.
ثم عندما فزت فعلا بالرئاسة، ذرفنا الدموع فرحا من أجلك، وتفاءلنا بعالم جديد تسوده العدالة والحوار والأمل. ثم قرأت كتابيك بلغتهما الإنجليزية مرتين، وأعجبت بك أكثر، وبوالدك الدكتورحسين أوباما، واحترامك لأصولك الأفريقية.
ولكن يا فخامة الرئيس، أصدقك القول بأنني أصبت بالإحباط بعد عامين فقط من توليك رئاسة أقوى دولة في العالم، وخاب حدسي.
الدمار الذي بدأه بوش لا يزال في ازدياد حول العالم، والانهيار الاقتصادي الذي بدأ معه لا يزال في تصاعد في أمريكا وبالتالي حول العالم، والقضايا السياسية والإنسانية والاجتماعية تتفاقم وتبحث عن حل، بل وتزداد تعقيدا، وعربدة إسرائيل ومعاناة الفلسطينيين في تزايد، وبناء المستوطنات الإسرائيلية في تسارع، وبدأ الكثير يتشكك في مدى تطبيق أمريكا لما جاء في بعض مواد دستورها الشهير.
ثم جاءت ضربتك القاضية يا فخامة الرئيس، خطابك الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لا أدري لماذا تعيد وتكرر أن أمريكا هي الضامن الأول لأمن إسرائيل، فنحن نعلم ذلك حتى قبل أن تاتي أنت إلى كرسي الرئاسة، ويؤلمنا اعتراض إدارتك على الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
نحن لم نطلب من إدارتك التخلي عن ضمانها لأمن إسرائيل، لكننا فقط نتوقع منكم التعامل بإنصاف مع قضية فلسطين، وهي قضية لا تتجزأ عن قضية السلام في الشرق الأوسط، وألا تكون صداقة أمريكا مع إسرائيل حصرية حتى لو أضرت بمصلحة أمريكا في العالم.
أجزم يا فخامة الرئيس أن خطابكم في الأمم المتحدة واعتراضكم على دولة فلسطين المستقلة، قد أساء إلى مشاعر كافة العرب والمسلمين، ولم يلق استحسانا لدى الغالبية العظمى في أوروبا، بل أيضا لدى غالبية الشعب الأمريكي، وبكل تأكيد لدى عدد كبير من الإسرائيليين أنفسهم الذين يرغبون في السلام. فإذا كان عدد الفلسطينيين في العالم اليوم يبلغ أكثر من ضعف عدد الإسرائيليين، فهل من المعقول أن تعترف الأمم المتحدة بدولة للإسرائيليين وتمتنع عن إعطاء الفلسطينيين دولتهم؟
يبدو لي أن فخامتكم نسيتم فحوى خطابكم في القاهرة قبل قرابة عامين، الذي أثار حماس وتفاؤل كل عربي ومسلم وكل فلسطيني ثم يبدو أنكم نسيتم أيضا ما قلتموه قبل عام في الأمم المتحدة، أنكم تتوقعون الترحيب قريبا بدولة فلسطين في المنظمة الدولية! وهل غاب عن بالكم أيضا أنكم أنتم في عهد بوش الصغير من اقترح فكرة الدولتين؛ إسرائيل وفلسطين؟
ألا تتفق معنا فخامة الرئيس أن إعطاء الفلسطينيين حقهم في الشعور بالأمان داخل دولة مستقلة خاصة بهم (وهو ما تؤكدون عليه دائما عندما يتعلق الأمر بأمن بإسرائيل) سيؤدي في النهاية إلى وقف العنف واستتباب السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو مطلب دولي؟
فخامة الرئيس، يحزنني كثيرا أن أقول إننا محبطون من سياساتك المربكة والمتضاربة، وإننا الآن لن نحزن ولن نهتم سواء خسرت الانتخابات المقبلة أم كسبتها.
فخامة الرئيس، كنت أحبك كثيرا، وكنت قبل حوالى عامين أحد أوائل من دعا لك وتوقع فوزك بالرئاسة.. كنت.. فسبحان مغير الأحوال ومقلب القلوب.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة
قبل أكثر من عشرة أعوام، كنت في هوتيل في مدينة لوس أنجلوس أتابع بتركيز شديد المناظرة الأولى بين بوش الابن وآل جور، ومعي عدد صغير من أصدقائي الأمريكان.
بعد المناظرة سألني صديق أمريكي عن رأيي، فقلت بعفوية إنه إذا انتخب بوش الصغير رئيسا لأمريكا فسوف يتسبب في كوارث كثيرة لأمريكا وللعالم أجمع. سألوني كيف عرفت، فأجبت بأنه مجرد إحساس فقط، نتيجة قراءتي لما بين السطور في حديثه، وحركات جسده وعينيه الزائغتين. ثم أثبتت الأحداث بعد توليه الرئاسة صدق حدسي، للأسف.
