كشفت وزارة الداخلية أمس عن أضخم عملية تهريب مخدرات استهدفت البلاد في الشهور الأربعة الماضية، إذ حاول 475 تاجرا ومهربا إدخال بضائع تبلغ قيمتها السوقية 1.7 مليار. وأعلنت وزارة الداخلية القبض على 204 سعوديين، و72 يمينا، و199 من جنسيات مختلفة، بتهم تهريب ونقل واستقبال المخدرات بطرق وأساليب متفاوتة، لكن يقظة رجال الأمن أوقفت هذه العمليات عبر جهود ذاتية، وتنسيق دولي.
وبحسب بيان وزارة الداخلية، نتج عن العمليات الأمنية التي واجه رجال الأمن في بعضها مقاومة مسلحة من المهربين والمروجين استشهاد العريف ماجد من مبارك محفوظ الرحماني، وإصابة ثمانية آخرين من رجال الأمن، إضافة إلى مقتل أحد المهربين، وإصابة ثلاثة من المهربين والمروجين، وبلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في العمليات 15.9 كيلو جرام من الهيروين الخام، و كيلو واحد من الهيروين المعد للاستعمال، و25.2 كيلو من قرصان من الامفيتامين.
وأفصح البيان عن كميات أخرى تم ضبطها منها 8.3 كيلو من الحشيش المخدر، و 1.6 مليون من الأقراص الخاضعة لتنظيم التداول الطبي، كما تم ضبط مبالغ مالية نقدية في حوزة المتهمين تبلغ 6.6 مليون ريال.
وأكد لـ «عكاظ» المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن الهدف من وراء عمليات التهريب الضخمة التي ضبطتها الأجهزة الأمنية أخيرا، القضاء على المجتمع وتوريط الشباب والفتيات حتى لا يكون لهم دور في بناء هذا الوطن.
وبين المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحافي عقد للكشف عن تفاصيل عملية التهريب الضخمة في الرياض البارحة، أن عمليتين من ضمن العمليات التي أسقطت عصابة المتاجرة والتهريب بالسموم تمت في إطار تعاون دولي لمكافحة المخدرات عبر الحدود.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بأن عملية أمنية أخرى أحبطت تهريب 4 ملايين و125 ألف قرص أفيتامين مخبأة بطريقة سرية مبتكرة داخل مشدات حديدية تستخدم في أعمال البناء، واستغرق استخراج الأقراص المخدرة منها عدة أيام، علما أن المتابعة الأمنية استمرت عشرة أيام.
وقال اللواء منصور التركي إن الجهات الأمنية المختصة تمكنت من ضبط 23 كيسا مغلفة بمواد بلاستيكية تحتوي على 25.219 كيلو جرام من مادة بيضاء اتضح من تحليلها لدى مختبر السموم في وزارة الصحة أنها عالية النقاوة من مخدر الكوكايين.
وكشف اللواء منصور التركي عن أن من ضمن المتورطين في جرائم تهريب ونقل واستقبال وترويج المخدرات، والبالغ عددهم 475 متهما، صيدليين وامرأة.
وتحدث المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية عن تفاصيل حادثة القبض على المرأة المتورطة في عمليات تهريب المخدرات، بالقول «تمكن رجال أمن الطرق من القبض على سائق ترافقه امرأة مجهولة، وبحوزتهم 8.346 كيلو من الحشيش المخدر، ورفض قائد المركبة الاستجابة والوقوف لنقطة التفتيش وبادر بمحاولة دهس رجال الأمن مما نتج عنه إصابة ضابط أمن، لكنهم استطاعوا القبض عليه».
وأبان اللواء منصور التركي أن عبوات الاميتفامين التي ضبطت بحوزة شبكة تهريب مخدرات مكونة من خمسة أفراد، خبئت داخل تجاويف ألواح خشبية «ابلكاش»، بطريقة مصنعية، وتم القبض على ستة أشخاص ممن لهم علاقة بتخزينها بهذا الشكل.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية إلى أن الصيدليين المقبوض عليهما كانا يروجان أقراصا خاضعة لتنظيم التداول الطبي، وضبط في حوزتهما 367 ألف قرص طبي محظور التداول، وحوالى 1.2 مليون قرص من منشطات جنسية مقلدة، إضافة إلى القبض على أربعة أشخاص يروجون نفس العقار، وبحوزتهم 150.202 ألف قرص.
ومن ضمن العمليات المصاحبة للقبض على عصابات تهريب وترويج المخدرات، بين اللواء منصور التركي أنه تم ضبط شبكة غسل أموال يديرها سعوديون من أرباب السوابق في ترويج المخدرات، وتختص بتحويل عائدات المخدرات إلى خارج المملكة، بالتنسيق مع مكتب صرافة سري في أحد المنازل يديره عدد من الأشخاص غير السعوديين، وضبط بحوزتهم 1.050 مليون معدة للتحويل الخارجي، إضافة إلى شبكة أخرى تتكون من ستة أعضاء، بينهم أربعة سعوديين، تنفذ عمليات غسل الأموال، وضبط بحوزتهم مبلغ 1.084.950 مليون ريال.
