-A +A
صيغة الشمري
حكاية بسيطة تعودنا عليها ومهما تكررت لن نشعر بأي غضب، حكاية أن يغضب موظف أو مسؤول من مواطن، فيلملم المواطن كرامته وينسحب خوفا من أن يطول زمن تعطيل حقوقه، دون أن يشعر الموظف أو المواطن أو من يشاهدهم أن ما حصل غير طبيعي، لاتكذبوا على أنفسكم، وتهولوا من حكاية أمين إحدى المناطق عندما طرد مواطنا يناصحه بقوله له «توكل على الله»، من منكم لم يحصل له موقف مشابه ؟! لدينا من الموظفين من يشعر أن المواطنين وضعوا لخدمتهم وليس العكس، وجرب أن تحصل لك مشكلة مع أحد الموظفين فلن يلتفت أحد لأصل المشكلة ومن كان سببها بل تصبح المشكلة «اعتداء على موظف دولة»، وأرجو أن لايفهم أني أقلل من أهمية موظف الدولة، بل على العكس أطالب باحترامه وتعليمه احترام المواطن وإفهامه أن المواطن اسمه «مواطن دولة» مثلما هو موظف دولة، ولا تفخر بلادنا بشيء بقدر ما تفخر أن المواطن له كرامة محفوظة، و كرامته محاطة بسياج مثل أرض محمية، وعليه أن لا يغضب كثيرا عندما يقول له أمين محافظة أو موظف دولة «كلامك مكرر.. توكل على الله» ، بل يجب شكر هذا «الأمين» الذي اكتفى بطرد المواطن كلاميا دون أن يستخدم صلاحيات أمانته و «يخرب بيته»، فكل شيء ماعدا خراب البيت يعد سلامة، لم يكذب الأمين، فعلا كلام المواطن مكرر، وكل ما يقوله المواطنون على اسماع الأمناء والموظفين هو مكرر، فهم اعتادوا على سماع المشكلات وملوا من سماعها دون أن يحركوا ساكنا، يريدون أن يسمعوا نوعا جديدا من المشكلات فقط ليمتعوا أسماعهم لا لكي يقوموا بحلها.
أما حكاية «توكل على الله» فلو علم الأمين الذي لفت انظارنا إلى التفكير بمسألة أهمية النظر في تعيين المسؤول عن مصالح المواطنين، أقول إنه لو علم مايقوله للمواطن لارتعدت فرائصه من القوي الجبار، أتخيل لو كان من يناصح الأمين شاعر شعبي أتى يلقي على مسامعه قصيدة مدح كاذبة فهل سيتم طرده بهذه الطريقة غير الإنسانية ؟! أترك لكم الجواب والعزاء !.


Shammriyah76@hotmail.com