بعد ذلك بقرابة ثمانية أعوام، شاهدتك في مناظرات الانتخابات الأولية لمرشحي الحزب الديمقراطي، وكتبت مقالتين قائلا إنه إذا أراد الشعب الأمريكي إصلاح خطئه تجاه وطنه وتجاه العالم، فعليه انتخاب (باراك حسين أوباما)، فهو يبدو من حديثه أنه رجل فائق الذكاء والحكمة، وعلى النقيض من الرئيس السابق في كل شيء.
ثم عندما فزت فعلا بالرئاسة، ذرفنا الدموع فرحا من أجلك، وتفاءلنا بعالم جديد تسوده العدالة والحوار والأمل. ثم قرأت كتابيك بلغتهما الإنجليزية مرتين، وأعجبت بك أكثر، وبوالدك الدكتورحسين أوباما، واحترامك لأصولك الأفريقية.
ولكن يا فخامة الرئيس، أصدقك القول بأنني أصبت بالإحباط بعد عامين فقط من توليك رئاسة أقوى دولة في العالم، وخاب حدسي.
الدمار الذي بدأه بوش لا يزال في ازدياد حول العالم، والانهيار الاقتصادي الذي بدأ معه لا يزال في تصاعد في أمريكا وبالتالي حول العالم، والقضايا السياسية والإنسانية والاجتماعية تتفاقم وتبحث عن حل، بل وتزداد تعقيدا، وعربدة إسرائيل ومعاناة الفلسطينيين في تزايد، وبناء المستوطنات الإسرائيلية في تسارع، وبدأ الكثير يتشكك في مدى تطبيق أمريكا لما جاء في بعض مواد دستورها الشهير.
ثم جاءت ضربتك القاضية يا فخامة الرئيس، خطابك الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لا أدري لماذا تعيد وتكرر أن أمريكا هي الضامن الأول لأمن إسرائيل، فنحن نعلم ذلك حتى قبل أن تاتي أنت إلى كرسي الرئاسة، ويؤلمنا اعتراض إدارتك على الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
نحن لم نطلب من إدارتك التخلي عن ضمانها لأمن إسرائيل، لكننا فقط نتوقع منكم التعامل بإنصاف مع قضية فلسطين، وهي قضية لا تتجزأ عن قضية السلام في الشرق الأوسط، وألا تكون صداقة أمريكا مع إسرائيل حصرية حتى لو أضرت بمصلحة أمريكا في العالم.
أجزم يا فخامة الرئيس أن خطابكم في الأمم المتحدة واعتراضكم على دولة فلسطين المستقلة، قد أساء إلى مشاعر كافة العرب والمسلمين، ولم يلق استحسانا لدى الغالبية العظمى في أوروبا، بل أيضا لدى غالبية الشعب الأمريكي، وبكل تأكيد لدى عدد كبير من الإسرائيليين أنفسهم الذين يرغبون في السلام. فإذا كان عدد الفلسطينيين في العالم اليوم يبلغ أكثر من ضعف عدد الإسرائيليين، فهل من المعقول أن تعترف الأمم المتحدة بدولة للإسرائيليين وتمتنع عن إعطاء الفلسطينيين دولتهم؟
يبدو لي أن فخامتكم نسيتم فحوى خطابكم في القاهرة قبل قرابة عامين، الذي أثار حماس وتفاؤل كل عربي ومسلم وكل فلسطيني ثم يبدو أنكم نسيتم أيضا ما قلتموه قبل عام في الأمم المتحدة، أنكم تتوقعون الترحيب قريبا بدولة فلسطين في المنظمة الدولية! وهل غاب عن بالكم أيضا أنكم أنتم في عهد بوش الصغير من اقترح فكرة الدولتين؛ إسرائيل وفلسطين؟
ألا تتفق معنا فخامة الرئيس أن إعطاء الفلسطينيين حقهم في الشعور بالأمان داخل دولة مستقلة خاصة بهم (وهو ما تؤكدون عليه دائما عندما يتعلق الأمر بأمن بإسرائيل) سيؤدي في النهاية إلى وقف العنف واستتباب السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو مطلب دولي؟
فخامة الرئيس، يحزنني كثيرا أن أقول إننا محبطون من سياساتك المربكة والمتضاربة، وإننا الآن لن نحزن ولن نهتم سواء خسرت الانتخابات المقبلة أم كسبتها.
فخامة الرئيس، كنت أحبك كثيرا، وكنت قبل حوالى عامين أحد أوائل من دعا لك وتوقع فوزك بالرئاسة.. كنت.. فسبحان مغير الأحوال ومقلب القلوب.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة